أغلق مسؤولو إنفاذ القانون الأمريكيون مباني الكونغرس المحلية في أنحاء البلاد يوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021 تحسباً لاحتجاجات عنيفة محتملة من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذين يصدقون مزاعم لا أساس لها بأن تزوير الانتخابات حرمه من الفوز بفترة رئاسة ثانية.
حيث عبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين مبنى الكونغرس بكل ولاية في أعقاب تحذير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) من احتجاجات مسلحة لمتطرفين يمينيّين ممن شجعهم الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.
مخاوف أمنية من مؤيدي ترامب
في حين يخشى مسؤولو الأمن من أن يشهد يوم الأحد أول حدث رئيسي في الاحتجاجات، خاصة أنه الموعد الذي حددته حركة بوجالو المناهضة للحكومة منذ أسابيع لحشد تجمعات في جميع الولايات الخمسين.
من جانبه كتب حاكم إلينوي جيه.بي. بريتزكر على تويتر يوم الأحد: "بعد الحصار المفروض على مبنى الكونغرس في ولايتنا والتقارير عن التهديدات الموجهة لعواصم الولايات، قررت حشد كل الموارد لحماية سكاننا والعملية الديمقراطية"، مضيفاً أنه بصدد تعبئة شرطة الولاية وحرسها الوطني لحماية العاصمة سبرينجفيلد.
كما أن عواصم الولايات المتأرجحة، التي قال ترامب إنها شهدت تزويراً لنتائج الانتخابات، في حالة تأهب قصوى بشكل خاص.
انتشار المئات من الحرس الوطني
في حين انتشر المئات من مسؤولي إنفاذ القانون وقوات الحرس الوطني حول مبنى كونغرس ولاية جورجيا في أتلانتا في وقت مبكر من اليوم. وجرى تطويق المنطقة بالأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية، بينما تمركزت مركبات مدرعة عديدة في مكان قريب.
أما في لانسينج بولاية ميشيغان، فبدأت قوات الأمن في وضع متاريس لإغلاق الشوارع المحيطة بمبنى كونغرس الولاية مع تساقط الثلوج صباح اليوم، بينما كانت نوافذ مباني المكاتب في المنطقة المحيطة مغلقة.
بالإضافة إلى تكثيف وجود الشرطة، اتخذت ولايات منها بنسلفانيا وتكساس وكنتاكي المزيد من الإجراءات لإغلاق المناطق التي يوجد بها مبنى المجلس التشريعي للولاية.
ومن المقرر أن يتم تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن يوم الأربعاء حين يؤدي اليمين رئيساً للبلاد في ظل جهود أمنية استثنائية في العاصمة واشنطن.
تخوفات من حوادث عنف وشغب
في المقابل حذر "إف.بي.آي" ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ يتطلع المتعصبون للبيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات.
كذلك لم يتضح بعد ما إذا كان تحذير مكتب التحقيقات الاتحادي وزيادة الوجود الأمني في جميع أنحاء البلاد قد يدفع بعض المحتجين إلى البقاء في منازلهم.
يذكر أنه في أعقاب أحداث العنف الدامية التي وقعت في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 في واشنطن، قال بعض أعضاء الجماعات المتطرفة إنهم لن يشاركوا في المظاهرة المؤيدة لحمل السلاح المقرر لها غداً الإثنين في فرجينيا. وعبّرت السلطات عن القلق من خطر اندلاع أحداث عنف مع احتشاد مجموعات متعددة في ريتشموند عاصمة الولاية.
من جانبها، طلبت بعض جماعات العنف والجماعات المتطرفة من أنصارها البقاء في منازلهم في عطلة الأسبوع، مشيرة إلى تكثيف الوجود الأمني أو خطر أن تكون الأحداث المخطط لها بمثابة فخاخ للإيقاع بهم تحت طائلة القانون.