أعلن مؤسس تطبيق "تليغرام"، بافل دوروف، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، تزايد أعداد المستخدمين بشكل ملحوظ مؤخراً في تطبيقه، واصفاً تلك الزيادة بأنها "أكبر هجرة رقمية في تاريخ البشرية".
حيث قال دوروف، في مدونته الشخصية، إن "ارتفاع شعبية تليغرام أدى إلى ظهور قنوات لزعيمَي بلدين آخرين على التطبيق هما: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، حيث انضم هذان الزعيمان لقائمة طويلة من السياسيين، منهم رؤساء المكسيك وفرنسا وأوكرانيا وأوزبكستان وتايوان؛ ووزراء من سنغافورة وإثيوبيا وإسرائيل".
وبذلك أصبح تسعة رؤساء دول يمتلكون حسابات على منصة "تيلغرام".
دوروف عبّر عن سعادته بما وصفه بتزايد الإقبال الواسع على تطبيقه، قائلاً: "هذا شرف لنا أن القادة السياسيين والمنظمات العامة تعتمد على تليغرام لمحاربة المعلومات المضللة، ولنشر معلومات حول القضايا المهمة في المجتمعات".
كما أن دوروف وصف تطبيقه بأنه "الطريقة الوحيدة الموثوقة بالنسبة لقادة المجتمعات ليتواصلوا مع جمهورهم؛ لكون التطبيق لا يستخدم خوارزميات مبهمة لإظهار المحتوى للمشتركين فيه"، مؤكداً أن "قنوات تليغرام تستعيد الشفافية والنزاهة في الاتصالات العامة بين شخص وآخر".
كان نحو 25 مليون مستخدم جديد قد انضموا إلى "تليغرام" خلال 3 أيام فقط، وهذه الزيادة تعتبر كبيرة جداً مقارنة بالزيادة التي حصلت العام الماضي، بعدما انضم نحو مليون ونصف المليون مستخدم إلى التطبيق في اليوم، وذلك طبقاً لما أعلنه دوروف يوم 12 يناير/كانون الثاني 2021.
"رقصة الموت" الشهيرة
أرجع البعض الارتفاع المفاجئ في شعبية "تليغرام" إلى سياسة الخصوصية الجديدة التي أعلن عنها القائمون على تطبيق "واتساب" والتي أثارت حفيظة البعض.
كان تطبيق "تليغرام"، الذي أسسه أخوان من روسيا، هما نيكولاي وبافل دوروف، قد نشر يوم الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، مقطع فيديو ساخراً من منافسه في المجال نفسه "واتساب"، وذلك بسبب شروطه الجديدة المرتبطة بالخصوصية، والتي تهدِّد ملايين من مستعمليه عبر العالم من عدم الاستفادة من خدماته، في حال لم يشاركوا بياناتهم مع "فيسبوك".
فقد عمدت منصة "تليغرام" إلى نشر مقطع فيديو لرقصة الموت الشهيرة، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ووضع مكان التابوت صورة لـ"واتساب"، في تلميح إلى إمكانية "موت" هذا التطبيق، بسبب هذه الشروط التي فرضها.
إذ وضع تطبيق واتساب مجموعة من شروط الخصوصية أمام الملايين من مستخدميه عبر العالم، يفرض عليهم الموافقة عليها إلى غاية الثامن من شهر فبراير/شباط 2021 المقبل، وإلا فإنهم سيُمنعون بشكل كامل، من الاستفادة منه.
فهذا التطبيق الذي يستعمله أكثر من ملياري شخص عبر العالم، فرض على مستعمليه مجموعة من الشروط الجديدة، ويتعلق الأمر بالاندماج بشكل أفضل مع مجموعة منتجات فيسبوك الأخرى، ومنح مساحة للتفاعل مع الأنشطة التجارية بشكل أفضل، وجمع البيانات المالية الخاصة بالمستخدمين.
هذه التعديلات الجديدة دفعت العديد من المتابعين إلى اعتقاد أنها ستتبعها موجة "هجرة كبيرة" إلى تطبيقات أخرى للتواصل الاجتماعي، من بينها "تليغرام".
جدير بالذكر أن "تليغرام" أصبح ثاني أكثر التطبيقات تنزيلاً في أمريكا يوم الأحد 9 يناير/كانون الثاني 2021، حيث بحث المستخدمون عن ملاذ جديد عبر الإنترنت بعد إغلاق حسابَي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على "فيسبوك" و"تويتر"، مع قيام شركات التكنولوجيا بقطع بارلير Parler، وهي شبكة تواصل اجتماعي وقع إطلاقها في 2018 كبديل لـ"تويتر"، تُستخدم بشكل أساسي من قِبل أشخاص مرتبطين بترامب والسياسة اليمينية.
يشار أيضاً إلى أن تطبيق سيغنال (Signal) للمراسلة تصدَّر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري "آبل ستور" و"جوجل بلاي" في بلدان عدة حول العالم، منذ إعلان منافسه "واتساب"، الأسبوع الماضي، عزمه على تشارُك مزيد من البيانات مع الشبكة الأمّ "فيسبوك".