حذَّرت لجنة من كبار العلماء من أن كوكب الأرض ما يزال قريباً بشكل خطير من كارثة نووية ومناخية، بعد أن توقفت ساعة القيامة عند "100 ثانية حتى منتصف الليل"، وذلك على الرغم من انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي قد يكون خطوة تجاه "عالم أكثر أمناً وعقلانية".
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، إن منظمة The Bulletin of the Atomic Scientists العلمية أعلنت أن عقارب "ساعة القيامة"، وهي مقياس لقابلية "تعرُّض العالم للكوارث"، لم تتحرك منذ العام الماضي.
علماء "ساعة القيامة" يحذِّرون
المنظمة، التي شارك في تأسيسها ألبرت أينشتاين عام 1945، أوضحت في بيان لها أن "الجائحة كشفت عن مدى عجز الدول غير المستعدة وغير المتأهبة والنظام الدولي عن التعامل مع حالات الطوارئ العالمية بشكل صحيح".
كما أضافت المنظمة أنَّ تفاقم انتشار المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة كان بمثابة عامل مُضاعِف لتهديدات تدهور الصراع النووي وحالة الطوارئ المناخية.
بينما لم يذكر البيان دونالد ترامب بالاسم، لكنه أشار إلى اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير/كانون الثاني، والذي حرَّض عليه الرئيس السابق، قائلاً إنه جدَّد "المخاوف المشروعة بشأن الزعماء القوميين الذين يتحكمون بمفردهم في استخدام الأسلحة النووية".
من جهة أخرى، رحب البيان بالخطوات الأولى لبايدن كرئيس، والذي عاد للانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ ومدَّد معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة مع روسيا لمدة خمس سنوات.
أعدَّت البيان لجنة العلوم والأمن في المنظمة بالتشاور مع مجلس الرعاة، الذي يضم 13 فائزاً بجائزة نوبل.
زيادة خطر نشوب صراع نووي
كما قال البيان، إنه على الرغم من تمديد معاهدة ستارت الجديدة، فإن خطط التحديث النووي للقوى النووية الكبرى زادت من خطر نشوب صراع نووي، بسبب الحسابات الخاطئة. وأشار البيان إلى تطوير مركبات انزلاقية فائقة لسرعة الصوت، ودفاعات صاروخية باليستية، وقذائف يمكنها استخدام الرؤوس الحربية التقليدية والنووية على حد سواء، باعتبارها أسلحة تزيد من مخاطر حدوث أخطاء.
ديريك جونسون، رئيس منظمة Global Zero غير الحزبية وهي مجموعة مناصرة لنزع الأسلحة النووية، قال: "كان دونالد ترامب عاملاً يُسرّع المخاطر الوجودية. لقد حالفنا الحظ، ويمكننا الآن تنفُّس الصعداء بعد رحيله. لكنَّ بلوغنا وضعاً (أكثر أماناً) ليس أمراً آمناً بما يكفي للأسف. إذ كانت ساعة القيامة شديدة القرب من نطاق الكارثة قبل وقت طويل من تسليم دونالد ترامب، مقدّم برامج تلفزيون الواقع، الشيفرات النووية. وسيظل الوضع على هذا النحو إلى أن يختفي أثر الأسلحة النووية بالكامل".
ماذا تعني "ساعة القيامة"؟
ساعة القيامة "Doomsday Clock"، هي ساعة رمزية تم استحداثها عام 1947 من قِبل مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو.
تُنذر هذه الساعة بقرب نهاية العالم، بسبب السباق الجاري بين الدول النووية، حيث إن وصول عقارب الساعة إلى وقت منتصف الليل يعني قيام حرب نووية تُفني البشرية، ويُشير عدد الدقائق التي قبل منتصف الليل إلى احتمال نشوب حرب نووية.
تغير توقيت الساعة 22 مرة منذ وضعها، استجابةً للأحداث الدولية، ووصلت إلى ذروتها عندما بدأت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بتجربة القنابل الهيدروجينية لمدة 9 أشهر متواصلة.
وقعت هذه الأزمة سنة 1953 وكانت بهذا أقرب مرة تصل فيها عقارب الساعة إلى أقل من دقيقتين من نصف الليل الذي إذا ما وصلت العقارب إليه يُفترض أن تقع حينها حرب عالمية نووية (حرب عالمية ثالثة).
في 14 يناير/كانون الثاني 2012، تم تحريكها إلى خمس دقائق قبل منتصف الليل، بسبب عدم الجدية في مكافحة السلاح النووي، والنزاعات العالمية، وأحداث الربيع العربي، وخطر سقوط الأسلحة النووية بأيدي إرهابيين أو احتمال قيام نزاع مسلح في الشرق الأوسط، إضافة إلى التغير المناخي.
في مطلع عام 2013، تمت مراجعة التوقيت للنظر في إمكانية التغيير، إلا أنه لم يغيَّر، أما التعديل الأخير فقد كان بتحريك الساعة دقيقتين ونصف بحيث أصبحت على بُعد دقيقتين ونصف من منتصف الليل وذلك في 2017، بسبب فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما قد يُنذر بكارثة كونية وشيكة، وقد تم تقديمها مرة أخرى في يناير/كانون الثاني 2018 بمقدار 30 ثانية، نتيجة لتهديدات كوريا الشمالية، إضافة إلى خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض.