ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المحظور من منصات التواصل الاجتماعي والمحروم من مساعدة بعض مستشاريه، بسبب تحريض مؤيديه لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، يستعد مع دائرة آخذة في التضاؤل من مستشاريه، لمواجهة أسبوع مليء بالتحديات هو الأخير له في المنصب، وذلك حسبما أوضح أشخاص مطلعون.
حسب تقرير للوكالة نفسها، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، نقلاً عن المصادر نفسها، فإن ترامب يثق بأن نائبه مايك بنس وأعضاء حكومته لن يحاولوا عزله بموجب التعديل الـ25 في الدستور الأمريكي، وذلك في الوقت الذي لم يتبادل فيه ترامب وبنس أي حوار منذ الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، فيما تصاعدت تحذيرات من "ثورة" لأنصاره المتشددين في حال قرر الكونغرس عزله.
أسبوع حاسم
في السياق نفسه، قال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوكلاهوما، جيمس إينهوفي، خلال حديثه مع صحيفة Tulsa World، إنه لم "يسبق أن رأى بنس بهذا القدر من الغضب"، بعد أن انتقده ترامب لعدم تدخُّله في إحصاء الكونغرس أصوات المجمع الانتخابي خلال الجلسة التي شهدت اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول.
يخطط ترامب لقضاء الساعات الأخيرة له بالمنصب في تسليط الضوء على ما يعتقد أنها أكبر إنجازاته، التي تتضمن الجدار الحدودي الذي شيَّدت إدارته جزءاً منه على الحدود الأمريكية المكسيكية.
ويستعد ترامب كذلك لبدء ما لا يقل عن جولة أخرى من مِنَحِ العفو الرئاسي، وسوف يحاول استغلال آخر أوقاته بالإدارة في بذل الجهود لإخضاع كبرى شركات التقنية الأمريكية، حسبما أوضح الأشخاص، وإن كانت ماهية هذه الجهود غير واضحة.
وكالة Bloomberg أكدت أيضاً، أن ترامب سوف يحاول الرد على حظر تويتر في أسبوعه الأخير بالمنصب، عن طريق تسليط الضوء على معركته ضد ما وصفه بالرقابة على الجمهوريين من جانب شركات التقنية الكبرى.
تهم تطارده
أعدَّ ترامب عديداً من الأوامر التنفيذية المتعلقة بشركات التقنية الكبرى، ولكن ليس واضحاً ما إذا كان أي منها سوف يجري إصداره، وذلك حسبما قال أحد الأشخاص.
تبدو هذه الخطوات بالمجمل محاولة أخيرة لتصحيح إرث ترامب في أعقاب أحداث الكونغرس الدامية.
ولم يشر ترامب إلى أنه يضع في حسبانه التنحي؛ نظراً إلى أن عديداً من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين طالبوه بذلك؛ بل إن الرئيس المنتهية ولايته وبعض الجمهوريين يرون أن الديمقراطيين يبالغون في رد فعلهم على أحداث الكونغرس الأخيرة.
بيد أن المدعين العامين الفيدراليين لم يستبعدوا احتمالية توجيه اتهامات إلى ترامب؛ لضلوعه في الاعتداء على مبنى الكابيتول، مع التعهد بأن التحقيقات الجارية لن تكون ذات أهداف سياسية.
العزل ليس الحل
فيما لا يتضح ما إذا كان فريق ترامب يعدّ العدة لمحاكمته عن طريق مجلس الشيوخ من أجل عزله. وتجدر الإشارة إلى أن مستشار البيت الأبيض، بات سيبولون، لن يكون طرفاً، وذلك بعد أن قاد فريق الدفاع الخاص بترامب خلال تحقيقات عزله الأولى قبل عام. وذكرت الوكالة أن جزءاً من هذا يُعزى إلى انتهاء مهمة سيبولون مع تنصيب بايدن رئيساً، حسبما أوضح أحد الأشخاص.
وقال أحد الأشخاص إنَّ عزل ترامب أو إطاحته سوف يمنحه قدسية أخرى بين أنصاره. فيما قال آخر، إنه في حالة قيادة نائب الرئيس جهود إطاحته، فلن يؤدي هذا إلا إلى ترسيخ الاعتقاد الكامن في تصريحات ترامب بأن "دولة عميقة" من البيروقراطيين بالحكومة دأبوا على اعتراض طريقه.
من المؤكد أن آراء ترامب حول الموضوع لن تكون خفيةً بدرجة كبيرة. ولكن في غيابه عن موقع تويتر، وفشل جهود استخدام حسابات بديلة، يبدو أن صمتاً غير معتاد خيّم على البيت الأبيض.