كشف موقع Business Insider الأمريكي، السبت 9 يناير/كانون الثاني 2021، أنه بعد ساعات فقط من تعليق تويتر لحساب دونالد ترامب الشخصي نهائياً الجمعة، بدأ الرئيس في التغريد من @POTUS، وهو الحساب الرسمي لسيدة الولايات المتحدة الأولى.
لكن، على الفور تقريباً، أوضح الموقع الأمريكي، أزال موقع تويتر سلسلة التغريدات، التي انتقد فيها ترامب الشركة والديمقراطيين، واصفاً إياهما "باليسار المتطرف"، والقسم 230، وهو قانون يمنح شركات الإنترنت حق مراقبة منصاتها كما يبدو لها.
ترامب حاول التغريد من حساب ميلانيا
بحسب مصدَّق بيدار من شبكة CBS الأمريكية، قال تويتر أيضاً إنه يضع قيوداً على استخدام حساب السيدة الأولى وحساب البيت الأبيض الرسمي، وكلاهما حساب رسمي تديره حكومة الولايات المتحدة، وإنه لا يخطط حالياً لتعليقهما، لكنه قد يفعل ذلك في المستقبل "إذا ظهرت حاجة فعلية لذلك، تخفيفاً للأضرار".
كان تويتر قد علق كذلك @TeamTrump، وهو الحساب الرسمي لحملة الرئيس الأمريكي، بعد محاولته بث رسالة من الرئيس في صورة تغريدة تم حذفها. وحظر تويتر ترامب بشكل دائم من الولوج إلى حسابه الشخصي، @realDonaldTrump، بذريعة "خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
جاء قرار تويتر عقب إقدام فيسبوك يوم الخميس 7 يناير/كانون الثاني، على حظر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "إلى أجل غير مسمى". وتذرَّعت المنصة الأخيرة بمخاطر استمرار الرئيس في استخدام الموقع. وسيستمر حظر فيسبوك لمدة أسبوعين على الأقل، متجاوزاً موعد تولِّي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.
ردود فعل متباينة بعد قرار تويتر
أحدثت الخطوة التي أقدمت عليها تويتر بإيقاف حساب دونالد ترامب الشخصي بشكل دائم، كثيراً من ردود الفعل على المنصة ذاتها التي ضجت بأصوات المؤيدين والمعارضين للقرار الذي يُعتبر مصيرياً لشخص "يحتاج تويتر مثل حاجته للأكسجين"، هذا ما قاله محاميه السابق مايكل كوهين.
ردود الفعل التي ضجت بها منصة التغريد، تراوحت بين الغضب والابتهاج، ففي الوقت الذي ثمَّن فيه منتقدو الرئيس تعطيل حسابه، حاول حلفاؤه الدفاع عن الفوضى التي ينشرها الرئيس على الإنترنت بتغريداته، أو تبريرها.
من جانبه، وصف مارك وارنر، السيناتور الديمقراطي الذي كثيراً ما ينتقد وادي السيليكون، تعليق حساب دونالد ترامب بأنه "خطوة متأخرة".
أضاف كذلك: "من المهم أن نتذكر أن هذا أكبر بكثير من شخص واحد، الأمر يتعلق بمنظومة كاملة تسمح للمعلومات المضللة والكراهية بالانتشار والتفاقم دون رادع".
أما محامي ترامب السابق مايكل كوهين فقد أشار إلى أن الرئيس يحتاج تويتر مثل حاجته "للأكسجين" وتوقع أن "يفقد عقله" بعد حظر حسابه.
حيث قال في تغريدته: "اعلموا أن ترامب يعتمد في وجوده، على تويتر مثلما نعتمد على الأكسجين الذي نتنفسه. سيفقد عقله الآن!".
أما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة ومنافسة ترامب في انتخابات 2016، فكان ردها مختصراً وبليغاً. فعلقت بعلامة "صح" على تغريدة سابقة لها حثت فيها ترامب على إلغاء حسابه.
فيما سبَّب الحظر حرجاً لحملة السيدة الأولى ميلانيا ترامب على التنمر الإلكتروني، حيث قال أحد المستخدمين في تغريدة: "أخبار رائعة للسيدة الأمريكية الأولى، تويتر حظر زوجك لتوه، حملتك لمكافحة التنمر الإلكتروني أثبتت نجاحها".
تقييد لحرية الرأي حسب مؤيدي ترامب
لكن آخرين، مثل نجل الرئيس الأمريكي، دونالد جونيور وسفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، قد سارعوا إلى شجب هذه الخطوة واعتبروها تقييداً لحرية التعبير.
قالت نيكي هيلي في تغريدتها: "إسكات الناس، فضلاً عن الرئيس الأمريكي، يحدث بالصين وليس في بلادنا، هذا غير معقول".
فيما قال دونالد جونيور في تغريدته: "إننا نعيش قصة 1984 التي كتبها أورويل. حرية التعبير لم تعُد حاضرة في أمريكا. لقد ماتت مع شركات التكنولوجيا الكبرى، وما تبقى منها أصبح حكراً على قلة مختارة".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دأب على استخدام تويتر لتسهيل صعوده إلى السلطة، وللتحريض على العنف في العالم الفعلي الذي يأتي بعواقب وخيمة، كما استخدمه أيضاً لسنوات، لإثارة موضوعات غريبة لا يلتفت إليها أحد، حسبما أشارت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 9 يناير/كانون الثاني 2021.
لكن الجمعة، أعلنت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إيقافها حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته نهائياً، بسبب خطر المزيد من التحريض على العنف.