كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية عن أن دونالد ترامب يستشيط غضباً من نجاح منافسه الرئيس المنتخب جو بايدن في جذب تشكيلة من أبرز رموز المجتمع الأمريكي لحضور حفل تنصيبه، وهو الأمر الذي لم يحدث مع حفل تنصيب ترامب قبل أربع سنوات.
الصحيفة البريطانية نقلت عن The Washington Post الأمريكية، التي كشفت في تقرير لها أن ترامب الذي يفترض أن يغادر البيت الأبيض قبل ظهر يوم الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، اشتعل غضبه من كثرة رموز المجتمع الأمريكي الذين أُعلن تسجيلهم لحضور فعالية تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
حفل تنصيب بايدن يغضب ترامب
الإقبال الكبير على حضور حفل تنصيب بايدن يأتي على النقيض من المعاناة الشهيرة لترامب في جذب الأسماء البارزة لحضور تنصيبه، فحتى الآن من المقرر أن يحضر حفل بايدن شخصيات، مثل: جنيفر لوبيز، وليدي غاغا، وتوم هانكس، ونجم موسيقى الكانتري غارث بروكس، وذلك على الرغم من أن بايدن كان قد حث الناس على مشاهدة الحفل من المنزل بسبب جائحة كورونا.
وقبل أربع سنوات، كان حفل تنصيب ترامب قد استضاف مغنيي موسيقى الكانترى، توبي كيث ولي غرينوود، وفرق موسيقى الروك "3 دورز داون" 3 Doors Down و"ذا بيانو جايز" The Piano Guys، إلى جانب "دي جي رافيدرمز" DJ RaviDrum وفرقة "ذا فرونتمين أوف كانتري" The Frontmen of Country، ومع ذلك فقد رفضت شخصيات بارزة دعوات للحضور آنذاك، مثل إلتون جون، والمغنية البريطانية ريبيكا فيرغسون وأيضاً شارلوت تشيرش، بالإضافة إلى المغني الأمريكي الشهير، موبي، الذي رفض علانيةً حضورَ حفل تنصيب ترامب.
ووصل الأمر وقتها أن استقال عضو في جوقة Mormon Tabernacle Choir لكي لا يشارك في الحفل، واضطرت شركة MSG Entertainment إلى إعلان أن الحضور أمر يتوقف على رغبة الأعضاء في فرقها، بعد أن أعربت راقصة عن قلقها ورغبتها في عدم الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي.
علاوةً على ذلك، لم يواجه باراك أوباما أيضاً أي مشكلة في جذب أشهر الشخصيات إلى حفل تنصيبه، فقد قدّم كل من بيونسيه وفرقة الروك الشهيرة "يو 2" U2 ورمز الموسيقى الشعبية الأمريكية ستيفي وندر، إلى جانب المغني والملحن المشهور، بروس سبرينغستين، عروضاً في ذلك الحفل.
ونقلت صحيفة The Washington Post عن أحد المصادر أنه على الرغم من الفوضى التي سادت الأسابيع القليلة الماضية، فإن ترامب كان مستاءً على نحو خاص من تشكيلة الشخصيات الشهيرة التي أُعلن عن حضورها حفل تنصيب بايدن من جهة أخرى، وكان ترامب قد أعلن أنه لن يحضر حفل تنصيب بايدن، ليصبح أول رئيس منذ عام 1869، يتجاهل حفل تنصيب خليفته، ومع ذلك فقد أعلن نائبه، مايك بنس، أنه سيكون هناك.
تنصيب بايدن لرئاسة أمريكا
يستعد جو بايدن لتسلم السلطة في أجواء جد متوترة وأمام حذر أمني كبير، فقد أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني، أن مكتب التحقيقات الاتحادي يساعد الجيش الأمريكي في إجراء تدقيق في أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) خلال تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بسبب مخاوف أمنية.
فيما يخطط ترامب لمغادرة البيت الأبيض والعاصمة واشنطن في يوم التنصيب، عقب حفل وداع له في قاعدة أندروز العسكرية المشتركة، وكان ما جرت العادة عليه أن يحضر الرئيس المنتهية ولايته حفل التنصيب في الكابيتول ويودعه خليفته، حيث يستقل طائرة هليكوبتر من مبنى الكابيتول إلى القاعدة العسكرية التي تقع خارج واشنطن مباشرةً، وتضم طائرة الرئاسة وطائرات حكومية وعسكرية رسمية أخرى.
من الناحية الأخرى، لم يؤكد ترامب حتى الآن نيته فيما يتعلق بما بعد الرئاسة، لكن يُعتقد أنه سيعيش في منزله بمنتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا.
وبعد الهجوم الذي نفذه أنصار الرئيس دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وأجبر أعضاء الكونغرس على الاختباء، فرضت الحكومة الأمريكية إجراءات أمنية غير مسبوقة حول مبنى الكابيتول، شملت إقامة أسوار لا يمكن تسلقها مزودة بأسلاك شائكة ومنطقة أمنية كبيرة غير مسموح للجمهور بدخولها.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت، الإثنين، أن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر في تقرير مخابراتي وكالات إنفاذ القانون من أن المتطرفين اليمينيين فكروا في التظاهر بأنهم أعضاء بالحرس الوطني في واشنطن، كما أضافت الصحيفة أن التقرير لم يأتِ على ذكر أي مؤامرات محددة لمهاجمة وقائع التنصيب.
يوم استثنائي في واشنطن
كما منعت الحكومة الأمريكية منذ أيام دخول المتنزهات العامة الرئيسية، بما في ذلك مركز التسوق الوطني في واشنطن، وأغلقت الجسور عبر نهر بوتوماك بين فرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وتم إغلاق أكثر من 12 محطة لقطارات الأنفاق حتى يوم التنصيب اليوم الأربعاء.
فيما تقرر وضع آلاف من الأعلام الأمريكية في ساحة "ناشيونال مول" استعاضةً عما يقرب من 200 ألف أمريكي لن يتمكنوا من حضور حفل التنصيب بسبب جائحة كورونا.
ويتألف العرض، الذي أُطلق عليه اسم "حقل الأعلام"، من 191 ألفاً و500 علم أمريكي، إلى جانب 56 عموداً ضوئياً.
صور التُقطت يوم الإثنين 18 يناير/كانون الثاني كانت قد أظهرت الأعلام وهي موضوعة بعناية في صفوفٍ بالقرب من مبنى الكابيتول، بعد شهور من عرض مماثل للأعلام تكريماً للضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب جائحة كورونا، بالقرب من نصب واشنطن التذكاري.
وفقاً للجنة تنظيم حفل التنصيب الرئاسية (PIC)، تمثل الأعمدة الولاياتِ الخمسين ومن المقرر أن تضيء "ناشيونال مول" خلال الحفل في تمام الساعة 6:30 مساء من يوم الإثنين 25 يناير/كانون الثاني، وتستغرق الإضاءة نحو 36 ثانية احتفاءً بالرئيس المنتخب جو بايدن، بوصفه الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأمريكية.