اتسمت غالبية التهاني التي أرسلها قادة دول العالم لرئيس أمريكا الجديد جو بايدن، بعد حفل تنصيبه رسمياً، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، بنوع من التفاؤل والإيجابية، معبرين عن استعدادهم للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة في تعزيز أشكال التعاون والشراكة، التي عطل كثيراً منها الرئيس السابق دونالد ترامب.
الاتحاد الأوروبي: صديق جديد في البيت الأبيض
كبار قادة الاتحاد الأوروبي عبروا عن ارتياحهم لوصول صديق لأوروبا إلى البيت الأبيض، "بعد أربع سنوات طويلة"، حسبما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في إشارة إلى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "أريد أن أوجه بشكل رسمي اليوم، في يوم تسلم جو بايدن مهامه، دعوة إلى أن نبني سوياً ميثاقاً تأسيسياً جديداً من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء.
روسيا: نأمل بموقف بنّاء أكثر
من جانبها، أعلنت روسيا أنها تأمل بعمل "بناء أكثر" مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بشأن مسألة تمديد اتفاقية "نيو ستارت" للحد من الترسانة النووية التي تنتهي مدة سريانها في 5 شباط/فبراير.
وقالت الخارجية الروسية في بيان نشر بعد دقائق من تنصيب بايدن: "نأمل أن تظهر الإدارة الجديدة موقفاً بناءً أكثر إزاء الحوار معنا" حول هذا الموضوع.
الناتو: فصل جديد للتحالف
حلف الشمال الأطلسي بدا أيضاً مستبشراً بتنصيب بايدن، حيث قال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: "يشكل اليوم بداية فصل جديد للتحالف العابر للأطلسي".
وأضاف: "أتطلع إلى العمل عن كثب مع الرئيس بايدن"، مشدداً على أن "حلفاء حلف شمال الأطلسي يجب أن يتحدوا لمواجهة العواقب على الصعيد الأمني لصعود الصين، وللتهديد الإرهابي، بما في ذلك في أفغانستان والعراق، ولروسيا ذات الثقة الأكبر".
إيران: نهاية عهد "طاغية"
إيران التي تملك عداوة شديدة مع أمريكا بدت متفائلة أيضاً، حيث أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد "طاغية"، كما سماه، معتبراً أن "الكرة في ملعب" الرئيس جو بايدن بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
واعتبر روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة أن الأعوام الأربعة التي أمضاها ترامب في الحكم "لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم".
فيما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة إن إدارة ترامب ذهبت إلى "مزبلة التاريخ".
إسرائيل: "تعزيز التحالف" والسلطة الفلسطينية تريد استعادة عملية السلام
من جانبه، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.
وقال في كلمة عبر الفيديو: "أتطلع إلى العمل معكما لتعزيز التحالف الأمريكي الإسرائيلي ومواصلة توسيع نطاق السلام بين إسرائيل والعالم العربي ومواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها التهديد الذي تشكله إيران".
على الطرف الآخر، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "إننا نتطلع للعمل سوياً من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم"، مؤكداً استعداده "لعملية سلام شاملة وعادلة تحقق أماني الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال"، وفق ما نقلت وكالة أنباء "وفا" الرسمية.
وقال جبريل رجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها عباس: "نأمل أن يكون وجود بايدن رئيساً للولايات المتحدة فرصة لتطبيق العدالة الدولية وحل الصراع (الفلسطيني-الإسرائيلي) بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
دول أوروبا: ارتياح كبير
في باريس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن فرحته بعودة بايدن إلى اتفاق باريس للمناخ الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب.
كما قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتار في ختام جلسة لمجلس الوزراء: "ننتظر بفارغ الصبر بناء علاقة قوية وفعالة ومتجددة مع الرئيس بايدن"، مكرراً "التهاني" إلى الرئيس الأمريكي الجديد ونائبته كامالا هاريس قبل ساعات من حفل تنصيبهما.
فيما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن "ارتياحه الكبير" لانتقال السلطة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذا الشعور يتشاركه "الكثير من الناس" في ألمانيا.
