قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، إن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، ستسعى إلى تمديد معاهدة "الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة" مع روسيا، خمس سنوات إضافية، مؤكدةً تقارير نُشرت في وقت سابق من الخميس.
كانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من أورد الخبر، إذ نقلت، الخميس، عن مسؤول أمريكي (لم تسمّه)، قوله إن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، سيقدم للسفير الروسي في واشنطن، أناتولي أناتونوف، اقتراح بايدن تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة 5 أعوام إضافية.
فيما تشير تقارير إلى أن تمديد المعاهدة من شأنه أن يبعث السرور لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو" وروسيا على حد سواء.
حيث كان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، قد دعا البلدين إلى تمديد المعاهدة التي تم توقيعها في 5 فبراير/شباط 2010، من قِبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ونظيره الروسي آنذاك ديمتري ميدفيدف.
يُذكر أن تلك المعاهدة الأمريكية – الروسية ستنتهي مدتها في 5 فبراير/شباط 2021، لذلك يتعين اتخاذ قرار التمديد سريعاً.
من بين بنود المعاهدة، ألا تنشر أي من الولايات المتحدة أو روسيا أكثر من 1550 من الرؤوس النووية الاستراتيجية.
إضافة إلى تقليصها عدد الأسلحة النووية الاستراتيجية التي يمكن للبلدين نشرها، إلى أدنى مستوى في عقود، تحدد معاهدة "ستارت الجديدة" كذلك عدد الصواريخ التي تُطلق من البر والغواصات والقاذفات المستخدمة في إطلاقها.
كما سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معارضته ورفضه تمديد المعاهدة المعروفة باسم "نيو ستارت".
"اشتعال سباق التسلح"
جدير بالذكر أن معاهدة "نيو ستارت" أبقت ترسانتي البلدين عند مستوى يقل كثيراً عما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة؛ فحددت عدد منصات الإطلاق النووية الاستراتيجية المنصوبة عند 700 وعدد الرؤوس النووية عند 1550.
يشار إلى أن خبراء السياسة عبّروا عن تخوفهم من اشتعال سباق التسلح، حيث إن انقضاء أجل المعاهدة سيؤدي إلى إنهاء جميع القيود على نشر الولايات المتحدة وروسيا الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية وأنظمة إطلاقها، مما قد يشعل شرارة سباق تسلح جديد.
كان الكرملين قال، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، إنه لا يزال ملتزماً بتمديد المعاهدة، وسيرحب بجهود وعدت ببذلها إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق بشأن التمديد. بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي التعليق على التصريحات الروسية.
"استراتيجية بايدن تجاه روسيا"
يُذكر أن لويد أوستين، مرشح بايدن لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، كشف، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، عن الملامح الرئيسية لاستراتيجيته تجاه روسيا والصين، إضافة إلى موقفه من الدور الأمريكي بالشرق الأوسط وغيره.
حيث قال أوستين، خلال إجابته عن أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة للجنة القوات المسلحة، من أجل التصديق على ترشيح بايدن له لتولي حقيبة الدفاع: "في حال الموافقة على تعييني سأبحث عن السبل لتجنب التصعيد الخطير، وحماية مصالحنا وقيمنا بحزم، وسأترك الباب مفتوحاً للتعاون مع روسيا في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
من بين المجالات المحتملة للتعاون، بحسب أوستين، "الرقابة على الأسلحة، ومحاربة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتسوية النزاعات العسكرية في المناطق التي تعمل فيها القوات الأمريكية والروسية على مقربة من بعضها البعض".
إذ إن تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت-3" مع روسيا يصب في مصلحة واشنطن، بحسب مرشح بايدن لمنصب وزير الدفاع الأمريكي.
لكن أوستين قال في الوقت ذاته إن من بين المهام الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة، "ردع روسيا والحد من عملها ضد المصالح الحيوية الأمريكية، وضمن ذلك حماية حلفائنا من العدوان العسكري"، متهماً روسيا بانتهاك القانون الدولي وانتهاج سلوك يتناقض مع المصالح الأمريكية.