اعتبر مؤسّس "تويتر" ورئيسه جاك دورسي، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021، أنّ قرار الموقع فرض حظر على الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان "الخيار الصحيح" لكنّه مع ذلك يشكّل "إخفاقاً" ويرسي "سابقة خطيرة" بشأن مقدار السلطات التي تتمتّع بها كبريات شركات الإنترنت.
تصريحات دورسي جاءت في سلسلة تغريدات تناول فيها قرار تويتر منع ترامب من استخدام المنصّة إلى أجل غير مسمّى، وتأتي بالتزامن أيضاً مع قيام فيسبوك ويوتيوب أيضاً بحظر حسابات الرئيس الأمريكي، ومنعه من نشر أي محتوى.
تويتر يبرر قراره
اعترف دورسي بأنّ قرار تويتر بتعليق حساب ترامب بشكل دائم يمثّل "إخفاقاً من جانبنا في الترويج لمحادثة صحّية"، مضيفاً أن فرض حظر على الملياردير الجمهوري الذي كان لديه أكثر من 88 مليون متابع على حسابه في تويتر "يرسي سابقة تبدو لي خطرة: القوة التي يتمتع بها فرد أو شركة على جزء من المحادثة العامة".
يذكر أن قرار تويتر تعليق حساب ترامب بشكل دائم جاء بعد يومين من اقتحام حشد من أنصار الرئيس الجمهوري الكابيتول في أعمال شغب أوقعت خمسة قتلى وألحقت خراباً بالمبنى وصدمت الولايات المتحدة وأضرّت بسمعتها في العالم.
كما أوضح الموقع في معرض تبريره قرار تعليق حساب ترامب، أنّه "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة على حساب ترامب وللسياق الحاليّ (…) علّقنا الحساب نهائياً بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف" من جانب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته.
لكن مع أكثر من 88 مليون متابع، كان تويتر المنصة المفضلة لترامب للقيام باعلانات سياسية أو مهاجمة وسائل إعلام أو إهانة خصومه بشكل يومي.
قرار تويتر يثير ردود فعل متباينة
كان لقرار تويتر صدى على مستويات مختلفة، حيث أثار القرار ردود فعل سياسية متباينة في الولايات المتحدة وخارجها.
فمن جانبها اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن إغلاق العديد من شبكات التواصل الاجتماعي وبينها تويتر حسابات ترامب "يطرح إشكالية" لأن هذه المنصات لديها "مسؤولية كبيرة جداً ويجب ألا تبقى بدون تحرك" في مواجهة محتوى يتضمن حقداً أو عنفاً، في حين أنّ "حرية التعبير هي حق جوهري له أهمية أساسية".
أما وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير فقد رأى أنّ "تنظيم العمالقة الرقميين لا يمكن أن تقوم به الأوليغارشية الرقمية نفسها".
لكن مؤسس تويتر اعتبر أنّ توازن القوى محترم طالما أنّه "بإمكان الناس أن يذهبوا بكل بساطة إلى خدمة أخرى إذا كانت قواعدنا وطريقة تطبيقنا لهذه القواعد لا تناسبهم".
لكنّه اعترف بأنّ "هذا المفهوم وُضع على المحكّ الأسبوع الماضي عندما قرّر عدد من مزوّدي أدوات الإنترنت الأساسيين عدم استضافة ما يعتبرونه خطيراً".
وأضاف مؤسّس تويتر "لا أعتقد أنّ هذا الأمر كان منسّقاً. الأكثر ترجيحاً هو أنّ الشركات توصّلت إلى استنتاجاتها الخاصة أو شجّعتها عليها تصرّفات الآخرين".
يذكر أن ترامب حاول الالتفاف على قرار تويتر بتعليق حسابه، فقام بالتغريد مستخدماً الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة @بوتوس (بوتوس هي الأحرف الأولى بالإنجليزية لعبارة رئيس الولايات المتحدة)، لكنّ المنصّة سارعت إلى حذف تغريداته.