ضمت بريطانيا، الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، دولة الإمارات لقائمة حظر السفر الخاصة بجهود احتواء جائحة كورونا، وتشمل وقفاً للرحلات الجوية المباشرة من الإمارات وإليها اعتباراً من اليوم الجمعة، في إغلاق لأنشط مسار جوي دولي في العالم في الآونة الأخيرة على الرغم من كورونا، وذلك من دبي إلى لندن.
بريطانيا قالت إنها أضافت الإمارات وبوروندي ورواندا لقائمة الحظر المرتبطة بفيروس كورونا قلقاً من احتمال انتشار سلالة متحورة جديدة من الفيروس رُصدت أول مرة في جنوب إفريقيا.
وكتب وزير النقل البريطاني جرانت شابس على تويتر "هذا يعني أن من كانوا في هذه البلدان أو مروا بها سيُمنعون من الدخول باستثناء البريطانيين والأيرلنديين وأصحاب الجنسيات الأخرى الذين يحملون حقوق إقامة، وعليهم عزل أنفسهم عشرة أيام في المنزل".
فيما قالت كل من شركة طيران الإمارات والاتحاد للطيران على موقعها الإلكتروني إنها ستعلق كل رحلات الركاب المتجهة لبريطانيا بدءاً من الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة مع بدء الحظر البريطاني.
ونصحت وزارة النقل البريطانية رعايا المملكة المتحدة الموجودين في الإمارات حالياً باستخدام مسارات رحلات طيران تجارية غير مباشرة إن كانوا يرغبون في العودة لبريطانيا.
الإمارات تعقب على قرار بريطانيا
من جانبها، انتقدت الإمارات العربية المتحدة قرار المملكة المتحدة بإدراجها ضمن دول القائمة الحمراء لحظر السفر، حيث قالت مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، هند العتيبة، "إن حجر الزاوية في مكافحة الجائحة هو اختبار كورونا (PCR)، حيث سجلت دولة الإمارات أعلى معدل اختبار للفرد على مستوى العالم".
وأضافت العتيبة أن "الإمارات في ظل المتغيرات الجديدة التي يشهدها العالم، كثفت جهودها للتخفيف من هذه المخاطر"، موضحة أن هذه التدابير تشمل إلزام المسافرين القادمين بتقديم فحص سلبي لكورونا، وفرض قيود على أماكن الترفيه والتجمعات، وتنفيذ حملات توعية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام).
كما أشارت العتيبة إلى أنه بالنسبة للمسافرين البريطانيين المتأثرين بهذا القرار، ستقوم الإمارات بتمديد تأشيرات زيارتهم دون رسوم إضافية.
آثار جانبية على شركات الطيران الإماراتية
بحسب رويترز، فإن المسار من دبي إلى لندن شهد أنشط حركة جوية دولية في العالم في يناير/كانون الثاني، إذ شغل الركاب 190365 مقعداً مقرراً خلال الشهر وفقاً لبيانات أو.إيه.جي لبيانات رحلات الطيران.
وعادة ما تنقل شركتا الإمارات والاتحاد أعداداً كبيرة من الركاب المتجهين من بريطانيا لوجهات مثل أستراليا عبر مراكزهما في المطارات، ما يعني أن إلغاء تلك الرحلات ستكون له آثار بعيدة.
وقالت الحكومة الأسترالية إنها ستضيف مزيداً من رحلات الطيران العارض من بريطانيا إن احتاج الأمر بعد قرار شركتي الإمارات والاتحاد إلغاء الرحلات.
وأضاف لهيئة الإذاعة الأسترالية "أمامنا في الوقت الحالي ثلاثة خيارات للطيران عبر الخطوط الجوية القطرية أو أول نيبون اليابانية أو الخطوط السنغافورية… كل يوم يمر يزيد العودة للوطن صعوبة. رحلات العودة تبدأ من نحو 4000 جنيه إسترليني (5487 دولاراً)".
