أعلن وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، عن تقديم بلاده اشتراطات للاتحاد الإفريقي إن رغب أطراف ملف سد النهضة في العودة لمفاوضات، قال إنها يجب أن تكون "ذات جدوى"، ملوحاً بأن الخرطوم لديها "خيارات" أخرى.
جاء ذلك عقب إطلاع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان خلال لقائه بمكتبه بالخرطوم وزيري الري ياسر عباس، والخارجية، بشأن تطورات المفاوضات حول سد النهضة التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، والتي وصلت أمس الأحد إلى "طريق مسدود"، حسب تعبير وزيرة خارجية جنوب إفريقيا التي قادت المفاوضات.
اشتراطات وخيارات بديلة
وفق بيان لمجلس السيادة، قال قمر الدين إن بلاده قدمت "اشتراطات (لم يوضحها) لجنوب إفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقي للعودة إلى مفاوضات ذات جدوى حول السد".
كما أضاف: "السودان سيكون في عمل دؤوب لإيضاح رؤيته أملاً بأن تكون الدورة الجديدة للاتحاد في فبراير/شباط 2021 جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه وإلا سيكون له خيارات (لم يعلنها) فيما يلي هذا الملف".
وأوضح قمر الدين من جانبه أن "المفاوضات خلال الفترة الماضية لم تكن ذات جدوى لأنها تركزت بين الدول الثلاث مباشرة والتي تباعدت مواقفها منذ البداية"، مؤكداً تمسكه بلعب خبراء الاتحاد دوراً أكبر لتذليل عملية التفاوض.
وأشار إلى احتجاج السودان للاتحاد الإفريقي وإثيوبيا على عزم أديس أبابا مواصلة عملية ملء السد للعام الثاني (في يوليو/تموز المقبل) بدون اتفاق، واصفاً ما يتم بأنه "خرق للقانون الدولي".
مفاوضات سد النهضة
أمس الأحد أعلنت الخارجية السودانية فشل التوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد "النهضة"، مؤكدة أن الخرطوم لن تواصل المفاوضات، في الوقت الذي عبَّرت فيه وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لوصول مفاوضات سد النهضة إلى "طريق مسدود".
جاء ذلك مباشرة بعد انتهاء اجتماع سداسي لمصر والسودان وإثيوبيا، لبحث قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، شارك فيه وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وزير الري السوداني، ياسر عباس، قال في تصريح له عقب الجلسة: "لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية"، مشدداً على أن "مفاوضات (الأحد) بشأن سد النهضة انتهت إلى الفشل".
في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية المصرية، الأحد أن: "الاجتماع بشأن سد النهضة أخفق في تحقيق تقدم لخلافات على كيفية استئناف المفاوضات".
كما أكدت أيضاً أن القاهرة جددت تأكيدها على "استعدادها لمفاوضات فعالة للتوصل إلى اتفاق ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
في الجهة المقابلة، وفي أول تعقيب لها، قالت الحكومة الإثيوبية إن "السودان رفض مقترحاً من الاتحاد الإفريقي بعقد اجتماع مع الخبراء الأفارقة"، متعهدة بـ"تلبية مخاوف السودان بشأن سلامة السدود وتبادل البيانات والقضايا الفنية الأخرى".
وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.
حيث تصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلباً.