يبدو أن التغييرات التي قد تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس جو بايدن لن تقتصر فقط على السياسات الداخلية والخارجية، بل ستشمل إجراءات بعضها جديد وأخرى كانت غائبة عن مقر البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.
ففي صباح يوم التنصيب 20 يناير/كانون الثاني 2021، وقبيل ساعات من وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض بصفته الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، وُضع حاجز زجاجي شفاف عند مكتب الحراسة في مدخل الجناح الغربي الذي يضم المكاتب الإدارية.
كان ذلك علامة بسيطة، إلا أنها كانت تشير بوضوح إلى أن الأمور تتغير؛ فبعدما كانت سبل الوقاية من فيروس كورونا غائبة عن البيت الأبيض في عهد ترامب ستصبح جزءاً مألوفاً من الحياة هناك خلال حكم بايدن.
تغييرات في البيت الأبيض لا تُعد ولا تحصى
وكالة رويترز قالت إن تولِّي الديمقراطيين زمام السلطة في البلاد يمثل تغيراً كاملاً عما كانت عليه الأمور خلال حكم ترامب.
إذ إن التغييرات في البيت الأبيض لا تعد ولا تحصى، حيث شملت أشياء عادية وأخرى جذرية؛ فقد عادت الكلاب للظهور في الحديقة الجنوبية، فضلاً عن عودة الإفادات الإعلامية الدورية التي تشمل أسئلة متابعة وأجوبة تستند إلى بيانات إلى قاعة المؤتمرات الصحفية، بخلاف النهج الإعلامي الجديد.
كان حساب ترامب على "تويتر" إحدى ركائز فترته الرئاسية، وكتب من خلاله رسائل يومية وُصفت بالغاضبة والمحرضة، فيما علَّق الموقع حسابه بعد أحداث الشغب غير المسبوقة في واقعة اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
لكن بايدن بخلاف سلفه، استخدم تغريداته لإعلان أهدافه السياسية، وكتابة بعض التعليقات المرحة أحياناً، منها على سبيل المثال إنهاء جدل بشأن نكهة الآيس كريم التي يفضلها عندما قال: "أؤكد لكم أنها رقائق الشوكولاتة".
كمامات وكلاب وانضباط وأشياء أخرى
كما أن نهج بايدن في التعامل مع جائحة كورونا يعتبر من أبرز أوجه الاختلاف بينه وبين ترامب، حيث جعل الرئيس الجديد مكافحة الفيروس الذي أودى بحياة 430 ألف أمريكي على رأس أولوياته.
فقد فرض بايدن وضع الكمامات إجبارياً في كل المقرات الحكومية.
أما في المناسبات العامة يلتزم هو وغيره من المسؤولين بإرشادات الصحة العامة المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، ووقع الكثير من أوامره التنفيذية الأولى في قاعة الطعام الرسمية الرحبة، حيث يوجد متسع للتباعد بين الحاضرين.
كذلك، ألزم بايدن المنضمين إلى إدارته الجديدة بالتوقيع على تعهدات أخلاقية مشددة تشمل حظر قبول هدايا من جماعات ضغط مسجلة.
إدارة البيت الأبيض
في سياق تلك التغيرات، تتسم إدارة بايدن أيضاً بالتنوع؛ فكامالا هاريس نائبته هي أول امرأة سمراء البشرة وأول أمريكية من أصول آسيوية تتولى هذا المنصب.
من جهته، علق جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب وسفير واشنطن في الأمم المتحدة خلال حكم جورج دبليو. بوش، على التغيرات التي تقوم بها إدارة بايدن في المقر الرسمي والمركزي لأعلى سلطة تنفيذية في الولايات المتحدة، قائلاً إن هذا هو الوضع العادي؛ فمن المعروف أن الرئيس الذي لا يمكنه إدارة البيت الأبيض لا يمكنه إدارة بقية شؤون البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن دعوة بايدن لتجاوز سنوات الاستقطاب خلال حكم ترامب ستكون على المحك، حيث تواجه أجندته التشريعية ممانعة من الجمهوريين في الكونغرس ومن أعضاء مجلس النواب الليبراليين الذين يريدون إصلاحات أكثر جرأة.