قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لتلفزيون بلومبيرغ، إن قطر حثَّت دول الخليج العربية على الدخول في حوار مع إيران، وإن هذا هو الوقت المناسب للدوحة للتوسط في مفاوضات، وفق ما ذكره موقع وكالة "بلومبيرغ"، الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ تسعى الدوحة إلى أن تكون وسيطاً بين طهران وباقي الدول الخليجية، خاصة الإمارات والسعودية، لتجنب تصعيد الأمور في المنطقة، وذلك بعد أيام من التوقيع على اتفاق المصالحة الخليجية بين قطر ودول الخليج الأخرى، عقب سنوات من المقاطعة.
استعداد قطر للوساطة بين دول الخليج وإيران
أضاف وزير الخارجية القطري في المقابلة التي أُجريت معه أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها أيضاً الرغبة نفسها.
كما قال الوزير القطري إن حكومته تدعم المناقشات الجارية بين إيران وكوريا الجنوبية للإفراج عن ناقلة نفط احتجزها الحرس الثوري الإيراني مطلع هذا الشهر.
الشيخ محمد أوضح أيضاً أن حكومته عرضت القيام بذلك، وهي تدعم بالفعل المناقشات الجارية بين إيران وكوريا الجنوبية لتأمين الإفراج عن ناقلة النفط التي استولى عليها الحرس الثوري الإسلامي في وقت مبكر من هذا الشهر.
كما قال إن قطر ستُسهل المفاوضات إذا طلبها أصحاب المصلحة، وستدعم من يتم اختياره للقيام بذلك".
رداً على سؤال حول موقف الدوحة من الحركات السياسية الإسلامية، والتي تعتبرها أبوظبي تهديداً للاستقرار، قال وزير الخارجية القطري إنه من المهم محاولة جسر الخلافات، ولكن "سنقوم بدعم كل ما يريده الناس، وأي شيء يسعى إليه الناس من أجل بلدانهم. إذا كانوا يسعون لتحقيق العدالة باستخدام الطرق السلمية للتعبير عما يعتقدون أنه صواب فستواصل قطر دعم الناس".
مستعدة لتسهيل المناقشات بين واشنطن وطهران
تأتي تصريحات وزير الخارجية القطري قبل أيام من انتقال جو بايدن إلى البيت الأبيض، مع وعد بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والتراجع عن حملة "الضغط الأقصى" التي حظيت بدعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
إذ عُين بالفعل سلسلة من الدبلوماسيين الذين ساعدوا في صياغة الاتفاقية الأصلية للمناصب السياسية العليا.
في تعليق منفصل عن احتمال إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وإيران، قال إن قطر ستُسهل المناقشات إذا طُلب منها ذلك، وستدعم من يتم اختياره لتلك المهمة.
كما أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده تريد تحقيق الإنجاز، وترغب في التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
بينما أشارت وكالة "بلومبيرغ" إلى أن أحد أكبر مصدّري الغاز في العالم في وضع يسمح له بلعب دور الوسيط، حيث أدى التغيير في البيت الأبيض إلى إعادة تنظيمات إقليمية أوسع والتحول بعيداً عن المواجهة.
مؤشرات حول رغبة سعودية في التهدئة مع إيران
مما يؤشر إلى رغبة السعودية في التهدئة مع إيران، أن موقف المملكة كان مختلفاً عند اغتيال الأمريكيين لقاسم سليماني، وهو عمل أكثر تأثيراً على إيران،
فآنذاك لم تدن السعودية العملية، وقالت: "إن الحادثة جاءت نتيجة لتصاعد التوتر والأعمال الإرهابية التي نددت بها المملكة العربية السعودية، وحذَّرت في الماضي من تداعياتها"، بحسب بيان للخارجية السعودية.
اللافت أن التصريح السعودي الذي انتقد العالِم النووي، جاء بعد وقت قليل من تصريح مشابه لدولة الإمارات العربية المتحدة انتقدت فيه اغتيال العالم الإيراني، الذي لم تتبنَّه أي جهة، ولكن هناك شكوك قوية في إسرائيل، تعززت بتقارير إعلامية عبرية تشير إلى ذلك.
إذ أدانت أبوظبي العملية في وقت تمضي فيه قدماً بخطوات متسارعة تجاه التطبيع مع إسرائيل، وقالت الإمارات إنها "تدين جريمة الاغتيال المشينة التي طالت السيد محسن فخري زادة، والتي من شأنها أن تقود إلى حالة من تأجيج الصراع في المنطقة… وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس؛ لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم".
يمكن تفهُّم موقف الإمارات التي تحتفظ دوماً بشعرة معاوية مع إيران، واتصالات علنية وسرية، إضافة إلى علاقات اقتصادية، ولكن موقف الرياض كان أكثر تصلباً تجاه طهران؛ ومن ثم تُظهر نبرة خطاب إدانة مقتل زادة التصالحية رغبة سعودية في التهدئة مع إيران.