قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، يوم الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021 إن الجيش الإسرائيلي يعمل في ست ساحات، في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، وهي بلا قيود ولا سقف، على حد قوله.
رئيس الأركان كشف أيضاً في مؤتمر له في معهد دراسات الأمن القومي إنهم في حربهم المقبلة سوف يهاجمون مناطق سكنية مزدحمة في كل من قطاع غزة وفي لبنان.
مشيراً إلى أنه يُنظر إلى "إسرائيل" على أنها تقوم بأنشطة رفيعة المستوى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل آخذ في التحسن.
رئيس الأركان الإسرائيلي يهاجم إيران
كذلك قال أفيف كوخافي إنه لا توجد أي دولة أو منظمة في الشرق الأوسط يمكنها القيام بحرب أو عملية واسعة النطاق ضد تل أبيب، مضيفاً: "لدينا حرية التصرف في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لا يعتبر أمراً جاء من فراغ. كل أعدائنا في الدرك الأسفل والعميق". على حد وصفه.
في المقابل قال كوخافي إنه من أجل مواجهة المحور الشيعي الإيراني، تم تشكيل تحالف إقليمي من اليونان عبر مصر والأردن والخليج والكيان بداخلها، حيث يرى الإيرانيون أن هذا الكيان إشارة لهم. مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي وفَّر الأمن في عام 2020 لبلاده، مصيفاً أن 2020 كانت سنة آمنة ومستقرة.
عمليات كوماندوز للجيش الإسرائيلي
كذلك كشف رئيس الأركان لجيش العدو كوخافي في تصريحات له الثلاثاء أن جيش العدو الإسرائيلي نفذ عملية كوماندوز "ليس بالضرورة في الدائرة الأولى" في ديسمبر/كانون الأول 2020 وليس بالضرورة في دولة أو منطقة على الحدود مع الكيان.
كما قال: "نشهد تباطؤاً في التواجد الإيراني- في سوريا. لكن التموضع لم يتوقف وسيستمر العمل ضدها. كما أن داعش لم يختفِ من سوريا والأردن وسيناء، وهو أيضاً جزء من أعدائنا".
مضيفاً في المؤتمر الصحفي أنهم لم يصلوا إلى هدوء في غزة دون ثلاث عمليات، أبرزها العملية ضد حركة الجهاد الإسلامي (عملية الحزام الأسود في نوفمبر/تشرين الثاني 2019).)
مشدداً في مؤتمره الصحفي وفي خطاب إلى أهالي قطاع غزة: "أقول لأهالي غزة: يمكن أن يكونوا في وضع مختلف تماماً إذا تمت إعادة جنودنا ومدنيينا الموجودين في غزة".
مؤكداً أنهم بحلول شهور الصيف فإن الجدار تحت الأرض الذي يقومون ببنائه تحت قطاع غزة قد اكتمل، مشيراً إلى أن المعركة بين الحربين مستمرة منذ 2013. حرب وقائية لإحباط قدرات العدو وإبقاء الحرب بعيدة. على حد قوله.
أما في عام 2020 فقد هاجم الجيش الإسرائيلي، على حد قول رئيس الأركان 500 هدف في إطار المعركة بين الحروب.
الجيش الإسرائيلي واستهداف لبنان
رئيس الأركان استمر في حديثه بالقول إن منازل اللبنانيين بها مستودع صواريخ، وبالتالي فأي منزل به صواريخ هو هدف عسكري للجيش الإسرائيلي.
مشيراً إلى أن الهجوم بالقاذفات على المنازل السكنية في لبنان سوف يلحق الأذى بالعشرات من المواطنين، على حد قوله، محذراً في الوقت نفسه مواطني لبنان من أن الحرب إذا ما بدأت فسوف تغمر الصواريخ والقذائف الإسرائيلية كل الأماكن، ملمحاً في حديثه إلى مستودعين للصواريخ انفجرا مؤخراً في جنوب لبنان ونهاية الأسبوع في غزة.
أما بخصوص إيران فقد قال رئيس الأركان الإسرائيلي إنه لو كان قد تحقق الاتفاق النووي لعام 2015، لكانت إيران قد حصلت على قنبلة نووية، مشيراً إلى رفض بلاده العودة إلى اتفاق 2015 النووي مع إيران.
مشيراً إلى أن إيران اليوم ليست إيران 2015. فهي تحت ضغط شديد للغاية، مشدداً على أنه يجب أن تستمر هذه الضغوط بكل الطرق.
فيما لمح رئيس الأركان في مؤتمره الصحفي إلى إصدار تعليمات "للجيش الإسرائيلي" بإعداد خطة لمهاجمة المشروع النووي الإيراني، مضيفاً: "لقد أصدرت تعليمات (للجيش الإسرائيلي) للعمل على الخطط العملياتية التي ستكون مطروحة على الطاولة والتي ستكون جاهزة وتمارس".
وبدا أن تلك التصريحات هي رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن مفادها أن يتوخى الحذر في أي تواصل دبلوماسي مع إيران. وصدور مثل تلك التصريحات عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن صنع سياسة أمريكية أمر نادر، ومن المرجح أنها تمت بعد موافقة من الحكومة الإسرائيلية.
كان ترامب قد سحب بلاده من الاتفاق النووي عام 2018 في خطوة رحب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي انتقد الاتفاق بسبب ما تضمنه من رفع للعقوبات، كما حذر من احتمال تطوير إيران لأسلحة نووية بعد انتهاء مدة سريانه.
دعم حل الدولتين في فلسطين
تأتي تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن تدعم "حل الدولتين" بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في وقت دعت الدول العربية التي لم تطبع علاقاتها مع إسرائيل إلى القيام بذلك.
جاء ذلك في إحاطة للقائم بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، أمام مجلس الأمن. وقال ميلز إن إدارة بايدن ستعيد تفعيل المساعدات التي علقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للفلسطينيين.
كما أضاف أن بايدن وجه إدارته لـ"استعادة التواصل الأمريكي الموثوق" مع فلسطين وإسرائيل. وتابع أن الجهود الدبلوماسية هذه "ستشمل إحياء العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطينيين التي ضمرت" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأوضح أن الجهود تلك ستشمل أيضاً استعادة المساعدات الإنسانية لفلسطين، والتي علقها سلفه ترامب، فضلاً عن إعادة فتح البعثة الأمريكية الفلسطينية في واشنطن، والتي أغلقها ترامب في 2018.
المسؤول الأمريكي أضاف أن إدارة بايدن ستستأنف دعم "حل الدولتين وفق اتفاق متبادل" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كذلك قال ميلز إن الولايات المتحدة "ستحث حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على تجنب الخطوات أحادية الجانب التي تجعل حل الدولتين أكثر صعوبة، مثل ضم الأراضي والأنشطة الاستيطانية وهدم المنازل والتحريض على العنف وتقديم تعويضات للأفراد المسجونين عن أعمال إرهابية". على حد قوله.