دعا رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام بشار الأسد، السوريين للدعاء لمدة أربعين يوماً بعد غروب الشمس، من أجل إنجاز المعجزة التي قال إنها "ستخرجهم من النفق المظلم"، وفق ما ذكره في فيديو نشره على صفحته بموقع فيسبوك الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021.
رامي مخلوف كان قد أثار الكثير من الجدل العام الماضي عندما خرج في تصريحات وفيديوهات ينتقد فيها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد أن قام الأخير بوضع يده على أموال مخلوف.
فيديو مثير لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف
قال مخلوف في الفيديو إن على السوريين القيام ببعض الأمور من أجل إنجاز المعجزة التي ستخرجهم من النفق المظلم، وطالب السوريين بأن يقفوا "وقفة الرجل" الواحد بطلب واحد لتحسين أوضاعهم، قائلاً: "كفانا تشرذماً، هذه فرصتنا الأخيرة".
أضاف أن على السوريين الدعاء لمدة 40 يوماً بعد غروب الشمس، ابتداءً من الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري، مرفقاً نصاً محدداً للدعاء.
وتابع: "الكل سينبهر ويتفاجأ وينصعق بهذا العون الإلهي".
كما أردف رامي مخلوف قائلاً: "2021 سيكون هو الفيصل"، وقال إنه في حال حدوث "زلازل مدمرة، وبراكين محرقة ونيازك نارية ملتهبة، وفيضانات مغرقة، وانهيارات مالية متسلسلة ووفيات بأعداد كبيرة متفرقة، فإننا في عصر العلامات الكبرى ليوم القيامة".
فيما رجح رجل الأعمال السوري أنه في حال حدوث ذلك، سيعجل بخروج المهدي، والمسيح (عليه السلام).
أثار الكثير من السخرية والجدل
فيديو رامي مخلوف في فيسبوك أثار الكثير من السخرية والجدل لدى السوريين من المعارضين أو المؤيدين لنظام الأسد.
إذ وصلت الانتقادات حد اتهامه بالجنون وكتب حساب "نادر ألفيس": رامي مخلوف يتنبأ بقيام الساعة وبكيفية خلق معجزة في سورية لإنقاذها. هل هذا هو الجنون بعينه أم هي تمثيلية جديدة لهذا اللص الكبير!".
بينما عبرت المغردة "رغد" عن سعادتها بما يحدث مع رامي مخلوف بتجريده من أمواله، مشيرة إلى أنه والنظام السوري كانا السبب وراء سجن النائب السابق رياض سيف الذي كشف الفساد في فضيحة شركة الهاتف "سيرتيل".
فيما دعاه مغرد آخر إلى تسليم نفسه للمحكمة وقال: "بدنا نعرف إن كان رامي الحرامي مخلوف صحيح بيدور على معجزة، فعليه أن يسلِّم نفسه إلى محكمة الجنايات الدولية مع المليارات التي ورثها ونهبها ويشهد على جرائم بشار الأسد وماهر الأسد..".
نفوذ مخلوف في سوريا ما قبل الحرب
كان مخلوف الوجه الأشهر لفساد سوريا ما قبل الحرب، وفي الأيام الأولى للثورة طالب المحتجون بقتله.
بالرغم من اكتساب شهرته من اسم عائلته، كان مخلوف بين حفنة من المليارديرات السوريين الذين كانوا يفتتحون الاقتصاد في السنوات الأولى من رئاسة بشار الأسد. أما الآخرون الذين حققوا تلالاً من المال عن طريق العلاقات الحكومية، فقد ابتعدوا بدرجة كبيرة عن الأضواء.
لم تأتِ قراءة متأنية للسيرة الذاتية شبه الرسمية للسنوات الأولى للأسد في سدة الحكم، المعنونة بـ The New Lion of Damascus للكاتب ديفيد ليش، على أي ذكر لمخلوف من جانب مؤلفٍ منُح فرصة اطلاعٍ أكبر مما مُنحت لأي أكاديمي غربي في الأزمنة المعاصرة.
عندما يتحدث عن الاقتصاد ومن يهتمون به، يتحدث ليس عن عبدالله الدردري ومحمد الحسين، وهما خبيران اقتصاديان أُحضرا لاستهلال الإصلاحات. وبالمثل، في السيرتين الذاتيتين اللتين كتبهما إيل زيسر وفلينت ليفريت، كان هناك بعض النقاش عن ربط الحسين اقتصاد البلاد بدول الخليج، فيما ركز الدردري على الأسواق الغربية.
اقتصرت النقاشات المتعلقة بمخلوف على زاوية الفساد، والآن يبدو أن مطالب المحتجين تعود إلى نقطة البداية. بينما يبحث مخلوف عن التعاطف، ليس أمامه أي منه ليحصل عليه. فضلاً عن أن هذه التطورات تأتي تماشياً مع حملة مكافحة الفساد في دمشق.