قال موقع Voice of America الأمريكي في تقرير له، إن عدداً من النساء العراقيات بدأن في استغلال القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، من أجل تأسيس أعمال تجارية من المنزل؛ وذلك تجنباً للتمييز والمضايقات التي غالباً ما يتعرضن لها أثناء العمل، إضافة إلى تحقيق دخل إضافي مع تدهور الاقتصاد.
حيث تشير روان الزبيدي، الشريكة التجارية في منظمة غير حكومية عراقية تدعم الشركات الناشئة ورجال الأعمال الشباب، إلى تزايد ملحوظ في الأعمال التجارية من المنزل منذ بداية الجائحة، وضمن ذلك النساء اللائي يصنعن ويوصلن الطعام والحلويات والإكسسوارات والحياكة والتطريز.
نساء عراقيات يستغللن كورونا
التقرير الأمريكي سرد بعض النماذج لعمالة العراقيات من المنازل، وقال إن فاطمة علي، العراقية التي كانت في عامها الأخير من الدراسة التي تؤهلها لتصبح أخصائية تحليل طبي، لجأت إلى العمل من المنزل، وذلك عندما فرض العراق إغلاقاً تاماً في مارس/آذار 2020، وأجبرتها الجائحة المستعرة على البقاء في المنزل.
حيث أشار التقرير إلى أن فاطمة استفادت من تجربتها لزيارة أمريكا قبل ست سنوات، وذلك من أجل المشاركة في برنامج لتبادل القادة الشباب، حيث قامت مع طلاب آخرين بجولة في مصنع جبن Vermont، عُرضت فيه أطباق الجبن القديمة على ألواح خشبية، إذ قالت الشابة العراقية فاطمة علي: "يعجبني هذا… قلت لنفسي: لم لا أكون أول من يفعل ذلك في بغداد؟".
هذه التجربة دفعت فاطمة علي إلى الالتحاق بدورة تدريبية في مجال الأعمال عبر الإنترنت والبحث عن الأجبان والأطباق الخشبية المتوافرة في العاصمة العراقية. وبعد أشهر، نجحت فاطمة في تسويق ألواح الجبن الخاصة بها، وحققت دخلاً صغيراً ولكن ثابتاً، وحصدت أكثر من ألفي متابع على إنستغرام.
حلول لعقبات تواجهها المرأة العراقية
في السياق ذاته قالت روان الزبيدي، إن العمل المنزلي للمرأة العراقية يعتبر حلاً مثالياً للعقبات التي تواجهها المرأة العراقية عند محاولتها العثور على وظيفة على حد قولها، مشيرة إلى أن هناك نماذج كثيرة لذلك، منها هؤلاء النساء اللاتي لا يسمح لهن أزواجهن أو آباؤهن بالعمل في الخارج.
كذلك تقول روان، إن بعض النساء العراقيات لا يستطعن العثور على وظيفة، لأن العائلات أو الأزواج المحافظين يعتبرون أنَّ تحدَّث النساء بشكل مباشر مع رجال آخرين في العمل سيجلب العار عليهم، على حد وصف التقرير ووفقاً لتصريحات الناشطة العراقية.
في حين قال التقرير، إن مشاركة المرأة في القوى العاملة العراقية منخفضة بشكل خاص، حيث تشير التقارير الرسمية منذ عام 2018، إلى أن 12.3% فقط من النساء في سن العمل يعملن أو يبحثن عن عمل، وفقاً للأمم المتحدة.
دورات لتثقيف النساء العراقيات حول حقوقهن
من جانبها تقول تمارا أمير، وهي ناشطة اجتماعية تشرف على صفحة بـ"فيسبوك" لتثقيف النساء العراقيات حول حقوقهن، إنها تتلقى عشرات المكالمات كل يوم من نساء يواجهن تحرشاً في أماكن العمل الخاصة بهن.
يُذكر أن الشابة العراقية فاطمة علي تمتعت بدعم عائلتها للعمل من المنزل، حيث تقول إنه أكثر أماناً ولا يجعلها تضطر إلى الخروج والاختلاط بالناس. وتساعدها والدتها في إعداد منتجاتها، وتعاونت فاطمة مع تطبيق توصيل شهير.
شابة أخرى من العراق وهي مريم خزارجيان، أرمنية تبلغ 31 عاماً، كانت تعمل مساعدة تنفيذية في شركة هندسية لمدة سبع سنوات، ثم تركت العمل في 2018 عندما شعرت بأن مسيرتها المهنية لا تتقدم، وبدأت عملها المنزلي الخاص لبيع الإكسسوارات المصنوعة يدوياً والمستوحاة من أسلافها، الذين اعتادوا العمل نجارين. وقد أطلقت على عملها اسم خزار -كلمة أرمنية تعني فن تقطيع المعادن والأخشاب- تحت شعار "ارتدي حكاية".
التقرير الأمريكي أشار إلى أن مريم خزارجيان الأرمنية العراقية واجهت اضطرابات في بداية عملها، لكن الجائحة أجبرتها على التركيز والعمل على تصميمات وتقنيات جديدة أثناء حظر التجول.
من جانبها تقول سارة النداوي (23 سنة)، التي تخصصت في إدارة الأعمال وحاولت العثور على وظيفة لشهور، إنها أرسلت سيرتها الذاتية إلى إحدى الشركات، لكنها فوجئت بأن الشركة تشترط الجمال وعدم ارتداء الحجاب، من أجل العمل.
النداوي تشير إلى أن هذا الموقف دفعها إلى البدء في العمل المنزلي بمجال تقديم الطعام، لكنها تفتقر إلى رأس المال.