لم تستطِع رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أن تحبس دموعها، وهي تشرح أجواء الرعب التي سادت في الكونغرس خلال اقتحام أعداد ضخمة من أنصار ترامب له، متحدثةً عما حدث في مكتبها من عمليات تخريب، وكيف عاش موظفوها في هلع وخوف أثناء الاقتحام.
بيلوسي داخل الكونغرس
بيلوسي وخلال ظهورها في برنامج 60 دقيقة الشهير، الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، تجولت برفقة المذيعة في أرجاء الكونغرس، لتظهر حجم الأضرار التي خلفها أنصار ترامب عند اقتحام مبنى "الكابيتول" يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021.
ذكرت بيلوسي بعض التفاصيل عما حدث في مكتبها الذي دخله أنصار لترامب والتقطوا صوراً بداخله وأثارت صورهم دهشة حول العالم، وكشفت أن موظفيها الذين تواجدوا لحظة الاقتحام اختبأوا في إحدى غرف الاجتماعات تحت منضدة، وكانوا يرتعدون من شدة الخوف مع وصول أنصار ترامب.
قالت بيلوسي إن عدداً من الموظفين اضطروا إلى إطفاء الأضواء والبقاء تحت المنضدة لمدة ساعتين، والبقاء صامتين، بينما كان يسمعون ضربات المقتحمين على الباب، وأظهرت لقطات أيضاً آثار الاقتحام على أحد الأبواب.
أدانت بيلوسي هجوم أنصار ترامب على الكونغرس، وبينما كانت تتحدث عما جرى غلبتها الدموع وتوقفت عن الكلام، قبل أن تصف ما حدث بأنه كان انتهاكاً مروعاً للكونغرس، متحدثة عن التخريب الذي طال مكتبها، وجلوس أحد المقتحمين على الكرسي الخاص بها.
في نفس المقابلة وصفت بيلوسي ترامب بأنه "مختل عقلياً وخطير"، وقالت إنه "تبقى عدة أيام حتى نتمتع بالحماية منه"، مضيفة أن ترامب فعل شيئاً من الخطورة يستوجب مقاضاته عليه.
إجراءات لعزل ترامب
كانت بيلوسي قد قالت للمشرّعين في وقت متأخر من يوم الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، إن مجلس النواب سيصوّت على قرارٍ هذا الأسبوع، يدعو نائب الرئيس مايك بنس والحكومة إلى عزل ترامب من منصبه قبل الانتقال إلى المساءلة.
بيلوسي أشارت في رسالتها إلى أن مجلس النواب من المقرر أن يصوّت اليوم الإثنين، أو غداً الثلاثاء، على قرار يحث بنس على اللجوء إلى التعديل الـ25 للدستور الأمريكي، الذي يسمح له وللحكومة بإقالة الرئيس إذا كان غير قادر على أداء مهامه الرسمية، وفقاً لوكالة رويترز.
أضافت بيلوسي أنه في حال لم يوافق نائب الرئيس بنس "فسنمضي في طرح تشريع العزل" في مجلس النواب، مشددة على أن مجلس النواب "سيتصرف بصورة طارئة، لأن هذا الرئيس يمثل تهديداً وشيكاً للدستور والديمقراطية".
تأتي هذه التحركات، قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية ترامب الذي يواجه دعوات للاستقالة بشكل متزايد، بما يشمل معسكره الجمهوري، لتجنب إجراء عزل صعب له، في أوج أزمة سياسية وصحية واقتصادية تشهدها الولايات المتحدة.
وحمّل مسؤولون أمريكيون ترامب مسؤولية مباشرة عن حادثة اقتحام الكونغرس، بسبب خطابه التجييشي لأنصاره، قبل أن يقوم الكونغرس بالمصادقة على فوز بايدن بانتخابات الرئاسة.
يُنظر إلى إطلاق إجراء "عزل" للمرة الثانية بأنه سيترك بصمة لا تمحى على أداء ترامب، إذ لم يتعرض أي رئيس أمريكي في السابق لهذه الإهانة، بحسب الوكالة الفرنسية.
كان الكونغرس قد استهدف ترامب، الذي يتولى السلطة منذ عام 2017، بإجراء إقالة بادرت إليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحاً للرئاسة.
تمت تبرئة ترامب في مجلس الشيوخ الذي يضم غالبية من الجمهوريين في مطلع عام 2020.