في تصريح غير مسبوق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021، تمنى الأخير للحكومة الجديدة بقيادة منافسه الديمقراطي جو بايدن النجاح لها، وذلك بعد أن صرح في خطابه الأخير بصفته رئيساً لأمريكا قائلاً إن الولايات المتحدة "تنصب هذا الأسبوع إدارة جديدة" في إشارة إلى إدارة الديمقراطي جو بايدن، معرباً عن تمنياته لها بالنجاح.
جاء ذلك في كلمة الوداع التي ألقاها ترامب من قاعدة ميرلاند، قرب العاصمة واشنطن، في آخر يوم له بالبيت الأبيض، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ترامب قال في كلمته "هذا الأسبوع ننصِّب إدارة جديدة نتمنى لها النجاح وأن تبقى أمريكا آمنة ومزدهرة".
كما أعرب عن شكره لنائبه مايك بنس، وزوجته وعائلته بالكامل.
المتحدث نفسه تطرق إلى الإنجازات التي حققتها إدارته خلال السنوات الأربع الماضية، وتحديداً ما تم مؤخراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
إذ قال في هذا الصدد "لقد أنتجنا لقاح كورونا في 9 أشهر، في حين أن أي إدارة أخرى كان يمكن أن يستغرق منها الأمر 10 سنوات".
كما عزا الفضل لإدارته في جعل حلف شمال الأطلسي "ناتو" يدفع المزيد من مليارات الدولارات مقارنة بما كانت تدفعه عندما وصل السلطة.
وصرح أيضاً بالقول "بدأنا فجراً جديداً في الشرق الأوسط وجنودنا يعودون إلى الوطن".
وتابع ترامب قائلاً "في الوقت الذي أختتم فيه فترتي الرئاسية أقف أمامكم بفخر وأنا أصلي لنجاح بايدن وبقاء أمريكا آمنة".
ومن المقرر أن تنتهي ولاية ترامب، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وكان الكونغرس، قد صدّق على فوز بايدن بأغلبية 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب.
رسالة ميلانيا الوداعية
من جهتها، وجَّهت السيدة الأولى لأمريكا، ميلانيا ترامب، مساء الإثنين 18 يناير/كانون الثاني خطاباً ضمن آخر رسالة لها قبل مغادرتها البيت الأبيض؛ إذ ركزت السيدة الأولى على استعراض جهودها لتطوير البيت الأبيض خلال فترة رئاسة زوجها ترامب لمدة 4 سنوات، داعية الأمريكيين إلى اختيار "الحب على الكراهية" و"السلام على العنف".
الرسالة المؤثرة للسيدة الأولى ميلانيا ترامب، التي تم تصويرها في البيت الأبيض، نُشرت على تويتر قبل ساعات من مغادرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منصبه ظهر الأربعاء.
سيدة أمريكا استهلت رسالتها قائلة إنه على مدار الأربع سنوات الماضية، حظيت عائلتها بشرف كبير؛ لكونها قادرة على تسمية منزلها بأنه "بيت الشعب"، مؤكدة أنه لطالما حظيت بالترحيب والدعم في رحلاتها الشخصية.
وأضافت: "بصفتي السيدة الأولى، فإن تبجيل سابقاتي للبيت الأبيض وحبهن للتاريخ الذي جعلهن يحافظن على المبنى الذي خدمن وعشن فيه لمدى طويل أشعرني بالإلهام، وبطريقة مماثلة، فإن المشاريع التي أشرفت عليها خلال السنوات الأربع الماضية هي تلك التي أعتقد أنها لن تحافظ على تراث المنزل فحسب، بل ستعزز تجربة جماله ووقاره للأجيال القادمة".
السيدة الأولى أضافت قائلة: "بينما أختم أنا ودونالد وقتنا في البيت الأبيض، أفكر في كل الأشخاص وقصصهم الرائعة عن الحب والوطنية والتفاني، لقد استلهمت من الأمريكيين الرائعين في جميع أنحاء بلدنا من الذين يرفعون مجتمعاتنا من خلال لطفهم وشجاعتهم وخيرهم ونعمتهم".
وتابعت ميلانيا: "أرى وجوه الجنود الشباب الشجعان الذين أخبروني بفخر في أعينهم كم يحبون خدمة هذا البلد، أقول لكل فرد في الخدمة ولعائلاتنا العسكرية الرائعة أنتم أبطال، وستظلون دائماً في أفكاري وصلواتي".
كما وجهت ميلانيا رسالة شكر إلى جميع أعضاء إنفاذ القانون، الذين يوفرون الأمن والسلام ويقفون للحفاظ على المجتمع آمناً، مؤكدة أنها مدينة لهم بذلك.
ميلانيا تحدثت عن أول لحظات لها في البيت الأبيض بعد فوز زوجها برئاسة أمريكا، قائلة: "عندما جئت إلى البيت الأبيض فكرت في المسؤولية التي شعرت بها دائماً كأم تشجع وتعطي القوة وتعلم قيم اللطف.. من واجبنا كبالغين وأولياء أمور ضمان حصول الأطفال على أفضل الفرص لعيش حياة صحية ومرضية".
أضافت: "أطلب من كل أمريكي أن يكون سفيراً لـ Be Best، وأن يركز على ما يوحدنا، وأن يعلو فوق ما يفرِّق بيننا، وأن يختار دائماً الحب على الكراهية، والسلام على العنف".
انتقال للسلطة في أجواء حذرة
في الجهة المقابلة، يستعد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لتسلم السلطة في أجواء جد متوترة وأمام حذر أمني كبير، فقد أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني، أن مكتب التحقيقات الاتحادي يساعد الجيش الأمريكي في إجراء تدقيق في أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) خلال تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بسبب مخاوف أمنية.
فبعد الهجوم الذي نفذه أنصار الرئيس دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وأجبر أعضاء الكونغرس على الاختباء، فرضت الحكومة الأمريكية إجراءات أمنية غير مسبوقة حول مبنى الكابيتول شملت إقامة أسوار لا يمكن تسلقها مزودة بأسلاك شائكة ومنطقة أمنية كبيرة غير مسموح للجمهور بدخولها.
ميلر قال في بيان إن التدقيق "أمر طبيعي للدعم العسكري المشارك في الأحداث الأمنية الكبرى.. وفي حين لا توجد لدينا معلومات مخابراتية تشير إلى وجود تهديد داخلي، فإننا لن نألو جهداً في تأمين العاصمة".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت، الإثنين، أن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر في تقرير مخابراتي وكالات إنفاذ القانون من أن المتطرفين اليمينيين فكروا في التظاهر بأنهم أعضاء بالحرس الوطني في واشنطن.
كما أضافت الصحيفة أن التقرير لم يأتِ على ذكر أي مؤامرات محددة لمهاجمة وقائع التنصيب.
فيما منعت الحكومة الأمريكية منذ أيام دخول المتنزهات العامة الرئيسية بما في ذلك مركز التسوق الوطني في واشنطن، وأغلقت الجسور عبر نهر بوتوماك بين فرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وتم إغلاق أكثر من 12 محطة لقطارات الأنفاق حتى يوم التنصيب الموافق الأربعاء.