قالت مجلة Foreign Policy الأمريكية، الأحد 10 يناير 2021، إن مسؤولين مهنيين (غير سياسيين) بوزارة الخارجية قد أدانوا في برقية داخلية، صمت الوزير مايك بومبيو عن تحريض الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب والذي كان سبباً في اقتحام الكونغرس الأربعاء الماضي، مطالبين إياه بالمساهمة في مساعي عزل ترامب. (edited)
المجلة الأمريكية أشارت إلى أن برقيتين أولى وثانية وقّع عليهما مسؤولون مهنيون أدانوا فيهما الرئيس دونالد ترامب، بسبب تحريضه على اقتحام الكونغرس، وحثوا فيهما كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية على النظر في تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي لعزل ترامب من منصبه.
أشارت المجلة إلى أن هذه البرقيات الدبلوماسية أُرسلت إلى وزير الخارجية مايك بومبيو هذا الأسبوع؛ مما يعكس حجم الصدمة والغضب المنتشرَين على نطاق واسع في السلك الدبلوماسي بعد الاقتحام العنيف للكونغرس، وصمت وزير الخارجية عن التعليق وإدانة هذه الأحداث.
كما أكدت المجلة أنه لم يسبق أن شهدت وزارة الخارجية الأمريكية على مدى تاريخها المستمر منذ 232 عاماً، احتجاجاً من الدبلوماسيين الأمريكيين على رئيس خلال فترة ولايته.
تفاصيل البرقية
بحسب المجلة، فقد انتقدت البرقية بومبيو على "فشله في إصدار بيان يعترف فيه اعترافاً صريحاً بأنَّ جو بايدن فاز في انتخابات 2020″، واحتجت كذلك على "تحريض الرئيس على عنف الانقلابيين ضد الولايات المتحدة". ولم تستطع مجلة Foreign Policy التوصل لتأكيد منفصل لعدد المسؤولين الذين وقعوا البرقية، لكن أحد المسؤولين الذين وقعوا عليها، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قال إنَّ نحو 175 مسؤولاً في وزارة الخارجية، معظمهم من المحامين، وقَّعوا عليها.
كما تذهب البرقية الثانية إلى أبعد من البرقية الأولى في طرح حجج مستفيضة حول كيف قوَّضت أفعال الرئيس السياسة الخارجية الأمريكية والمؤسسات الديمقراطية. ودعت أيضاً بومبيو صراحةً إلى دعم المشاورات مع مسؤولي الحكومة الآخرين بشأن احتمال اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين لعزل الرئيس من منصبه.
جاء في البرقية: "لحماية دستورنا من التهديد الذي يمثله هذا الرئيس، نحث الوزير بومبيو على الإدانة العلنية بأقوى العبارات الممكنة لدور الرئيس في الاعتداء على القيم الديمقراطية والديمقراطية الأمريكية، ودعم جميع الآليات القانونية للحد من التهديدات التي تواجه الديمقراطية الأمريكية، بما في ذلك من خلال التشاور مع نائب الرئيس بنس والمسؤولين الرئيسيين الآخرين في الإدارات التنفيذية بخصوص التنفيذ المحتمل للإجراءات المنصوص عليها في الفقرة 4 من التعديل الخامس والعشرين".
كان بومبيو قد أدان أحداث العنف التي شهدها مبنى الكابيتول، ووصفها بأنها "غير مقبولة"، في سلسلة من التغريدات، لكنه لم يأتِ على ذكر ترامب.
توبيخ لبومبيو
فيما وبَّخ النائب الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، النائب غريغوري ميكس، بومبيو لعدم انتقاده ترامب، وأشار مرة أخرى إلى الدعم المتزايد الذي يلقاه اقتراح مساءلة ترامب برلمانياً، بين المشرعين الديمقراطيين.
وقال النائب ميكس، في بيان لمجلة Foreign Policy: "ينظر حلفاؤنا برعب إلى أحداث يوم الأربعاء (6 يناير/كانون الثاني) بينما يحتفل الديكتاتوريون بالفشل الملحوظ للديمقراطية الأمريكية. وفي هذه الأثناء، بالكاد نطق الوزير بومبيو بكلمة واحدة، لكن موقفه غير مفاجئ؛ بالنظر إلى دوره الطويل الأمد كعامل تمكين لترامب. إنَّ مجلس النواب يتجه نحو المساءلة، لأنَّ التهديد الذي يشكله الرئيس ترامب على السلام والأمن -هنا وفي الخارج- لا يمكن أن يستمر ليوم واحد بعد".
كما أضاف: "يجب على الوزير بومبيو الاستماع، ولو لمرة واحدة، إلى المحامين والخبراء في وزارته واتخاذ إجراءات بنفسه للحد من هذا التهديد، وأي شيء أقل من ذلك هو جبن وتواطؤ".
وعارض بعض المشرعين الجمهوريين إجراءات مساءلة ترامب في الأيام الأخيرة من رئاسته، قائلين إنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام في البلاد. وقال آخرون إنه من غير العدل تحميل ترامب كامل اللوم على العصابات العنيفة التي نهبت مبنى الكابيتول.
وعلى الرغم من أنَّ البرقيات الدبلوماسية المُعارِضة لا تُصنَّف بأنها سرية، فإنَّ قناة التواصل المُعارِضة مُصمَّمة للاستخدام الداخلي فقط، ولا تُنشَر الاحتجاجات عند إرسالها للعلن. ويقول المدافعون عن هذا النظام، إنَّ هذه القناة تشجع المعارضة البناءة، ويمكنها دفع صانعي السياسة في واشنطن نحو سياسات أفضل.