بعد أيام قليلة من الانعقاد أقدم رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، على طرد أحد النواب وتحويله للتحقيق، يوم الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021، بسبب هجومه على حزب ذي أغلبية في البرلمان، ومقرب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
النائب محمد عبدالعليم داود، ذو التاريخ الطويل في الحياة النيابية المصرية، استغل الحديث عن أزمة سد النهضة والموقف المصري منها وهاجم حزب مستقبل وطن، الحزب المقرب من السيسي، الذي يتلقى دعماً كاملاً من الدولة المصرية، ويتمتع بالأغلبية في مجلس النواب، وفق تقرير نشرته الأناضول، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
برلماني يهاجم مستقبل وطن
داود في حديثه طالب بإعادة المصداقية للإعلام المصري، وقال خلال الجلسة العامة، الثلاثاء: "لا يصح أن يسيطر الإعلام الإثيوبي على نظيره المصري خلال مفاوضات سد النهضة في الولايات المتحدة، ولم تكن هناك تغطية مصرية".
مضيفاً: "لا يمكن أن أتحدث عن إقامة مائدة حوار سياسي مع حزب دخل المجلس بالكراتين"، في إشارة إلى حزب مستقبل وطن، الذي يقوم بتوزيع كراتين مواد غذائية على المواطنين في المحافظات الشعبية الفقيرة، من أجل ضمان أصواتهم ودعمهم في الانتخابات البرلمانية.
هجوم داود على حزب مستقبل وطن تسبب في غضب نواب الحزب، الذين يمثلون الأغلبية في مجلس النواب المصري، وإحداث حالة من الهرج والمرج والنقاش والصوت المرتفع داخل المجلس.
من جانبه لجأ المستشار حنفي جبالي إلى تهدئة الموقف بطرد النائب داود من الجلسة، وتحويله للتحقيق، خاصة بعدما قال داود أمام النواب: "اللي على راسه بطحة يرد عليَّ".
تحويل نائب للتحقيق بسبب حزب مقرب من السيسي
كذلك قرر رئيس المجلس، المستشار جبالي، بإحالة النائب لهيئة مكتب المجلس، موجهاً كلامه للنائب: عند مثولك أمام هيئة مكتب المجلس قل ما تشاء، وحذر حنفي جبالي من الاحتجاج بصوت عال، قائلاً: أرفض المساس بكرامة أي نائب، مؤكداً أنه سيطبق اللائحة الداخلية على الجميع.
في المقابل، شهدت الجلسة اعتراضاً شديداً من الأغلبية، ما تسبب في حالة عدم الانضباط في الجلسة العامة في مواجهة النائب، حيث قال النائب داود: الذين أفسدوا الحياة السياسية، في إشارة منه إلى حزب مستقبل وطن، وفق تقارير إعلامية مصرية محلية.
يذكر أن مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، أعلن انتخاب رئيس المحكمة الدستورية السابق حنفي جبالي (72 عاماً)، لرئاسته.
جاء ذلك بحسب ما أعلنته الصحفية فريدة الشوباشي، أول سيدة ترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب منذ 42 عاماً، بصفتها أكبر الأعضاء سناً (83 عاماً)، وفق صحيفتي "الأهرام" و"أخبار اليوم" المملوكتين للدولة.
في المقابل، خلف جبالي علي عبدالعال، الذي ترأس مجلس النواب السابق لمدة 5 سنوات، وكان مؤيداً بشدة للنظام الحاكم، وهو نائب في المجلس الحالي، لكنه لم يترشح لرئاسته في خطوة لم يبررها.
فيما يتم انتخاب مجلس النواب كل 5 أعوام، ويعد الغرفة الأولى، بخلاف نظيره المستحدث "الشيوخ"، والذي يعد الغرفة الثانية،ـ ويغلب على تشكيلهما رموز وشخصيات مؤيدة للنظام، وسط غياب لافت للمعارضة.