تخوض السلطات في إندونيسيا سباقاً مع الزمن الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021 في جزيرة سولاويسي في محاولة للعثور على ناجين محتملين من الزلزال الذي أودى بـ81 شخصاً بحسب حصيلة جديدة، ودمر منازل آلاف الأشخاص.
حيث اكتظت المستشفيات بمئات الجرحى منذ الزلزال الذي بلغت شدته 6,2 درجة وضرب المنطقة فجر الجمعة، وفق تقرير فرانس برس يوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021. وقد أثار حالة من الذعر بين سكان غرب الجزيرة التي دمرها في 2018 زلزال قوي جدا أعقبه تسونامي مدمر أسفر عن سقوط 4300 قتيل.
انتشال عشرات الجثث في إندونيسيا
التقرير أشار إلى أنه في خلال اليومين الماضيين تم انتشال عشرات الجثث من تحت أنقاض مبانٍ منهارة في ماموجو كبرى مدن المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 110 آلاف نسمة ودمر فيها مستشفى ومركزاً للتسوق.
في المقابل فقد عُثر على ضحايا آخرين في الجنوب، حيث شعر السكان بهزة ارتدادية قوية صباح السبت. وأحصت السلطات حتى الآن مقتل 81 شخصاً، علماً بأن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وفي لقطات من الجو يظهر العديد من المباني المدمرة في المدينة الواقعة على مضيق ماكاسارين بما في ذلك مكتب حاكم مقاطعة غرب سولاويسي.
في حين لم يعرَف عدد الجثث التي ما زالت تحت الأنقاض أو ما إذا كان هناك ناجون لا يزالون عالقين، بينما لم تعلن السلطات أي أرقام عن عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم.
في سياق متصل فقد لجأ آلاف الأشخاص الذين فقدوا منازلهم إلى ملاجئ مؤقتة أقيمت على عجل وهي بشكل عام خيام من قماش القنب، بينما تؤدي الأمطار الموسمية إلى تفاقم أوضاعهم.
نقص الطعام والبطانيات في المدينة
من ناحية اخرى يؤكد كثيرون أنهم يعانون من نقص الطعام والبطانيات. وتم إرسال مواد غذائية ومعدات طوارئ إلى الجزيرة بطائرات وقوارب، بينما أرسلت البحرية سفينة طبية لتزويد المستشفيات التي ما زالت تعمل، وباتت في وضع يفوق طاقتها مع تدفق الجرحى.
بينما فقد آلاف الأشخاص منازلهم، لا يريد آخرون العودة إلى ديارهم خوفاً من هزات ارتدادية أو تسونامي كما حدث في 2018. وقال عبدالوهاب أحد سكان ماموجو وقد لجأ إلى خيمة مع زوجته وأبنائه الأربعة وأحدهم طفل رضيع "من الأفضل البقاء في مأوى خوفاً من حدوث الأسوأ".
كما عبر عن أمله في أن "ترسل لنا الحكومة بسرعة مساعدات ومواد غذائية وأدوية وحليباً للأطفال".
وخوفاً من مخاطر تفشي وباء كوفيد-19 في المخيمات المكتظة، أعلنت السلطات أنها ستحاول تشكيل مجموعات من الأشخاص حسب درجات المخاطر.
الوضع ملحٌّ للغاية في إندونيسيا
من جانبها قالت منظمة "بروجيكت هوب" غير الحكومية إن "الوضع في إندونيسيا ملح.. وكوفيد -19 يؤدي إلى تعقيد معالجته".
حيث حدد مركز الزلزال الذي بلغت شدته 6,2 درجة على مقياس ريختر على بعد 36 كلم جنوب ماموجو وعلى عمق ضئيل نسبياً يبلغ 18 كلم.
من ناحية أخرى أدت انهيارات أرضية أعقبت الزلزال وأمطار غزيرة إلى قطع أحد الطرق الرئيسية في المنطقة. وأصيب المطار وفندق بأضرار، بينما ما زال جزء من المدينة بدون كهرباء.
لكن هذا الزلزال ليس الكارثة الطبيعية الوحيدة التي تضرب الأرخبيل حالياً.
ففي الشطر الإندونيسي من جزيرة بورنيو المجاورة لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم وفقد عشرات آخرون في فيضانات، حسب وسائل إعلام. كما أدت فيضانات إلى سقوط خمسة قتلى في مانادو في أقصى شمال سولاويسي.
وفي إقليم جاوه الغربي لقي 28 شخصاً على الأقل حتفهم نتيجة هطول أمطار.
لكن في الطرف الآخر من الجزيرة نفسها، ثار بركان سيميرو مساء السبت مطلقاً عموداً من الدخان والغبار على ارتفاع 4500 متر، فيما تدفقت الحمم المتوهجة على جوانبه. ولم تشِر أي معلومات إلى إصابات في هذا الانفجار.
يذكر أن الأرخبيل الإندونيسي يقع على "حلقة النار" في المحيط الهادئ وهي منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع، يتعرض باستمرار للزلازل والانفجارات البركانية.