انتشار واسع للفيروس في الإمارات
كان مسؤول حكومي، قد أعلن نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الإمارات اكتشفت "حالات محدودة" لمصابين بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، وهي أولى حالات الإصابة المؤكدة بطفرة سلالة كورونا الجديدة الأكثر عدوى في منطقة الخليج.
يأتي ذلك في الوقت الذي ازدادت حالات الإصابة اليومية بالمرض في الإمارات لتتخطى ثلاثة آلاف حالة منذ 12 يناير/كانون الثاني، وواصلت الارتفاع، حيث بلغت الأربعاء 3506 حالات. وهذا المعدل هو الأعلى بين دول الخليج العربية، حيث يقل المعدل اليومي عن 500 حالة يومياً. ولا تقدم الإمارات تفصيلاً لعدد حالات الإصابة في كل إمارة.
فيما أمرت السلطات في إمارة دبي بتعليق العمليات الجراحية غير الضرورية لمدة شهر، وإيقاف العروض الترفيهية الحية في الفنادق والمطاعم حتى إشعار آخر، مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ارتفاع حالة الإصابات بفيروس كورونا في إمارة دبي يأتي رغم إعلان السلطات في الإمارات عن بدء عملية تلقيح المواطنين والمقيمين، منذ أيام، باعتمادها للقاح صيني، قبل أن توافق على الاستخدام الطارئ للقاح سبوتنيك الروسي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021.
بريطانيا تكافح مع السلالة الجديدة
يأتي ذلك في الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا لمواجهة السلالة المتحورة من كورونا المستجد، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن ثمة أدلة تؤكد أن فيروس كورونا المتحور "أكثر فتكاً".
جونسون قال في مؤتمر صحفي إن فيروس كورونا المتحوّر ليس أسرع انتشاراً وأكثر عدوى فقط، بل أشد فتكاً، موضحاً: "يبدو الآن أيضاً أن هناك بعض الأدلة على أن النسخة المتحوّرة الجديدة.. قد تكون مرتبطة بدرجة أعلى من الوفيات".
فيما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً لمراسلها بنجامين مولر عن المعركة اليائسة التي تخوضها المستشفيات البريطانية ضد تهديد حذَّر كثيرون من قدومه، حيث جاء فيه أن المستشفيات البريطانية تجاهد للتأقلم مع السلالة الجديدة من فيروس كورونا رغم التحذيرات خلال العام الماضي وضرورة التحضير في مواجهة زيادة بالحالات أثناء الشتاء.
قال مولر إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، المعدية بشكل كبير، تضرب نظام الصحة الوطنية الذي يعمل فوق طاقته، حيث يقول عمال الصحة إن هذا بسبب فشل الحكومة في استباق وتوقع الحالات أثناء الشتاء؛ وهو ما دفعهم إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفاً لمواجهة الحالات المتزايدة.
حيث أظهرت دراسة رسمية نُشرت في 19 يناير/كانون الثاني، أن شخصاً من كل ثمانية في إنجلترا أصيب بفيروس كورونا المستجد في ديسمبر/كانون الأول، ما يشكل ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع الشهر الذي سبقه (1 من 11)، على خلفية انتشار السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس.
إذ أفاد مكتب الإحصاء الوطني بأن شخصاً من أصل عشرة في ويلز، وشخصاً من 13 في أيرلندا الشمالية، وشخصاً من 11 في أسكتلندا أصيبوا بالفيروس في الفترة نفسها. واستند في إحصاءاته إلى فحوص الأجسام المضادة التي أُجريت بشكل عشوائي لدى السكان وأتاحت بالتالي أيضاً تحديد الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض المرض وليس فقط هؤلاء الذين تكون نتيجة فحصهم إيجابية.
في إنجلترا وويلز، كان إجمالي معدل الوفيات في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني، أعلى بنسبة 45.8% من المعدل المسجل في السنوات الخمس الماضية، بحسب مكتب الإحصاء الوطني، الذي حذَّر في الوقت نفسه من أن البيانات قد تكون غير دقيقة، بسبب التأخر في تسجيل الوفيات خلال فترة عطلة أعياد الميلاد.