روسيا تعتقل المعارض الشهير نافالني.. غيَّرت مسار طائرته القادمة من ألمانيا لموسكو وأوقفت مؤيديه في المطار

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/17 الساعة 20:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/17 الساعة 22:43 بتوقيت غرينتش
الشرطة الروسية تعتقل الزعيم الروسي المعارض أليكسي نافالني/ رويترز

ذكر شاهد من "رويترز" أن الشرطة الروسية اعتقلت المعارض أليكسي نافالني عند منطقة فحص الجوازات في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021 لدى عودته من ألمانيا إلى روسيا للمرة الأولى منذ تسممه الصيف الماضي.

حيث ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أن سلطة السجون الروسية أكدت قيام الضباط باحتجاز نافالني المنتقد البارز للرئيس فلاديمير بوتين.

وصول نافالني إلى موسكو 

كان المعارض الروسي أليكسي نافالني وصل إلى موسكو مساء الأحد بعدما تم في اللحظة الأخيرة تحويل مسار الطائرة التي أقلته من برلين إلى مطار آخر في موازاة توقيف غالبية حلفائه.

وقد  كان مقرراً أن تهبط في مطار فنوكوفو في موسكو، حطت الطائرة التي تقل نافالني في مطار شيريميتييفو في الساعة 20,12 (17,12 ت غ) بعد نحو ثلاث ساعات من إقلاعها من برلين، وفق صحافيين في فرانس برس على متن الطائرة.

الشرطة الروسية تعتقل الزعيم الروسي المعارض أليكسي نافالني/ رويترز

وفي وقت سابق، قال نافالني في برلين أثناء صعوده إلى الطائرة "أنا واثق بأن الأمور ستسير على ما يرام. هل سيتم توقيفي؟ هذا مستحيل، أنا بريء". وأضاف "كان الأمر جيداً في ألمانيا، لكن العودة إلى الوطن تبقى أفضل".

اعتقال غالبية مؤيدي المعارض الروسي

يذكر أنه وفي مطار فنوكوفو في موسكو، حيث كان متوقعاً وصول المعارض، عمدت الشرطة إلى توقيف غالبية حلفائه الذين حضروا لاستقباله، وبينهم ليوبوف سوبول المعارض الروسي المعروف الذي اعتُقِل قبل بضعة أسابيع.

كما لوحظ انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب التي فرقت في شكل تدريجي نحو مئتين من أنصار نافالني كانوا حضروا لاستقباله، وفق صحافيي فرانس برس.

فيما كتب إيفان دغانوف القريب من نافالني على تويتر أن حلفاء المعارض متهمون بـ"عصيان" الشرطة.

من جانبها ذكرت منظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة أن 37 شخصاً اعتُقِلوا الأحد في موسكو قبل وصول نافالني.

نافالني يعلِّق على عودته لروسيا 

من ناحية أخرى علَّق نافالني من مطار برلين "على عادتها، ما يميز السلطات الروسية هو خوفها"، مبدياً "سروره الكبير" بالعودة ومؤكداً أنه "ليس ما يخشاه في روسيا".

ومنذ أن أعلن خصم الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء نيته العودة إلى البلاد، حذرته مصلحة السجون الروسية مؤكدة أنها ستكون "ملزمة" باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر في 2014.

فيما يقيم المعارض في ألمانيا منذ أواخر أغسطس/آب بعدما أصيب بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نُقل إلى برلين في غيبوبة بعد ضغط مقربين منه.

وخرج نافالني من المستشفى في أوائل سبتمبر/أيلول وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سُمِّم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفييتية من أجل أغراض عسكرية. وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رغم نفي موسكو المتكرر.

روسيا تهاجم المعارض نافالني

 من جانبها قالت سلطات السجون الروسية إن نافالني لم يحترم حين كان في ألمانيا شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صدر بحقه عام 2014 والذي يلزمه بالتوجه مرتين في الشهر على الأقل إلى إدارة السجون.

يذكر أنه وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2020، فُتح في حق نافالني تحقيق بتهمة حصول "احتيال واسع النطاق". وأشارت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاق نافالني مبلغ 356 مليون روبل (3,9 مليون يورو حسب سعر الصرف الحالي) لأغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات "عدة"، خصوصاً جمعيات تكافح الفساد أو معنية بحماية حقوق الإنسان "يديرها نافالني".

نافالني ممنوع من الترشح للبرلمان 

كما أنه لا يزال نافالني الذي تتجاهله وسائل الإعلام الروسية وغير الممثل في البرلمان ولا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، أبرز أصوات المعارضة، حسب تقرير فرانس برس يوم الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021 ويعود ذلك بشكل أساسي إلى قناته على موقع يوتيوب التي يتابعها 4,8 مليون شخص ومنظمته الخاصة بمكافحة الفساد.

في المقابل ورغم تعرض نافالني مراراً لملاحقات قضائية والحكم عليه بالسجن لفترات قصيرة، نجح هذا وهو الناشط في مجال مكافحة الفساد بتنظيم العديد من التظاهرات التي جرت متابعتها عن كثب، فيما تسببت استراتيجياته الانتخابية بخسارات محرجة عدة للسلطة في استحقاقات محلية.

لكن تبقى شهرته محدودةً خارج المدن الكبرى. وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" المستقل، أيدت نسبة 20% فقط من الروس تحرك نافالني في حين رفضه 50%، أما الباقون فإما لم يسمعوا قط بالمعارض وإما رفضوا الإدلاء بآرائهم.


الشرطة الروسية تعتقل الزعيم الروسي المعارض أليكسي نافالني/ رويترز
تحميل المزيد