ذكر موقع Al-Monitor الأمريكي أن القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح والمقيم في الإمارات، محمد دحلان، أشرف على وصول قافلة مساعدات طبية إماراتية إلى قطاع غزة، وأشار الموقع إلى أن خطوة دحلان تأتي في إطار تعزيز شعبيته في الانتخابات ونكاية في الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
الموقع ذكر في تقرير نشره، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، أن مصنعاً لإنتاج الأوكسجين السائل، المُستخدم في الحالات الخطرة من مشاكل التنفس بسبب فيروس كورونا، وصل إلى قطاع غزة في 10 يناير/كانون الثاني عبر معبر رفح.
كما أوضح أن هذا المصنع لإنتاج الأوكسجين، وهو الأكبر في غزة، يأتي ضمن قافلة طبية إماراتية مقدمة لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.
مساعدات طبية إماراتية في غزة بتنسيق من دحلان
حسب ما ذكره الموقع فقد وصلت القافلة إلى غزة بفضل جهود التيار الديمقراطي الإصلاحي، وعلى رأسه محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح والمقيم في الإمارات. وهو المنافس السياسي الأبرز للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
يتزامن وصول القافلة إلى غزة مع إعلان عباس قرارات رئاسية تحدد تواريخ الانتخابات الفلسطينية العامة خلال شهر مايو/أيار المقبل. ويبدو أن المساعدات تأتي ضمن جهودٍ من محمد دحلان لتعزيز شعبيته في الانتخابات.
شملت القافلة الإماراتية مساعدات طبية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، من بينها 30 جهاز تنفس صناعي، و2000 مسحة اختبار، و12 ألف معطفٍ طبي، و10 أسطوانات أوكسجين.
أشار أشرف جمعة، أحد قادة التيار الإصلاحي، إلى أن محمد دحلان في محادثات مع مسؤولين إماراتيين لتوفير لقاحات فيروس كورونا وتقديمها مجاناً لقطاع غزة قريباً.
بعد رفض السلطة الفلسطينية مساعدات أبوظبي
في 21 مايو/أيار 2020، رفضت السلطة الفلسطينية شحنة مساعدات طبية لمواجهة فيروس كورونا أرسلتها الإمارات إلى الضفة الغربية عبر إسرائيل، بسبب محاولات الإمارات حينها تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي 13 أغسطس/آب، أُعلن التطبيع بين البلدين رسمياً.
إذ قال محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، لموقع المونيتور إن الإمارات تستغل جائحة كورونا فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، أهمها تهدئة الغضب الفلسطيني من اتفاقية تطبيع الإمارات مع إسرائيل لتلميع صورة دحلان في أعين الفلسطينيين.
بينما قال موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسي بحركة حماس، لموقع المونيتور إنه تفاجأ بأن السلطة الفلسطينية لم تقبل المساعدات الطبية بسبب التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
كما أضاف: "السلطة الفلسطينية تنسق أمنياً مع إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية، ثم ترفض المساعدات من الإمارات لأنها طبعت العلاقات مع إسرائيل. هذا تناقض غريب".
محاولة دحلان زيادة شعبيته قبل الانتخابات
من جهته، قال طلال عقال، الصحفي بجريدة الأيام الفلسطينية، لموقع المونيتور إن قافلة المساعدات الأخيرة والانتخابات العامة الوشيكة في فلسطين مرتبطتان ببعضهما. "الإمارات تريد زيادة شعبية محمد دحلان في الدوائر الفلسطينية وترشيحه بدلاً من عباس، الذي فشل في تحقيق أي تقدم في عملية السلام".
أشار عقال إلى أن محمد دحلان المدعوم من الإمارات يحظى بموافقة الولايات المتحدة ودول عربية أخرى من بينها مصر.
فيما قال أحمد عواد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في أبو ديس: "محمد دحلان سيبذل كل جهدٍ ممكن للترشح في الانتخابات القادمة، لأنها أمله الوحيد للعودة إلى الساحة السياسية الفلسطينية. لكن دحلان لا يحظى بشعبية واسعة بين الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية. وهو مطلوب بأمر القضاء الفلسطيني. أظن أن عودته لن تكون سهلة".
أول انتخابات منذ 10 سنوات
إذ أعلنت السلطة الفلسطينية، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني، أنها ستجري أول انتخابات على المستوى الوطني منذ أكثر من 10 سنوات، في محاولةٍ هي الأحدث لإنهاء سنوات من الصراع بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس، ومنافِستها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
حيث أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مرسوماً حدد فيه مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.
وفقاً للمرسوم، سيتم إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو/أيار 2021، والرئاسية 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير) 31 أغسطس/آب من العام الجاري.
مرسوم الرئيس الفلسطيني وجّه لجنة الانتخابات، وأجهزة الدولة كافة، بالبدء بإطلاق حملة انتخابية ديمقراطية في جميع محافظات فلسطين، في إشارة إلى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
في أول رد فعل لها، أعلنت حركة حماس، في بيان، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، ترحيبها بإعلان الرئيس محمود عباس عن تحديد مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية، قائلة: "عملنا طوال الأشهر الماضية، على تذليل كل العقبات للوصول إلى هذا اليوم".