ذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون ألمحت إلى أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان يتحدث إلى فلاديمير بوتين في اليوم الذي شهد أحداث الشغب في مبنى الكونغرس، وقالت هيلاري إنها "تود رؤية سجلاته الهاتفية".
الصحيفة نفسها أوضحت في تقرير نشرته الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021، أن هيلاري، في الانتخابات السابقة، عبرت خلال محادثة دارت عبر مدونتها الإذاعية You and Me Both بينها وبين رئيسة مجلس النواب، عن اهتمامها بالحصول على السجلات الهاتفية الخاصة بترامب لمعرفة ما إذا كان يهاتف بوتين إبان الحصار الذي تعرض له مبنى الكابيتول.
المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة، التي خسرت سباقها الرئاسي أمام ترامب في 2016، أوضحت أن "ازدراء" منافسها السابق للديمقراطية كان جلياً، لكن ربما لن يُكشف عن مدى هذا الازدراء.
كما ذهبت هيلاري إلى أن الرئيس كان لديه "مخططات أخرى" أثناء وجوده في البيت الأبيض، وقالت إنها تمنت أن يُكشف في يوم من الأيام عن الشخص الذي "يدين له" ترامب، والذي "يتحكم فيه".
شخص يتحكم في ترامب
وقالت: "علمنا الكثير عن نظامنا الحكومي على مدى السنوات الأربع الماضية، مع رئيس يزدري الديمقراطية، ومثلما قلتم في مرات عديدة، كان لديه مخططات أخرى".
قبل أن تتابع أيضاً: "أما ماهيتها كلها فلا أعتقد أننا لم نعرف بعد. أتمنى أن نكتشف مع مرور التاريخ من الذي يدين له، ومن الذي يسحب خيوطه. وأود أن أرى سجلاته الهاتفية كي أرى إذا كان يتحدث مع بوتين في اليوم الذي اجتاح فيه مثيرو الشغب مبنى الكابيتول".
وأضافت: "لكننا نعرف الآن أنه ليس وحده، بل إن داعميه وشركاءه وأعضاء طائفته، لديهم نفس الازدراء للديمقراطية".
هدية إلى بوتين
وفق التقرير نفسه، فإن كلينتون سألت بيلوسي بعد ذلك ما إذا كانت تعتقد في وجوب إنشاء لجنة على شاكلة لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول للتحقيق حول الأمور التي أدت إلى اندلاع أحداث الشغب في 6 يناير/كانون الثاني، التي شهدت مقتل 5 أشخاص، من بينهم ضابط شرطة.
من جانبها، قالت بيلوسي: "لا أعرف ما الشيء الذي يمسكه بوتين عليه سياسياً أو مالياً أو شخصياً، لكن ما حدث في الأسبوع الماضي كان هدية إلى بوتين، لأن بوتين يريد تقويض الديمقراطية في بلادنا وفي أنحاء العالم. وهؤلاء الأشخاص، ربما دون أن يعلموا، هم دمى في يد بوتين. إنهم كانوا يفعلون أعمال بوتين عندما فعلوا ذلك بتحريض على التمرد من جانب رئيس الولايات المتحدة. لذا يجب عقد لجنة مثل لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ويوجد دعم قوي في الكونغرس للقيام بذلك".
وأعادت رئيسة مجلس النواب إلى الأذهان صورتها التي صارت شائعة، عندما كانت تشير إلى ترامب، وزعمت أنها كانت تقول له خلال هذه اللقطة: "معك يا سيدي الرئيس، كل الطرق تؤدي إلى بوتين".
على صعيد آخر، كتب المعلق الصحفي المحافظ بايرون يورك تغريدة معلقاً فيها على هذه المقابلة: "كان هناك تحقيق في مجلس النواب، وتحقيق في مجلس الشيوخ، وتحقيق لمحققٍ خاص لديه جميع صلاحيات إنفاذ القانون، وتحقيقات وسائل الإعلام المهووسة. ولم يعثر أي من هذا على ما أرادت هيلاري كلينتون العثور عليه. لذا هي تريد (شيئاً) آخر".
معارضة شرسة لترامب
تعتبر كلينتون من أشرس المعارضين لترامب، فقبل شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالضبط يوم الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020، قالت هيلاري في حديث صحفي، إن فكرة فوز ترامب مرة أخرى تجعلها تشعر بالغثيان الشديد.
كلينتون أضافت للصحفية كارا سويشر أثناء وجودها ضيفة على البودكاست الخاص بها نشر على موقع New York Times: "لا يمكنني التفكير في فوزه، لذا دعونا نبدأها بذلك.. أشعر بالغثيان بكل معنى الكلمة لأنني أعتقد أنه سيكون لدينا 4 سنوات أخرى من سوء المعاملة والتدمير لمؤسساتنا، والإضرار بمعاييرنا وقيمنا.. والقائمة تطول".
الصحفية سويشر سألت أيضاً عما إذا كانت كلينتون تشعر بأي "خوف" من أن يلاحقها ترامب عبر القانون إذا فاز، لترد كلينتون بأنه ليس هناك شك في أنه سيفعل كل ما في وسعه لمهاجمة ومعاقبة أي شخص كان في رأيه خصماً وسوف يحصل على المساعدة والتحريض، للأسف، من قبل المسؤولين المنتخبين والمعينين.
وتابعت "لذلك بالطبع من أهم الإنجازات التي آمل أن نراها في هذه الانتخابات هو مجلس الشيوخ الديمقراطي، حيث سيكون هذا هو الفحص الذي نحتاجه ضد المزيد من إساءة استخدام السلطة".