بايدن يريد تجنب الشرق الأوسط والتركيز على الصين.. أحدث تغييرات “جوهرية” بين موظفي الأمن القومي

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/29 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/29 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكية آنتوني بلينكين رفقة بايدن/مواقع التواصل

قالت صحيفة Politico الأمريكية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، إن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أعاد هيكلة موظفي الأمن القومي في مديريات الشرق الأوسط وآسيا؛ مقلِّصاً حجم الفريق المخصص للشرق الأوسط مع زيادة حجم الوحدة التي تنسق السياسة الأمريكية تجاه المنطقة الشاسعة من العالم الممتدة من المحيط الهندي إلى المحيط الهادئ، وهو الأمر الذي اعتبرته الصحيفة "توجهاً من الرئيس جو بايدن نحو آسيا".

حسب تقرير الصحيفة نفسها، فإن هذه الخطوة، التي لم يُعلن عنها من قبل، أحدث علامة على منح الإدارة الجديدة الأولوية لآسيا في مبادرات السياسة الخارجية.

هيكلة جديدة

لا يمكن تفسير هذا إلا بأنه يعكس صعود الصين السريع على مدى العقدين الماضيين، والمخاوف المتزايدة بين المسؤولين والمشرعين من الأحزاب كافة حول طريقة استخدام القادة الاستبداديين في بكين لقوتهم الجديدة.

ففي ظل الهيكل الجديد، ينمو مجال عمل كورت كامبل، منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فيما ستزداد محدودية المديرية التي يشرف عليها بريت ماكغورك، منسق الشرق الأوسط، حسبما قال العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين.

فيما تقلِب هذه التغييرات بشكل أساسي، هيكل مجلس الأمن القومي في عهد أوباما، حيث كانت مديرية الشرق الأوسط أكبر بكثير مما هي عليه الآن، وأُديرت حقيبة آسيا من قبل حفنة من الموظفين المبتدئين.

إذ تميزت فترة أوباما الثانية بتزاحم تهديدات الأمن القومي والأولويات المنبثقة من الشرق الأوسط، من تنظيم الدولة الإسلامية والاتفاق النووي الإيراني إلى الصراعين الليبي والسوري وأزمة الهجرة الناتجة عن ذلك في أوروبا.

التحدي الأكبر

بحسب مسؤولي الأمن القومي الحاليين والسابقين، يعتقد بايدن وفريقه الآن أن أكبر التحديات الأمنية ستظهر مما يسمى بتنافس القوى العظمى بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، ويخصصون أولوية توجيه الموارد بناءً على ذلك.

في السياق نفسه، قالت جين ساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الإثنين 25 يناير/تشرين الثاني: "تتحدى بكين الآن أمننا وازدهارنا وقيمنا بشكل كبير يتطلب نهجاً أمريكياً جديداً".

كما أشار المسؤولون الحاليون والسابقون إلى أن فريق بايدن يريد أيضاً تجنب الوقوع في مستنقع آخر بالشرق الأوسط، وإلى تعزيز تحالفات جوهرية في آسيا وأوروبا التي يقولون إنها تعرضت للإهمال أو الازدراء في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

أوّليات بايدن الجديدة

اتضحت من خلال التواصل الأوَّلي لفريق بايدن مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين الرئيسيين.

إذ كانت أولى مكالمات سوليفان، في اليوم التالي لتنصيب بايدن، مع نظرائه في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان، وفقاً لتفريغات مجلس الأمن القومي للمحادثات، وتحدث أيضاً مع مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية.

أما مكالمات بايدن الأولى فكانت مع قادة كندا والمكسيك والمملكة المتحدة، وتحدث مع يوشيهيدي سوجا، رئيس الوزراء الياباني، هذا الأسبوع (وأجرى مكالمة متوترة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين). وفيما تحدث سوليفان مع نظرائه في أفغانستان وإسرائيل، لم يتواصل بايدن بعد مع زعماء هاتين الدولتين، وفقاً لمراجعة لتفريغات البيت الأبيض.

والقائم الآن أن ماكجورك سيتولى إدارة ملف الشرق الأوسط مع مديرة بارزة تحته هي باربرا ليف. 

في غضون ذلك، يضم ملف منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ التي يشرف عليها كامبل ثلاثة من كبار المديرين: لورا روزنبرغر بوصفها مديرة بارزة للصين، وسومونا جوها بوصفها مديرة بارزة لجنوب آسيا، وأندريا كيندال تايلور بوصفها مديرة بارزة لروسيا وآسيا الوسطى. 

أما فيما يتعلق بمجلس الأمن القومي في عهد أوباما، فلم يكن ملف الصين يخصَّص "لمديرين بارزين"، ولم يكن لملف آسيا منسق شامل، بحسب مسؤول سابق.

تحميل المزيد