حذَّر مكتب التحقيقات الفيدرالي، الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، من مخططات لتنظيم احتجاجات مسلحة بواشنطن ومدن أمريكية أخرى، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وخصوصاً في حال نجحت المساعي الدائرة في الكونغرس لعزل دونالد ترامب، في الوقت الذي أعلن فيه الحرس الوطني حشد 15 ألف عنصر لتأمين حفل التنصيب المقرر في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
شبكة "إيه.بي.سي نيوز" الأمريكية نقلت عن مصادر مطلعة داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن هناك مخططات لتنظيم احتجاجات مسلحة في واشنطن العاصمة، و50 مدينة بعواصم الولايات الأمريكية قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
الشبكة قالت، نقلاً عن نشرة صادرة عن أعلى وكالة لإنفاذ القانون في البلاد (FBI)، إن جماعة مسلحة معينة قالت إنها تعتزم السفر إلى واشنطن في 16 يناير/كانون الثاني، وتعهدت بانتفاضة إذا جرت محاولات لإزاحة ترامب من منصبه.
بحسب المكتب الفيدرالي، فإن مخطط المجموعة المسلحة يتضمن التحريض على اقتحام المحاكم ومقرات فيدرالية، إذا تم عزل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
كما حذَّرت المجموعة المسلحة من تنظيم انتفاضة ضخمة إذا تم تفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي، وذلك بهدف دفع نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إلى عزل ترامب.
حفل تنصيب لا يشبه سابقيه
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الجنرال دانيال هوكانسون قائد الحرس الوطني الأمريكي، الإثنين، إنه تم تكليف الحرس الوطني بتعبئة ما يصل إلى 15 ألفاً من القوات في العاصمة واشنطن؛ لدعم حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأضاف هوكانسون للصحفيين، أنه من المتوقع نشر قواتٍ قوامها نحو عشرة آلاف في المدينة بحلول السبت؛ لتعزيز الأمن وتأمين النقل والإمداد والاتصالات.
فيما كشفت عمدة العاصمة الأمريكية، واشنطن، مورييل باوزر، من جانبها، الإثنين، أن التخطيط الأمني ليوم 20 يناير/كانون الثاني، سيكون مختلفاً عن مراسم التنصيب السابقة، بسبب المخاوف الأمنية المتصاعدة في المنطقة بعد أحداث العنف التي شهدها مبنى الكونغرس.
قالت مورييل إجابة عن سؤال مذيعة CNN، بيت مونتين، عما إذا كانت خائفة مما يمكن أن يحدث في المقاطعة عند تنصيب جو بايدن رئيساً: "إذا كنت خائفة من شيء، فهو من أجل ديمقراطيتنا"، مضيفة بالقول: "إن لدينا مجموعات مسلحة متطرفة جداً في بلادنا، تمثل مصدر خطر"، حسب قولها.
وأكدت باوزر أنها طلبت من وزارة الداخلية إلغاء تصاريح التجمعات العامة كافة بغضون حفل التنصيب، "في ظل مستوى عميق من القلق ينتابها حول التهديدات الأمنية بالعاصمة".
أضافت عمدة واشنطن: "الناس الذين يأتون للتظاهر السلمي مختلفون تماماً عن أولئك الذين رأيناهم يجتاحون مبنى الكونغرس في ذلك اليوم، وهذا يُظهر أن هذه مجموعة منظمة ومدربة"، وأضافت قائلة إن التخطيط لـ20 يناير/كانون الثاني، يجب أن يكون مختلفاً جداً عن مناسبات التنصيب السابقة.
مناصرو ترامب مستعدون للقتال
كانت صحيفة The Times البريطانية قد كشفت الأحد 10 يناير/كانون الثاني، أن ميليشيات مؤيدة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أبدت استعدادها "للدفاع عن حريتها"، وذلك في مؤشر على خطورة ما قد تشهده الأيام المقبلة، خصوصاً خلال تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
الصحيفة أشارت إلى أن اقتحام ميليشيات ترامب وأنصاره المتعصبين، لمبنى الكابيتول الأمريكي كان هزةً أرضية سيأتي بعدها زلزال أعنف، حسبما ادعى متظاهرون في أعقاب الهجوم على مبنى الكونغرس.
الصحيفة نقلت عن أحد المتظاهرين، وهو جاي بيريز، الذي سافر من مدينة نيويورك للمشاركة في مسيرة "أوقِفوا سرقة الانتخابات" في واشنطن، يوم اقتحام الكونغرس، الأربعاء الماضي، قوله: "كانت هذه المظاهرة بمثابة طلقةٍ تحذيرية من جانبنا نحن الشعب".
بيريز أضاف أن "هذه المظاهرة تُظهر أن الناس بدأوا يستيقظون، وهم على استعداد للدفاع عن أمريكا، بغض النظر عما تريده الدولة العميقة لهذا البلد أو دُمى النظام العالمي. إنها الحرب العالمية الثالثة".
وتعهَّد كثيرون ممن شاركوا في اقتحام الكونغرس، بالعودة إلى مسيرة أخرى مؤيدة لترامب، من المقرر أن تتزامن مع تنصيب جو بايدن رئيساً لأمريكا، يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021، وهو الحدث الذي تعهد ترامب نفسه بعد ذلك بالغياب عنه، وفقاً لوكالة رويترز.
فيما يخشى محللون سياسيون من أنَّ تصاعد أعمال الشغب قد يؤدي إلى احتمال اندلاع "حرب أهلية"، في الوقت الذي تصاعدت فيه تحذيرات خبراء من احتمال تصاعد اشتباكات عنيفة في واشنطن بين موالين لترامب وجماعات يمينية، مثل "براود بويز"، من جانب، ومحرضين يساريين على الجانب الآخر.