من المقرر أن يرتدي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، ملابس من منتجات شركة رالف لورين في التنصيب الرئاسي يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، في خطوة أثارت موجةً من التكهنات بمقاصد ودوافع بايدين في وقت الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة، وذلك حسبما أفادت تقارير مجلة Women's Wear Daily الأمريكية.
لكن صحيفة The Guardian البريطانية قالت في تقرير لها، الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021، إن اختيار بايدن لشركة رالف لورين لا يبدو ظاهرياً بالحدث الجلل؛ فهي علامة تجارية لها صورة كلاسيكية تناسب كل الأمريكيين. بداية من حفلات الأوسكار إلى المركز التجاري، حيث تتميز هذه العلامة التجارية بأنها فاخرة وعالية الجودة، ومتوسطة الفئة، ومتاحة.
من المتوقع أن تكون بدلة بايدن بها صف واحد من الأزرار، ويحتوي الصف على زرين فقط، بدرجة قاتمة من الأزرق، مع قميص أبيض أو أزرق فاتح.
حيث لم تنفصل خيارات بايدن في الملابس عن السياق السياسي، مثل أي شيء في الحياة الأمريكية العامة؛ فالعلامة التجارية تتناسب مع المزاج العام الرصين الذي لا يميل إلى الخيلاء، المحيط بيوم التنصيب في واشنطن، إذ انتهت سنوات الاضطراب الأربع تحت قيادة دونالد ترامب في أعقاب هجوم من بعض أنصاره على مبنى الكابيتول.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه يمكن قراءة اختيار بايدن لملابسه في يوم التنصيب باعتباره رداً خفياً على فترة ترامب التي وصفتها بـ"الهوجاء".
مايكل زاكيم، مؤلف كتاب A History of Men's Dress in the American Republic، تساءل: "أليس من المفترض أن بدلة رالف لورين تعبير عن التقليل من الشأن، والاعتمادية الرصينة، وحتى القدرة على التنبؤ؟".
إذ إن بايدن ولورين تفصلهما 3 سنوات، وكلاهما من الجيل المعروف باسم "الجيل الصامت"، حسبما يقول زاكيم، الذي يرى أن هذا الأمر "شكل رجولي من التواضع غير المتبجح، الذي لا يجب أن يلاحظه أحد، مما يضرب تناقضاً بارزاً لتهور ترامب المرضي وحاجته لجذب الانتباه".
يذكر أن علامة رالف لورين شاركت في أزياء رؤساء من الجمهوريين والديمقراطيين، وكذلك ميلانيا ترامب، التي ارتدت فستاناً أزرق شاحباً يوم تنصيب ترامب. ونظراً لكونهم من المصممين القلائل الذين صمموا ملابس للسيدة الأولى السابقة، تصدر هاشتاغ #boycottralphlauren موقع تويتر.
من جهتها، لفتت إيما مكليندون، وهي مؤرخة الموضة بأمريكا، إلى أن تصاميم لورين كانت مرتبطة أكثر بنساء الجناح الغربي البيت الأبيض أكثر من الرجال.
"رسالة مفادها أمريكا متحدة"
بالإضافة إلى ميلانيا، تذكر مكليندون ارتداء هيلاري كلينتون، بدلة بيضاء من رالف لورين، في أثناء قبول الترشح الرئاسي في المؤتمر القومي للديمقراطيين في عام 2016، مضيفة: "بهذه الطريقة، يمكننا أن نرى اختيار بايدن خياراً يدعم حالة الوحدة، فهي علامة تجارية أمريكية دعمها جناحي الطريق، وهو بالتأكيد يتماشى مع موضوع يوم التنصيب أمريكا متحدة".
ربما تكون علامة لورين التجارية التي لم تتغير، مبالغاً فيها بالنسبة للبعض، لكن هناك اقتران إيجابي في هذا بالنسبة لبايدن، الذي لم يغير نمطه الشخصي منذ السبعينيات، حسبما قالت صحيفة The Guardian البريطانية.
لكن اختيار مصمم يوم التنصيب خرج عن الاختيار المتوقع لشركة Brooks Brothers، التي تقدمت بأوراق إفلاسها العام الماضي. ارتدى هذه العلامة التجارية 41 رئيساً من أصل 45 رئيساً للولايات المتحدة، ومن بينهم باراك أوباما وترامب.
يشار إلى أن شركة "رالف لورين" هي شركة أمريكية (خاصة) متخصصة في الملابس الفاخرة والإكسسوارات والعطور والأدوات المنزلية، وقد ذاع صيتها منذ تأسيسها عام 1967.
واشنطن ثكنة عسكرية
في سياق آخر، حوَّلت إجراءات الأمن التي اتخذتها السلطات الأمريكية استعداداً لتنصيب بايدن واشنطن إلى ثكنة عسكرية، ورغم ذلك يحذر خبراء التطرف من أن القادم أسوأ في ظل استعدادات أنصار دونالد ترامب لحرب طويلة المدى.
قبل ثلاثة أيام فقط من موعد تنصيب الرئيس الديمقراطي جو بايدن يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، تحوَّلت العاصمة الأمريكية واشنطن إلى ثكنة عسكرية مع انتشار نحو 20 ألف عنصر من الحرس الوطني فيها لتأمين مبنى الكابيتول، وهو المشهد الموجود أيضاً في عواصم ولايات أخرى ومدن رئيسية، وسط مؤشرات مقلقة للغاية على أن أنصار ترامب من جماعات اليمين المتطرف يستعدون للمواجهة بصورة علنية ومفتوحة.