أثارت التصريحات التي أدلى بها الموسيقار والملحن المصري، هاني مهنا، عن ظروف سجنه مع نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وآخرين، جدلاً وضجةً كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، فيما وصف "مهنا" ردود الفعل بأنها "تطرف ذهني، وخلل فكري".
ورغم أن تصريحات الموسيقار المصري مضى عليها نحو أسبوع، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعادوا نشرها والتحدث عنها بشكل واسع خلال اليومين الماضيين.
حيث قال مهنا، الذي تم سجنه لمدة 6 أشهر خلال عام 2014، لمحطة إذاعية محلية، إن علاقته بعلاء وجمال مبارك بدأت وتوطدت في سجن طرة، فضلاً عن تواجد وزير الداخلية السابق، حبيب العادلي، ومجموعة من كبار الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير داخل نفس السجن معهم.
14 شخصاً في مكان يستوعب 3 آلاف
وفي مقابلته "المثيرة"، تحدث مهنا عن ظروف حبسه التي وصفها كثيرون بأنها رفاهية تختلف تماماً عن ظروف حبس عامة الشعب المصري، حيث قال إنهم كانوا مجموعة من حوالي 14 شخصاً يقيمون في مبنيين بالسجن يمكن لهما استيعاب 3 آلاف سجين، فضحك المذيع الذي قال إن ذلك ربما كان يشعرهم بالوحدة، إلا أن الموسيقار نفى ذلك قائلاً: "بالعكس، كل الإمكانات كانت متوفرة".
وقارن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا التصريح بالتكدس "الكبير" الذي يحدث الآن داخل السجون في ظل ارتفاع أعداد السجناء والمعارضين المعتقلين.
"سخافة وتفاهة"
فيما استنكر مهنا ردود الفعل الغاضبة والضجة الكبيرة التي حدثت على مواقع التواصل، قائلاً، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المحلية، إن هذه "سخافة وتفاهة، ولو صبي صغير لا يصل لهذه المرحلة من التفكير، دول ناس عندهم تطرف ذهني، وخلل في الفكر وهرتلة".
وتساءل مهنا: "هل معرفة علاء وجمال مبارك عورة؟ هما مش (ليسا) صهاينة إسرائيليين، دول (هما) مصريين حتى النخاع، واللي بيقول عليهم حرامية أقول له إن القضاء المصري أعطاهم براءة، واللي بيقول أنا كمان حرامي فأنا حصلت أيضاً على البراءة من قضية البنك الذي كانت تربطني به علاقة إيجارية، وخرجت من الموضوع بدون حتى دفع الغرامة".
وعقب دخول مهنا السجن وجد علاء مبارك يحضر له تلفازاً، بينما قدّم جمال مبارك له ثلاجة، وأجهزة أخرى كانت تزيد عن حاجته، مؤكداً أنهما كانا يتناولان وجبة الإفطار معه بشكل يومي.
وبحسب تصريحات مهنا، كان المحبوسون معه من نظام مبارك يمارسون لعبة كرة القدم في السجن، مضيفاً: "كان معانا ضابط محبوس، لأنه قتل واحد لحد الموت، وكانت صحته كويسة (جيدة)، ولما يوقعني أثناء اللعب كان علاء وجمال يجروا عليّا ويقولوا له ده ثروة قومية".
"وسائل رفاهية وأجهزة في غاية التقدم"
ووسائل الرفاهية، بحسب مهنا، كانت متوفرة لهم بالسجن؛ فقد أنشأ رجل الأعمال والقيادي السابق بالحزب الوطني المنحل، أحمد عز، قاعة تدريب "جيم" (Gym) مزودة بأجهزة في غاية التقدم، وأجهزة لممارسة الرياضة والاسترخاء، إضافة إلى طاولات البلياردو وتنس الطاولة والبينج بونج وغيرها.
كما أنشأ رجل الأعمال، هشام طلعت مصطفى، مسجداً كبيراً أشبه بـ "الصرح" خلال تواجده في سجن طرة.
حالة الرفاهية التي أشار إليها الموسيقار المصري لا تزال تشعل غضب بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن حديثه يثبت أن "مصر كانت ومازالت عزبة" ملكاً لفئة بعينها دون باقي فئات المجتمع المصري.
ووفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تشهد مصر في ظل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي "أسوأ أزمة حقوقية منذ عقود، حيث سجنت السلطات عشرات الآلاف من المنتقدين السلميين، ويرتكب عناصر الأمن روتينياً انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما فيه التعذيب والاختفاء والإعدامات خارج نطاق القضاء، في ظل إفلات شبه تام من العقاب".
وتصف رايتس ووتش ظروف الاحتجاز في مصر بـ "المروّعة"، والتي أدت لوفاة مئات السجناء، بما في ذلك محتجزين سياسيين، في الاحتجاز بسبب الرعاية الصحية غير الكافية على ما يبدو، وكان من بينهم الرئيس الراحل محمد مرسي.
وتحل الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير في ظل انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان في مصر، مع توقعات مراقبين بتصاعد تلك الانتقادات بعد أن يتولى جو بايدن الرئاسة الأمريكية قبل 5 أيام من ذكرى الثورة التي أطاحت بنظام مبارك.
وعادة ما ترفض السلطات المصرية مثل هذه الانتقادات، وتقول إنها ملتزمة بحماية وتعزيز احترام مبادئ حقوق الإنسان.