كشفت وسائل إعلام أمريكية الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" (FBI) اعتقل مسؤولاً منتخباً بولاية نيو مكسيكو بعد أن توعد بالسفر إلى العاصمة واشنطن مدججاً بالأسلحة للمشاركة في مظاهرات رافضة لتنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، رئيساً للولايات المتحدة بعد أن شارك في الصفوف الأولى باقتحام الكونغرس الأمريكي.
تورط المسؤول الأمريكي
كوي غريفين، مفوض مقاطعة أتيرو في ولاية نيو مكسيكو ، ومؤسس حركة "رعاة البقر من أجل ترامب"، تم اعتقاله في تهم متصلة باقتحام مبنى الكابيتول التابع للكونغرس الأمريكي في العاصمة، وذلك ضمن حملة اعتقالات المتورطين في حادثة الاقتحام، بالتزامن مع أنباء عن صدور عفو رئاسي عن بعض أولئك المتورطين.
فيما تفاخر المسؤول الأمريكي، كوي غريفين، في مقطع فيديو نشره في وقت سابق، بأنه تسلق المبنى وصعد إلى أعلى مبنى الكابيتول، وأعلن مكتب التحقيقات أن المتهم اعترف، أيضاً، في شريط الفيديو، بأنه كان في "الصف الأول".
إذ قال غريفين في مقطع الفيديو، الذي تم حذفه من مواقع التواصل الاجتماعي: "لسنا من الغوغاء، وما حدث ليس عنفاً ، لقد كنا نحاول تنفيذ التعديل الثاني من الدستور"، كما تعهد غريفين بوضع علم جماعته على مكتب رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، والسيناتور الديمقراطي تشاك شومر.
وأوضح ممثلو الادعاء أن غريفين أخبر عملاء مكتب التحقيقات أنه سافر إلى واشنطن مع مات ستروك، الذي يدير "الإعلام" لمنظمة "رعاة البقر"، وزعم بأنه كان يتوقع أن تكون المظاهرات سلمية وأنه تم القبض عليه عندما دخلت مجموعة من "الغوغاء" إلى مبنى الكابيتول.
عشرات القضايا تلاحق مقتحمي الكونغرس
فيما رفعت وزارة العدل أكثر من 80 قضية جنائية تتعلق بأحداث العنف التي شهدها الكونغرس الأسبوع الماضي، حين اقتحم أنصار لترامب المبنى ونهبوا مكاتب وهاجموا الشرطة في جانب من الأحداث.
من جانبه، ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" (FBI) في واشنطن، الثلاثاء، أنه فتح 160 قضية في التحقيق، في حين أكد الادعاء العام بواشنطن أن أشخاصاً زرعوا قنابل وعبوات ناسفة في محيط الكونغرس بعد اقتحامه.
وقال ستيفن دانتونو، مساعد المدير المسؤول عن المكتب الميداني لـ"إف بي آي"، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن مكتب التحقيقات تلقى 100 ألف من المقاطع المصورة والصور التي يمكن أن تكون خيوط أدلة، واعتبر أن "هذا الأمر لا يعكس سوى رأس جبل الجليد".
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لن يتسامح "مع ما جرى من أحداث صادمة"، وأن التحقيقات "مستمرة وتشمل كل أنحاء البلاد بحثاً عن المتورطين".
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن، يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.
استنفار أمني في واشنطن
يأتي هذا في وقت يتخوف فيه مسؤولو الأمن من أن يشهد يوم الأحد أول حدث رئيسي في الاحتجاجات، خاصة أنه الموعد الذي حددته حركة بوجالو المناهضة للحكومة منذ أسابيع لحشد تجمعات في جميع الولايات الخمسين.
من جانبه، كتب حاكم إلينوي، جيه.بي. بريتزكر، على تويتر يوم الأحد: "بعد الحصار المفروض على مبنى الكونغرس في ولايتنا والتقارير عن التهديدات الموجهة لعواصم الولايات، قررت حشد كل الموارد لحماية سكاننا والعملية الديمقراطية"، مضيفاً أنه بصدد تعبئة شرطة الولاية وحرسها الوطني لحماية العاصمة سبرينجفيلد.
كما أن عواصم الولايات المتأرجحة، التي قال ترامب إنها شهدت تزويراً لنتائج الانتخابات، في حالة تأهب قصوى بشكل خاص.
في حين انتشر المئات من مسؤولي إنفاذ القانون وقوات الحرس الوطني حول مبنى كونغرس ولاية جورجيا في أتلانتا في وقت مبكر من اليوم. وجرى تطويق المنطقة بالأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية، بينما تمركزت مركبات مدرعة عديدة في مكان قريب.
أما في لانسينج بولاية ميشيغان، فبدأت قوات الأمن في وضع متاريس لإغلاق الشوارع المحيطة بمبنى كونغرس الولاية مع تساقط الثلوج صباح اليوم، بينما كانت نوافذ مباني المكاتب في المنطقة المحيطة مغلقة.
بالإضافة إلى تكثيف وجود الشرطة، اتخذت ولايات منها بنسلفانيا وتكساس وكنتاكي المزيد من الإجراءات لإغلاق المناطق التي يوجد بها مبنى المجلس التشريعي للولاية.
ومن المقرر أن يتم تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن يوم الأربعاء حين يؤدي اليمين رئيساً للبلاد في ظل جهود أمنية استثنائية في العاصمة واشنطن.
تخوفات من حوادث عنف وشغب
في المقابل، حذر "إف.بي.آي" ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ يتطلع المتعصبون للبيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات.
كذلك لم يتضح بعد ما إذا كان تحذير مكتب التحقيقات الاتحادي وزيادة الوجود الأمني في جميع أنحاء البلاد قد يدفع بعض المحتجين إلى البقاء في منازلهم.
يذكر أنه في أعقاب أحداث العنف الدامية التي وقعت في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 في واشنطن، قال بعض أعضاء الجماعات المتطرفة إنهم لن يشاركوا في المظاهرة المؤيدة لحمل السلاح المقرر لها غداً الإثنين في فرجينيا. وعبّرت السلطات عن القلق من خطر اندلاع أحداث عنف مع احتشاد مجموعات متعددة في ريتشموند عاصمة الولاية.
من جانبها، طلبت بعض جماعات العنف والجماعات المتطرفة من أنصارها البقاء في منازلهم في عطلة الأسبوع، مشيرة إلى تكثيف الوجود الأمني، أو أن تكون الأحداث المخطط لها بمثابة فخاخ للإيقاع بهم تحت طائلة القانون.