يوماً بعد الآخر تتصاعد أزمة المعارض الروسي البارز ألكسي نافالني، حيث احتجت موسكو رسمياً على ما وصفته بالدعم الأمريكي للاحتجاجات، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات رفضاً لـ"قمع المعارضة"، في الوقت الذي تجدّدت فيه الدعوات التي تطالب باستئناف التظاهرات التي تطالب بضرورة الإفراج عنه.
إذ قدمت روسيا، الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، مذكرة احتجاج للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب ما وصفته بدعم واشنطن للتظاهرات المطالبة بإطلاق سراح نافالني.
كما أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن إعلان السفارة الأمريكية في موسكو، "دعمها" للتظاهرات التي تشهدها روسيا، يُعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية للأخيرة.
زاخاروفا أشارت، في تصريحات أدلت بها لوسائل إعلام، إلى استدعاء الخارجية الروسية، السفير الأمريكي في موسكو، جون ساليفان، ودعته للالتزام بالقوانين الروسية.
وسلَّمت موسكو السفير الأمريكي مذكرة احتجاج رسمية، بسبب نشر سفارته تدوينات في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى منصاتها في الإنترنت، دعماً للتظاهرات المطالبة بإطلاق سراح "نافالني"، وفقاً للناطقة باسم الخارجية الروسية.
كانت وكالة الإعلام الروسية قد ذكرت في وقت سابق من اليوم أن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية احتج على ما وصفه بالدعم الأمريكي للاحتجاجات التي قال إنها "غير مشروعة".
تجدر الإشارة إلى أن السفارة الأمريكية في موسكو كانت قد نشرت الأسبوع الماضي، تدوينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توضح فيها مواعيد وأماكن التظاهرات التي ستشهدها روسيا، دعماً لـ"نافالني"، مُصدرة "تحذيراً" لمواطنيها لتجنب الاحتجاجات.
دعوات لاستئناف التظاهر
إلى ذلك دعا حليف للمعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، اليوم الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، إلى خروج احتجاجات جديدة في مختلف أرجاء البلاد يوم 31 يناير/كانون الثاني للمطالبة بالإفراج عن نافالني.
حيث نشر ليونيد فولكوف حليف نافالني التفاصيل على تطبيق تليغرام للتراسل، ووعد بنشر تفاصيل أكثر في وقت لاحق.
الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على روسيا
في سياق متصل قرر الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، إيفاد وزير خارجيته، جوزيب بوريل، إلى روسيا في مطلع فبراير/شباط المقبل، حاملاً رسالة "واضحة" من الاتحاد الأوروبي.
فيما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس أن الاتحاد ينظر كذلك في فرض عقوبات على موسكو على خلفية قمع احتجاجات المعارضة، مؤكدة أن العقوبات ستُفرض إذا واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قمع" المعارضة.
جدير بالذكر أن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من ثلاثة آلاف شخص، ولجأت للقوة لتفريق مسيرات في أنحاء البلاد يوم السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، بعد أن تجاهل عشرات الآلاف من المحتجين البرد القارس، وتحذيرات الشرطة للمطالبة بالإفراج عن نافالني.
عودة نافالني إلى موسكو
كان المعارض نافالني قد عاد يوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني الجاري، إلى العاصمة الروسية، وأوقفته سلطات السجون الروسية فور عودته، لأنها تأخذ عليه انتهاكه شروط المراقبة القضائية التي يخضع لها من خلال انتقاله إلى الخارج للحصول على العلاج. وتم توقيف نافالني مساء الأحد في مطار شيريميتييفو.
كما يواجه نافالني احتمالية السجن 3 سنوات ونصف السنة؛ لاتهامه بخرق شروط حكم مع إيقاف التنفيذ أُدين فيه بالاحتيال في عام 2014.
حيث قضت محكمة روسية يوم الإثنين 18 يناير/كانون الثاني باحتجاز نافالني، لمدة 30 يوماً، حسبما أكدت المتحدثة باسمه كيرا يارميش.
فيما سخر نافالني قائلاً: "حاولنا قتلك لكنك لم تمُت، لقد أزعجتنا، لذلك سنقوم باحتجازك".
اعتقال نافالني أثار موجة من الانتقادات الدولية، مُطالبة بضرورة الإفراج الفوري عنه.
يشار إلى أن الحالة الصحية للمعارض الروسي تدهورت خلال رحلة جوية في 20 أغسطس/آب 2020، ما أجبر الطائرة على الهبوط اضطرارياً في مدينة أومسك الروسية.
من جانبه، يتهم المعارض نافالني (44 عاماً) السلطات الروسية بإصدار أوامر لقتله عبر تسميمه بمادة نوفيتشوك في أغسطس/آب 2020، إلا أن موسكو تنفي أن تكون ضالعة في عملية كهذه.
كذلك أعلنت الحكومة الألمانية حينها أن نافالني تعرض للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، بعد نقله إلى برلين لتلقي العلاج.