أثار تسجيل صوتي مُسرَّب لرئيس جهاز الاستخبارات البيلاروسي، يخطط فيه لقتل ثلاثة معارضين بيلاروسيين في ألمانيا بأوامر من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، قبل ثماني سنوات، قلق الدبلوماسيين الأوروبيين وعملاء المخابرات، إذ يظهر في التسجيل، الذي حصل عليه موقع EUobserver الإخباري هذا الأسبوع، صوت فاديم زايتسيف، وهو يتحدث عن مستجدات عمليات اغتيال ثلاثة من المعارضين في ألمانيا، فيما يشير إلى ضغوط من لوكاشينكو.
وفق تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 6 يناير/كانون الأول 2020، فإن زايتسيف كان حينها مدير جهاز المخابرات في بيلاروسيا، الشبيه بجهاز المخابرات السوفييتي KGB. ولوكاشينكو يرأس بيلاروسيا منذ عام 1994، وقال موقع EUobserver إنه حصل على التسجيل وملف آخر مسرَّب من إيغور ماكار، الناشط البيلاروسي المعارض.
مخطط للاغتيال
حسب الموقع نفسه، فإن زايتسيف قال لمجموعة من العملاء المتخصصين من قسم العمليات الخاصة في جهاز الاستخبارات البيلاروسي، والمعروفة باسم مجموعة ألفا: "الرئيس ينتظر هذه العمليات".
وأضاف أن الاجتماع الذي عُقد في 11 أبريل/نيسان عام 2012، ناقش عمليات الاغتيال المخطط لها لثلاثة منشقين بيلاروسيين يعيشون في ألمانيا- أوليغ ألكاييف، وفلاديمير بوروداخ، وفياتشيسلاف دودكين- كانوا أعضاء بالجيش أو المخابرات في البلاد قبل انشقاقهم.
وقال زايتسيف عن هذه الضربات المخطط لها في أوروبا، وفقاً لترجمة EUobserver للتسجيل الصوتي: "يهمني ألا يخطر الـ(كي جي بي) حتى ببال أحدهم".
كما أردف أيضاً: "أن نغرق أحدهم أو نطلق عليه النار، فهذا سيكون واضحاً. واضح. ولكن كيف نُحدث انفجاراً بالصدفة وكيف نشعل حريقاً عمداً ولا نترك آثاراً وقتلاً وأشياء من هذا القبيل، فهذا هو غير الواضح".
ولم يسبق أن أُعلنَ عن استهداف أي من المعارضين الثلاثة. والثلاثة على قيد الحياة.
ألمانيا كشفت المخطط
إذ صرح مسؤول مخابرات هولندي لموقع Insider، أن المعلومات عن المؤامرة البيلاروسية كانت معروفة لألمانيا منذ فترة طويلة، وهو ربما ما يكون قد حال دون تطورها.
يقول المصدر نفسه، إن اجتماع عام 2012 ركز أيضاً على اغتيال بافيل شيريميت، الصحفي البيلاروسي المنشق الذي كان يعيش في روسيا حينها.
وكان شيريميت قد لقي حتفه في انفجار سيارة مفخخة بكييف عام 2016، لكن مناقشة عام 2012 عن وفاته، وفقاً لموقع EUobserver، حددت بالصور وبالتفاصيل الدقيقة الطريقة التي مات بها في النهاية تقريباً.
فيما قال مسؤول هولندي، دون إعطاء تفاصيل، إن مسؤولية لوكاشينكو عن مقتل شيريميت ثبتت منذ فترة طويلة، على الأقل بين أجهزة المخابرات.
يريدون أن تتمزق أشلاؤه
زايتسيف صرح في التسجيل، بعد تأكيده في بادئ الأمر، أن الخونة الثلاثة المقيمين بألمانيا لا بد أن يموتوا في ظروف غامضة لا يمكن ربطها ببيلاروسيا، وعلى ما يبدو بسبب مخاوف من إثارة غضب الألمان، لابد من إعلان وفاة شيريميت، وأن تكون مروعة، وأن تكون بالتأكيد من فعل الاستخبارات البيلاروسية لردع المعارضين.
كما أضاف زايتسيف أيضاً، وفقاً لموقع EUobserver: "سنزرع قنبلة وما إلى ذلك، وسيتحول هذا الجرذ اللعين إلى أشلاء لعينة؛ قدماه في اتجاه، وذراعاه باتجاه آخر. إذا كان كل شيء يبدو أسباباً طبيعية، فلن يدخل في أذهان الناس بالطريقة نفسها".
المسؤول نفسه أمر بوضع شيريميت تحت مراقبة المخابرات الدقيقة، وفقاً لموقع EUobserver. وسُرِّبت تقارير عن هذه العمليات إلى جانب الملف الصوتي إلى الموقع، ويمكن قراءتها هنا.
ووفقاً لوكالة رويترز، أصدرت الشرطة الأوكرانية بياناً، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني -في اليوم نفسه الذي نشر فيه موقع EUobserver تسجيل زايتسيف- قالت فيه إنها ستفحص الوثائق والتسجيلات الصوتية التي يعود تاريخها إلى عام 2012 في تحقيقها بمقتل شيريميت.