وجدت دراسة تحليلية أمريكية أن واحداً من بين كل ثمانية أشخاص أصيبوا بكوفيد-19 يجري تشخيصه بمرض عصبي أو نفسي لأول مرة له خلال ستة أشهر من الإصابة بكورونا، ما يعكس مدى ضرر الفيروس على الصحة العقلية واضطرابات الدماغ التي لا يمكن تجاهلها، وذلك حسب ما أكدته صحيفة The Guardian البريطانية، في تحليل أخذ في الحسبان عوامل الخطر المعروفة مثل السن والجنس والعرق والظروف العقلية والنفسية الأساسية والحرمان الاقتصادي والاجتماعي.
حسب تقرير للصحيفة، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، فإن هذا التحليل الذي لم يخضع بعد لمراجعة النظراء، وجد أن تلك الأرقام ارتفعت إلى واحد من كل ثلاثة عندما تتضمن الأعداد مرضى لديهم تاريخ في المرض العصبي أو النفسي.
مخلفات نفسية
اكتشف التحليل أيضاً أن واحداً من بين كل تسعة مرضى جرى تشخيصهم أيضاً بأشياء مثل الاكتئاب أو السكتة الدماغية، بالرغم من عدم الذهاب إلى المستشفى عند إصابتهم بكوفيد-19، الأمر الذي كان مفاجئاً.
إذ استخدم الباحثون السجلات الإلكترونية الصحية لتقييم 236,379 مريضاً أمريكياً سواء دخلوا المستشفى أو لم يدخلوها مع تشخيص مؤكد بكوفيد-19 وقد نجوا من المرض، مقارنة بمجموعة جرى تشخيصها بالإنفلونزا ومجموعة أخرى بالتهابات الجهاز التنفسي بين 20 يناير/كانون الثاني إلى 13 ديسمبر/كانون الأول عام 2020.
كما أوضحت البيانات التي أضيفت إلى الأبحاث السابقة أن واحداً من بين كل خمسة أشخاص أصيبوا بكوفيد-19 جرى تشخيصهم باضطرابات نفسية خلال ثلاثة أشهر من الإصابة بالفيروس.
في التحليل الأخير وجد الباحثون أن معظم التشخيصات كانت شائعة بعد الإصابة بكوفيد-19، أكثر من الإنفلونزا أو أي إصابات أخرى في الجهاز التنفسي، بما فيها السكتة الدماغية والنزيف الحاد في الجمجمة أو الدماغ، والخرف والاضطرابات النفسية.
في حاجة لإجابات
بشكل عام ارتبط كوفيد-19 بالخطر المتزايد لتلك التشخيصات، وكانت الإصابة أكبر في المرضى الذين احتاجوا إلى العلاج في المستشفى.
فيما لا تزال الأبحاث غير قادرة على تحديد إلى متى قد تستمر تلك الحالات بعد تشخيصها. وفي التشخيصات مثل السكتة الدماغية أو النزيف داخل الجمجمة، يميل الخطر إلى الانخفاض بدرجة كبيرة خلال ستة أشهر.
أما مع بعض التشخيصات النفسية والعصبية، فلا تزال الإجابة غير واضحة.
إذا لا يمكن استبعاد تماماً احتمالية أن نسبة من المرضى الذين جرى تشخيصهم بأمراض نفسية أو عصبية بعد كوفيد-19 كانوا مصابين بأمراض كامنة لم تُشخّص من قبل. لكن التحليل أشار إلى أن تلك لم تكن المسألة.
يمكن أن يؤثر على الدماغ
بالإضافة إلى ذلك أوضحت الصحيفة أن مرضى الإنفلونزا والإصابات التنفسية الأخرى ذهبوا إلى طبيبهم أكثر من مرضى كوفيد-19، أما التشخيصات مثل السكتة الدماغية والنزيف داخل الدماغ، فلم يكن من الممكن إخفاؤها لوقت طويل وعادة ما يجري تشخيصها في غرف الطوارئ.
مع أن الدراسة لا تثبت أن كوفيد-19 هو السبب المباشر في هذه الحالات، فقد أشار البحث إلى أن الفيروس يمكن أن يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي المركزي.
ولعل الإدخال الأول للتشخيص في قاعدة البيانات الإلكترونية، لا يفسر على أنه أول ظهور للحالة.
تجدر الإشارة إلى أن النتائج ستساعد في توجيه الباحثين إلى الاتجاه الذي تتطلب فيه المضاعفات النفسية والعصبية المزيد من الدراسة الدقيقة.