اختار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني الاستمرار على نهج المستشارة أنجيلا ميركل، بعد اختياره آرمين لاشيت المرشح المؤيد لسياساتها، في انتخابات عقدت السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021، لاختيار خلف لها بعد أكثر من 15 عاماً قضتها "المرأة الحديدية" في الحكم.
ففي انتخابات حاسمة لمستقبل ألمانيا، شارك مندوبو الحزب البالغ عددهم 1001 شخص، في اختيار خليفة لميركل، بين المعتدل أرمين لاشيت، وفريدريخ ميرتس الذي يؤيد قطيعة مع عهد ميركل الوسطي، أو نوربرت روتغن المستجد على الساحة.
ميركل فضلت المرشح الفائز
في الوقت الذي لم تكن فيه نتائج الانتخابات مضمونة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد فاز أرمين لاشيت (59 عاماً) الصحافي المعتدل السابق يسير على خطى المستشارة الألمانية بالانتخابات.
في كلمة أذيعت مساء الجمعة بافتتاح المؤتمر، ألمحت ميركل إلى أنها تفضل "الفريق" الذي يشكله لاشيت مع وزير الصحة ينس شبان.
بحسب الوكالة، فقد استطاع لاشيت جذب الناخبين الوسطيين، وقد يتمكن من بناء تحالف محتمل مع حزب الخضر ثاني أكبر قوة في البلاد، لضمان استمرار سيطرة الحزب الحاكم على الحكومة.
المرشحون المنافسون
أما فريديرخ ميرتس، العدو اللدود للمستشارة منذ عزلته من رئاسة الكتلة المحافظة في مجلس النواب (بوندستاغ) في 2002، فكان يحلم بالانتقام وإن حاول تقليل أهمية الخلافات معها في الفترة الأخيرة، بحسب الوكالة.
حيث يجمع رجل الأعمال الذي هُزم بفارق طفيف أمام كرامب كارينباور في 2018 بين الليبرالية الاقتصادية والمواقف المتشددة بشأن الهجرة ومن المرجح أن يجذب الناخبين الذين يغريهم اليمين المتطرف.
يشار إلى أنه كان يتصدر استطلاعات الرأي بين أنصار الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ولكنه كان يواجه لأن تصريحاته استفزازية، وكذلك وظيفته التي يتلقى مقابلها أجراً كبيراً في شركة بلاكروك لإدارة الأصول كانت تضر بصورته.
فيما اعتبر المرشح الثالث روتغن (55 عاماً) نفسه لا ينتمي إلى أي "معسكر"، وهو خبير في العلاقات الدولية.
وهو مثل ميرتس يشعر بخيبة أمل من ميركل التي أطاحت به بقوة في 2012 من الحكومة بعد هزيمة انتخابية.
الترشح للانتخابات البرلمانية
بمعزل عن الفائز في هذه الانتخابات الداخلية، فلن تحل مسألة الترشح لمنصب المستشارية قبل الربيع، حيث يرى أقل من 30% من الألمان أن هؤلاء المرشحين الثلاثة سيكونون مستشارين جيدين، حسب استطلاع للرأي لمحطة "تسي دي إف". وهم يأتون وبفارق كبير بعد الزعيم البافاري ماركوس سودر الذي يلقى تأييد 54% من الألمان.
وسودر الذي أصبح زعيم الحزب الشقيق الاتحاد الاجتماعي المسيحي من الشخصيات المفضلة لدى الألمان بدعوته إلى فرض قيود صارمة في مواجهة الوباء.
ورغم إنكاره ذلك، يحلم الرجل الذي نجح في إنجاز إعادة تموضع سياسي في العامين الماضيين، بدعوته من قبل الاتحاد الديمقراطي المسيحي ليتولى زمام المبادرة بعد سلسلة من الانتخابات المحلية في منتصف آذار/مارس. وقد يصبح بذلك أول مستشار يأتي من الاتحاد الاجتماعي المسيحي.