أفادت تقارير بأنَّ المدير التنفيذي لشركة تويتر، جاك دورسي، اتخذ القرار الاستثنائي بحظر حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصفة دائمة، وسط الضغط المتزايد من موظفيه، فيما كان يقضي عطلته في بولينيزيا الفرنسية.
بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية، التي أوردت الخبر، السبت 9 يناير/كانون الثاني 2021، اضطر دورسي، الجمعة 8 يناير/كانون الثاني، إلى المشاركة في اجتماعات افتراضية مع موظفيه في أثناء عطلته بالجزيرة النائية، فيما كانت الشركة تتصدى لمشكلة كيفية التعامل مع حساب ترامب على تويتر.
إذ أعلنت شركة تويتر لاحقاً، تعطيل حساب الرئيس بصفة دائمة، متذرِّعةً بأخطار "إشعال مزيد من العنف" عقب الحصار العنيف من جانب حشد من مناصري ترامب للكونغرس الأمريكي، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني.
ضغوط الموظفين على المدير التنفيذي لشركة تويتر
لم يُسَرّ ترامب بالمسمار الأخير الذي دقَّته الشركة في نعش الرئيس على تويتر، وحاول في البداية التحايل على الحظر من خلال استخدام الحساب الرئاسي، قبل أن تُحذَف التغريدات سريعاً.
إذ قالت مصادر للصحيفة الأمريكية، إنَّ موظفي تويتر تساءلوا خلال المناقشات مع المديرين التنفيذين للشركة يوم الجمعة، لماذا لم تفرض الشركة حظراً دائماً على الرئيس من استخدام المنصة.
كما قال مصدر، إنَّ الاجتماع جاء بعد يوم واحد فقط من إرسال دورسي رسالة بريد إلكتروني إلى موظفيه يقول فيها إنَّه من المهم الحفاظ على الاتساق مع سياسات تويتر التي تسمح للمستخدمين باستعادة إمكانية الوصول إلى حساباتهم بعد تعليقها في حال حُذِفَت التغريدات محل المشكلة.
طبقاً للتقرير، أعاد المدير التنفيذي، إلى جانب زملائه من المديرين التنفيذيين، تأكيد تلك المخاوف يوم الجمعة، لكنَّه قال أيضاً إنَّه يعتقد أنَّه "رسم حداً فاصلاً" من المستبعد أن يتجاوزه ترامب؛ خشية فقدان امتيازاته إلى الأبد.
ومن الجمهور أيضاً
تعرَّضت شركة تويتر لضغوط شديدة من الجمهور وكذلك من موظفي الشركة هذا الأسبوع، لاتخاذ إجراء ما بعد اتهام ترامب بالتحريض على أعمال شغب من خلال خطابه التحريضي على موقع التواصل الاجتماعي.
بحسب صحيفة The Washington Post الأمريكية، دعا 350 من موظفي تويتر، في رسالة موجهة إلى دورسي والمديرين التنفيذيين، إلى التعليق الدائم لحساب ترامب، فضلاً عن التحقيق في إجراءات الشركة بالسنوات السابقة على التمرد الذي اندلع الأربعاء الماضي.
كتب الموظفون في الرسالة: "ساهمنا في تأجيج أحداث السادس من يناير/كانون الثاني المميتة"، في إشارة إلى الحصار العنيف للكونغرس الأمريكي والذي خلَّف 4 قتلى.
أضافوا: "نطلب تحقيقاً في الكيفية التي أدَّت بها قرارات سياستنا العامة إلى تعزيز التهديدات الخطيرة المناهضة للديمقراطية. لابد أن نتعلم من أخطائنا بهدف تجنُّب التسبب في ضرر مستقبلي".
قبل أن تقرر في النهاية حجب حساب ترامب
أمضت شركة تويتر أمسية الجمعة في لعب لعبة "اضرب الخلد" مع ترامب، بعد محاولته توجيه رسائل لمناصريه على منصة التواصل الاجتماعي باستخدام حسابات أشخاص آخرين.
إذ قال الرئيس إنَّه "يتفاوض مع مواقع عدة أخرى"، وتعهَّد بإصدار "إعلان كبير قريباً"، فيما تعهَّد بـ"أنَّه لن يتم إسكاتنا".
لطالما منحت شركة تويتر ترامب وقادة العالم الآخرين إعفاءات واسعة من قواعده بشأن الهجمات الشخصية وخطاب الكراهية والسلوكيات الأخرى.
لكنَّ الشركة قالت في بيانها الطويل، إنَّ تغريدات ترامب ترقى إلى كونها تمجيداً للعنف عند قراءتها في سياق أعمال الشغب بالكونغرس والخطط التي تُتداول على الإنترنت بخصوص تنظيم احتجاجات مسلحة مستقبلية عند تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
قالت الشركة إنَّها اتخذت القرار بعدما اعتبرت أنَّ اثنتين من تغريدات ترامب، الجمعة، تنتهكان سياسة الشركة بخصوص "تمجيد العنف".
علَّقت شركة تويتر في البداية حساب الرئيس لمدة 12 ساعة. لكن بعد التعليق، استأنف ترامب التغريد الخميس 7 يناير/كانون الثاني. وقد هوت أسهم تويتر بـ3.8% في غضون ساعة من الإعلان، وما يزال التراجع مستمراً.
في الوقت نفسه، أفادت تقارير بتعطُّل تطبيق التواصل الاجتماعي "Parler" بعدما بدا أنَّ أتباع ترامب انتقلوا إلى المنصة الأكثر ميلاً للتيار المحافظ وهجروا تويتر.