بدأ عناصر الحرس الوطني المنتشرون في شوارع واشنطن، القيام بدوريات مسلحة في ساعة متأخرة الثلاثاء، 12 يناير/كانون الثاني 2021، في تحول كبير بالاستعدادات الأمنية المُتخذة، قبيل تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، والتي أثارتها مخاوف من قيام أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بأعمال عنف.
استعداد لتأمين تنصيب بايدن
كانت قد تمت تعبئة الجنود أساساً لتقديم الدعم اللوجستي في الغالب لشرطة واشنطن، وأمس الإثنين قال الجنرال دانيال هوكانسون، مسؤول مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه لم يُسمح لهم بعد بحمل أسلحة.
لكن وكالة الأنباء الفرنسية أكدت من خلال مصورها أن عناصر الحرس الوطني بدأوا يحملون الأسلحة، كما ذكرت صحيفة New York Times أنه سُمح للجنود المكلفين بحراسة مجمع الكابيتول، أمس الثلاثاء، بحمل أسلحة.
هوكانسون أشار إلى أن تفويض عناصر الحرس الوطني للانتشار في مهمة لتطبيق القانون، ويسمح خلالها بحمل السلاح مع صلاحية القيام بتوقيفات، سيكون "الخيار الأخير" إذا خرج الوضع عن السيطرة.
لم يتضح بعد ما الذي تغير مساء أمس الثلاثاء، كما لم يصدر تعليق عن الحرس الوطني في المدينة.
إلا أن خبراء في مجال الأمن، أكدوا ازدياد المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، بين متطرفين ومناصرين للرئيس ترامب، بشأن القيام بمسيرات مسلحة والتهديد بأعمال عنف في العاصمة الأمريكية ومدن أخرى قبل أو أثناء تنصيب بايدن.
تأتي هذه المخاوف، بعدما اقتحم أنصار للرئيس ترامب الكونغرس يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، خلال المصادقة على فوز بايدن، وارتكبوا أعمال عنف أودت بحياة 5 أشخاص، في حادثة هزّت الولايات المتحدة والعالم بأسره.
السلطات الأمريكية قلقة
وتخشى السلطات الأمريكية من تكرار أعمال العنف، أو حدوث أي سيناريو كارثي غير متوقع يوم تنصيب بايدن، ولذلك أعلن البنتاغون أنه سيحشد ما يصل إلى 15 ألف عنصر من الحرس الوطني لمراسم التنصيب المقررة يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2021.
من جانبه، يستنفر جهاز الخدمة السرية ووكالة إنفاذ القانون في أمريكا لتأمين يوم التنصيب، وتخشى هذه الأجهزة من هجوم عنيف مُحتمل يوم التنصيب، بحسب ما ذكرته صحيفة Washington Post، اليوم الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021.
الصحيفة أشارت إلى أن جهاز الخدمة السرية سيتولى الأربعاء قيادة الاستعدادات الأمنية، لتأمين مبنى الكابيتول، ومبانٍ فيدرالية أخرى، مدعومة بـ 15 جندياً من الحرس الوطني، وآلاف من عناصر الشرطة والضباط، فضلاً عن استخدام السياج.
الصحيفة نقلت أيضاً عن مسؤولين في الخدمة السرية والأمن القومي، أن مستوى القلق الذي يواجهونه لا يشبه أي شيء واجهوه خلال عملهم.
3 سيناريوهات خطيرة
وتخشى السلطات من سيناريوهات كارثية، من بينها قيام مجموعات مسلحة بتطويق البيت الأبيض، أو مبنى الكونغرس "الكابيتول"، أو مكان تنصيب بايدن، فضلاً عن احتمال قيام مسلحين في مهاجمة أهداف غير محصنة بشكل كافٍ في العاصمة واشنطن.
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن قيادات جديدة في شرطة الكابيتول أخبرت أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونغرس بأنهم كانوا يراقبون عن كثب ثلاثة مخططات منفصلة قد تشكل تهديدات خطيرة لأعضاء الكونغرس، بينما تستعد واشنطن لتنصيب بايدن.
المخطط الأول: هي مظاهرة وُصفت بأنها "أكبر احتجاج مسلح على الإطلاق يحدث على الأراضي الأمريكية".
المخطط الثاني: هي مظاهرة تكريماً لآشلي بابيت، المرأة التي قُتلت أثناء محاولتها التسلق في مبنى الكابيتول والدخول إلى ردهة مجلس النواب، خلال حصار الكابيتول المؤيد لترامب يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني.
أما المخطط الثالث "الكارثي" قال عنه أعضاء في الكونغرس إنه كان إلى حد بعيد المؤامرة الأكثر إثارة للقلق، فهو أن يقوم مسلحون بتطويق الكابيتول والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ثم منع الأعضاء الديمقراطيين من دخول مبنى البرلمان، بل ربما قتلهم، حتى يتمكن الجمهوريون من السيطرة على الحكومة.
وقال النائب الديمقراطي جيم هيمز في تصريح نقلته الصحيفة الأمريكية، إن "التهديدات حقيقية، لكنها لن تمنع من انتقال السلطة".
أيضاً من بين الإجراءات الأمنية الجديدة، مرور أعضاء الكونغرس على جهاز الكشف عن المعادن قبل تنصيب الرئيس، وقال أحد الأعضاء في المكالمة مع موقع HuffPost إن هناك "إدراكاً واسعاً" بأن شرطة الكابيتول بحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات ضد "كل هؤلاء الأعضاء الذين كانوا متواطئين مع المتمردين الذين يودون حمل أسلحتهم".
يُشار إلى أن هذه الاستعدادات تأتي بينما يستعد مجلس النواب الأمريكي إلى البدء للمرة الثانية في إجراءات محاكمة ترامب، الذي يواجه اتهامات من الديمقراطيين بالمسؤولية عن اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول، وهو الأمر الذي أزعج الرئيس وأنصاره.