وقال الرئيس الألماني في رسالة عبر الفيديو: "نحن مسرورون لأن الولايات المتحدة كشريك أساسي ستصبح مجدداً في المستقبل إلى جانبنا في الكثير من المسائل: في المعركة المشتركة والموحدة ضد وباء كوفيد-19 والحماية العالمية للمناخ وحول المسائل المتعلقة بالأمن".
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تعرض لانتقادات بسبب علاقته الوثيقة بترامب، فقال إنه يتطلع "للعمل عن كثب" مع بايدن. وقال: "في معركتنا ضد كوفيد-19 وحول التغير المناخي والدفاع والأمن وفي تعزيز الديمقراطية والدفاع عنها، أهدافنا واحدة وستعمل دولنا يداً بيد لتحقيقها".
وفي مدريد، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن "فوز بايدن يمثل انتصاراً للديمقراطية على اليمين المتشدد".
وأضاف: "قبل خمس سنوات، اعتقدنا أن ترامب كان مزحة ثقيلة. بعد خمس سنوات، أدركنا أنه كان يهدد أقوى ديمقراطية في العالم".
دول الخليج تتطلع لتعزيز العلاقات
في الخليج، وجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة إلى بايدن متمنياً له "التوفيق في مهامه ولعلاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين المزيد من التطور والنماء".
وفيما لم تصدر تهئنة رسمية من الجهات السعودية، فإن سفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان قد هنأت بايدن في تغريدة عبر تويتر، وقالت: "لقد كان شرفاً لي أن أشهد هذا التنصيب التاريخي".
وفي دولة الإمارات، كتبت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية الإماراتية هند مانع العتيبة في تغريدة على تويتر: "الإمارات تهنئ جو بايدن بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة"، مضيفة: "نتطلع إلى تعميق شراكتنا الممتدة لعقود من الزمن ومواصلة العمل معاً لمواجهة التحديات الملحة مثل الصحة العالمية وتغير المناخ والتطرف العنيف".
كما أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة "عن بالغ الاعتزاز بما يجمع البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وشراكة وثيقة تمتد لأكثر من 120 عاماً".
وبعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح برقية تهنئة أشاد فيها "بالعلاقات التاريخية الراسخة"، مؤكداً "التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أواصر الصداقة بينهما".
البابا يحث على تشجيع "المصالحة"
هذه الحادثة لم تمر كذلك دون تهنئة البابا فرنسيس الذي حث جو بايدن على تشجيع "المصالحة والسلام" في الولايات المتحدة وبين الأمم.
وقال في بيان: "في وقت تتطلب الأزمات الخطيرة التي تواجهها عائلتنا الإنسانية مواقف موحدة وبعد نظر، أصلي أن تقود قراراتك إرادة بناء مجتمع يقوم على العدالة والحرية".
حفل تنصيب الرئيس
وأدى الديمقراطي جو بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة في حفل تنصيب رسمي أقيم، الأربعاء، في مبنى الكونغرس، بحضور شخصيات سياسية ورؤساء سابقين، فيما تغيب عنها دونالد ترامب.
وتم تأمين مراسم الحفل بنشر 25 ألف جندي من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، لتأمين المنطقة بعد حادثة اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، في وقت سابق من الشهر الجاري.
فيما تعهد بايدن، في خطاب التنصيب، بهزيمة "التطرف السياسي ودعاة تفوق البيض والإرهاب الداخلي" في الولايات المتحدة. كما دعا الأمريكيين إلى التغلب على الانقسام في البلاد، قائلاً إنه "لا سلام من دون الوحدة".
وفي أول تعليق رسمي للمتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أكدت على أن الولايات المتحدة تعتزم لعب دور مؤثر في السياسية الخارجية في عهد إدارة الرئيس الجديد للبلاد، جو بايدن.
حيث أكدت أن الولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة عازمة على لعب دور مؤثر بالسياسة الخارجية، مضيفة: "لقد عادت أمريكا إلى الطاولة العالمية".