في الوقت الذي رقَّى فيه زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أخته إلى منصب أعلى بالحزب الشيوعي الحاكم، أقرّ للمرة الأولى بإخفاق خطته الاقتصادية الخمسية التي أكد أنها لم تؤتِ ثمارها.
حيث قال موقع Daily Beast الأمريكي، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، إن "كيم جونغ أون، أدلى بتصريح نادر في المؤتمر الأول لحزب العمال الحاكم الذي يتزعمه منذ عام 2016؛ فقد اعترف لأتباعه المحبين بأن خطته الاقتصادية الخمسية لم تؤتِ ثمارها".
واعترف كيم بوجود ثمة "أخطاء" تخللت "تنفيذ استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء المركزية الكورية في بيونغ يانغ.
وبينما تناوب أكثر من 3000 مندوب بين تدوين الملاحظات بدأب والتهليل للزعيم، حلل كيم "الأوضاع الحالية للقطاعات الصناعية الرئيسية"، ووجد خطأً في كل منها، "بما في ذلك قطاعات المعادن، والكيماويات، والكهرباء، والفحم، والآلات، والصناعات التعدينية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وجاء اعتراف كيم بالفشل، بعد عام من الوباء، والأعاصير، والفيضانات، وعقوبات الولايات المتحدة والأمم المتحدة بمثابة أكبر كشف صادم عن ضعفه وضعف بيروقراطية حزبه.
مع ذلك، لا يعترف كيم بالفشل الشخصي، إذ يفضل إلقاء اللائمة على المسؤولين من حوله، رغم اقترابه من الاعتراف بمشاكل بلده- حيث يعاني مواطنوه من الجوع والمرض- أكثر مما سبق، بحسب موقع Daily Beast الأمريكي الذي قال إن "اعتراف كيم الاقتصادي الصادم يُعد أسلوباً مفاجئاً افتتح به المؤتمر الحزبي الثامن في البلاد، الذي يحاول فيه تكريم القوات المسلحة".
هل تتولى شقيقة زعيم كوريا الشمالية رئاسة البلاد؟
وفي ذات السياق، عُيِّنت شقيقة زعيم كوريا الشمالية عضواً بالتناوب في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم في البلاد، وهو أعلى هيئة لصنع القرار ويرأسها كيم جونغ أون بنفسه.
كما عُين ورقِّي إلى جانب أخت الزعيم عشرات من كبار المسؤولين. وتأتي هذه التعيينات والترقيات في ظل تنامي القلق الدولي بشأن التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية مؤخراً.
وكانت كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى لكيم جونغ أون من بين الحضور، ضمن قائمة من 29 شخصاً حظوا بترقيات إلى هيئة رئاسة الحزب المكونة من 39 عضواً، والتي تمثل المجلس الداخلي المسؤول عن تنفيذ إملاءات الرئيس كيم.
ويبرهن صعود اسم يو جونغ بشكل واضح على حضورها على ساحة الحكم، حيث تسيطر على إدارة التنظيم والإرشاد. ويو جونغ، البالغة من العمر حالياً 33 عاماً، أصغر من شقيقها، الذي يحتفل بعيد ميلاده السابع والثلاثين يوم الجمعة 8 يناير/كانون الثاني 2021، بأربع سنوات.
وحسب موقع Daily Beast الأمريكي، يرجح فقدان 29 من الأعضاء السابقين مناصبهم في رئاسة الحزب إلى حركة تطهير، وينم عن تبرئة كيم لنفسه بإلقاء اللوم على آخرين، ورغم أن التقرير لم يتطرق إلى المبعدين عن مناصبهم فإن تلك الملاحظة لم تمضِ مرور الكرام.
وتفسيراً لصعود كيم يو جونغ، يقول إيفانز ريفير، وهو دبلوماسي كبير سابق في السفارة الأمريكية في سيول: "لقد اكتسبت القوة والنفوذ على نحو مطرد بصفتها المستشارة التي تنعم بنصيب الأسد من ثقة كيم جونغ أون، وكان هناك سبب وجيه للاعتقاد بأنها ستكافأ على ولائها".