يستعد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمغادرة البيت الأبيض صباح الأربعاء، وذلك قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، متوجهاً إلى ولاية فلوريدا، حيث أسس لنفسه هناك قاعدة شعبية بين أنصاره تساعده في كسر العزلة التي يواجهها فعلياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي إثر تحميله مسؤولية أحداث اقتحام الكونغرس الأسبوع الماضي.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021، فإن دونالد ترامب خلال السنوات الأربع من حكمه قد بنى رغم كل شيء قاعدة متينة من المناصرين في ولاية فلوريدا، خصوصاً في صفوف ذوي البشرة البيضاء في المناطق الريفية والمتحدرين من أمريكا اللاتينية المحافظين.
قاعدة من الاتباع
تشير الوكالة إلى أن أحد أوفى أنصاره هو الكوبي الأمريكي المتحدر من ميامي إنريكي تاريو، زعيم جماعة "براود بويز" (الصبية الفخورون) وهي ميليشيا يمينية متطرفة. وقد أوقف هذا الأخير في واشنطن قبل يومين من الهجوم على الكابيتول وكان بحوزته مخزنا ذخيرة لأسلحة نارية ذات طاقة عالية.
إلا أن هذا الأمل في استقبال أكثر حفاوةً قد يتبدد عندما تفاجأ عائلة ترامب بمعرفة أن اللوائح الانتخابية في المقاطعات الجنوبية الرئيسية الثلاث وهي بالم بيتش وبروارد وميامي-ديد، يسيطر عليها الديمقراطيون".
كريغ بيتمان وهو من مواليد فلوريدا ومؤلف كتب عدة حول الولاية، قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن "النائب عن الدائرة التي تضمّ مارالاغو، لويس فرانكل، صوّت ليس مرة واحد فقط، إنما مرتين، لصالح اتهام المواطن الأشهر" في المنطقة دونالد ترامب في المحاولات التي قام بها مجلس النواب لإدانة الرئيس.
كذلك، وجّه مسؤولو مقاطعة بالم بيتش تحذيراً للنادي بشأن حفل أُقيم ليلة رأس السنة لم يكن يضع خلاله المدعوون الكمامات ولم يحترموا قواعد التباعد الاجتماعي.
كان نجل ترامب دونالد جونيور، أحد المشاركين في هذا الحفل، نشر مقطع فيديو يُظهر المشاركين يرقصون على وقع أغاني راب للمغني فانيلا آيس الذي كان حاضراً على المنصة.
استغلال سياسي
ويرى بيتمان "أن أفراد عائلة ترامب سيجدون فرصاً أخرى لاستغلالها في فلوريدا، إذ ينوون الاستفادة من شعبيتهم لدى جزء من سكان هذه الولاية".
فبحسب وسائل إعلام أميركية، تنوي إيفانكا ترامب الفوز بأحد مقعدي فلوريدا في مجلس الشيوخ، الذي يشغله حالياً ماركو روبيو. إلا أن موعد الانتخابات لا يزال بعيداً في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وفي الوقت الذي توجه عدة رؤساء سابقين إلى المجال الإنساني بعد مغادرتهم البيت الأبيض على غرار جيمي كارتر وبيل كلينتون، يؤكد بيتمان أن "هناك عدداً كبيراً من الفقراء في فلوريدا الذين يمكن أن يساعدهم ترامب".
يضيف: "لكن يجب أن يكون ذلك ملموساً أكثر من تقديم لفائف ورق مرحاض إلى الحشود"، في إشارة إلى ما فعله ترامب للمنكوبين جراء إعصار في بورتوريو عام 2017.