بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته قيمة العملات الرقمية مثل بيتكوين ووصولها إلى أرقام قياسية، لجأ الكثيرون إلى استثمار أموالهم في العملات الرقمية، لكن الخبر السيئ جاء من هيئة تنظيمية في بريطانيا، والتي حذرت الذين يستثمرون أموالهم، بأن عليهم الاستعداد لخسارة كل أموالهم، وفق ما ذكرته مجلة Newsweek البريطانية الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ ارتفع سعر العملة المشفرة من 10 آلاف و500 دولار في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى حوالي 14 ألف دولار في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم قفز إلى أكثر من 34 ألف دولار يوم الأحد 3 يناير/كانون الثاني، قبل أن يكسر حاجز 40 ألف دولار مساء الخميس الماضي.
تحذير من انهيار عملة بيتكوين
فقد أصدرت هيئة السلوك المالي (FCA) في بريطانيا التحذير بعد ارتفاع كبير في الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية، وبعد الانخفاض الحاد المشهود خلال عطلة نهاية الأسبوع.
جاء في بيان هيئة السلوك المالي الصادر اليوم الإثنين 11 يناير/كانون الثاني: "الاستثمار في العملات المشفرة، أو الاستثمارات وعمليات الإقراض المرتبطة بها، تتضمن في العموم تَحَمُّل مخاطر عالية للغاية بالنسبة لأموال المستثمرين. إذا استثمر المستهلكون في هذا النوع من المنتجات، فيجب عليهم الاستعداد لخسارة كل أموالهم".
لكن أحد المحليين في لندن قال إن الأساسيات التي تعتمد عليها عملة بيتكوين تبقى قوية، وإن المستثمرين المؤسسين يواصلون الاحتفاظ بالعملة المشفرة.
لكن هناك من يقلل من المخاطر
فقد قال جايسون دين، المحلل في شركة الخدمات التحليلية Quantum Economic المستقرة في لندن، في تصريح لمجلة Newsweek: "التصويبات ينظر إليها على نطاق واسع على أنها جزءٌ صحيٌّ من السوق الصاعدة، مما يسمح للتجار بتجميع صفوفهم والتقاط الأنفاس قبل الشروع في جولة جديدة من اكتشاف الأسعار، وهو أشبه بمتسلق جبال يستريح قبل التعامل مع الحلقة التالية من الصعود".
أوضح أن التراجع الأخير في الأسعار يؤكد على الانفصال بين تجار التجزئة والمستثمرين المؤسسين.
تابع دين: "مثلما يوجد الأشخاص الذين يجنون الأرباح والذين يستغلون الفرصة كي يبيعوا من أجل معاودة الشراء بأسعار رخيصة لاحقاً، ينجذب الضعفاء والمتذبذبون للبيع في مثل هذه المواقف مثل الأشخاص الذين لا يستوعبون هذه الأصول استيعاباً كاملاً. ومع ذلك، سيكون هناك عدد هائل يستخدمون هذا التراجع لجمع مزيد من عملات بيتكوين لتظل في حوزتهم في المستقبل".
لكن ما الذي يخيف المستثمرين؟
فيما قالت الهيئة التنظيمية البريطانية إن الأفراد قد لا يستطيعون الحصول على المال من وراء العملات المشفرة، وهو ما يدمر المبرر وراء الاستثمار فيها.
إذ حذرت هيئة السلوك المالي قائلة: "ليس هناك ضمان بأن أصول العملات المشفرة يمكن تحويلها إلى أموال نقدية. يعتمد تحويل أصول العملات المشفرة إلى أموال على الطلب والعرض الموجود في السوق".
في الأسبوع الماضي، قال مصرف جي بي مورغان تشيس إن بيتكوين قد يصل سعرها إلى 146 ألف دولار. وقد وصلت أسعار العملة مؤخراً إلى حوالي 31 ألف دولار، محققة انخفاضاً بنسبة 26% بعد أن وصلت قبل ذلك إلى ما يقرب من 42 ألف دولار.
لكن مصرف بنك أوف أمريكا حذر من أن عملة بيتكوين قد تكون "أم كل الفقاعات"، وقارنها بفقاعة الإنترنت التي حدثت في أواخر تسعينيات القرن الماضي وكذلك الفقاعة الإسكانية في الولايات المتحدة التي حدثت قبل حوالي 12 عاماً في أعقاب انهيار سوق الرهن العقاري.
تحذيرات من "جريمة جنائية"
كانت هيئة السلوك المالي البريطانية قد حذرت مؤخراً من بيع مشتقات العملات الرقمية إلى مستثمري التجزئة، وقالت إن الشركات غير المسجلة التي تطرح هذا الاستثمار ستكون قد ارتكبت "جريمة جنائية".
في المقابل قال دين إننا لم نشهد شيئاً مثل العملات الرقمية من قبل "ولذا ليس هناك كتاب قواعد أو سابقة كي نقيس عليها". وجادل بأن جميع العملات تتعرض لتقلبات الأسعار، وليس فقط بيتكوين.
وأضاف: "يعد الجنيه الإسترليني والدولار عملتين تقليديتين راسختين، وبينما تختلف قيمة كل منهما أحياناً بدرجة كبيرة، فإن هذا الاختلاف يحدث على مدى فترات طويلة وبزيادات أصغر. دعونا لا نغفل عن أن كلتا العملتين عرضة كذلك لتجارة المضاربة".
وسلّط دين الضوء على أن عملة بيتكوين عمرها 12 عاماً فقط، أي أنها صغيرة للغاية بالنسبة لكونها عملة، وأن "تحركات الأسعار هذه ستكون أمراً حتمياً" إلى أن تصل لمرحلة النضج.