كشف وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2020، أنه لم يتم الاتفاق على نشر البيان الختامي للقمة الخليجية التي احتضنتها مدينة العلا السعودية، ولكن هناك مبادئ أساسية تم توضيحها، وأكد أن الأزمة كانت وضعاً استثنائياً لسنوات مضت، والحل انتصار لمجلس التعاون الخليجي.
تصريحات المسؤول القطري جاءت بعد يوم على القمة الخليجية التي احتضنتها السعودية، الثلاثاء، وانتهت بتوقيع جميع رؤساء الوفود المشاركة على "بيان العلا"، الذي وضع حداً للأزمة الخليجية التي بدأت عام 2017 بإعلان ثلاث دول خليجيةٍ مقاطعة قطر.
حل الأزمة الخليجية "انتصار للجميع"
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قال في حوار مع قناة الجزيرة، الأربعاء، إن "بيان العلا" هو اتفاق على مبادئ أساسية لتجاوز الخلاف الحالي وقواعد لحوكمة علاقات الدول مستقبلاً، وأوضح أن أساسيات الاتفاق تتمثل في عدم المساس بأي دولة أو التدخل بشؤونها أو تهديد أمن الإقليم.
بينما أشار وزير الخارجية القطري إلى أنه لم يتم الاتفاق على نشر البيان ولكن هناك مبادئ أساسية تم توضيحها، وأضاف أن القواعد المحددة لبيان العلا قواعد عامة ومبادئ رئيسية، ونشرها من عدمه لم يتم بحثه.
فيما أوضح أنه لا يعرف مدى اهتمام بقية الدول بنشر البيان النهائي للقمة ولا إحراج فيه لأي دولة، مضيفاً أن ظروف أزمة 2017 تختلف عن أزمة 2014، والشرخ مختلف وبالتالي التفاهمات مختلفة.
كما قال وزير الخارجية القطري: "نحن لسنا في صدد أن يكون هناك شروط من دولة على دولة أخرى"، وأضاف أن الخطوات هي عودة العلاقات إلى طبيعتها ما قبل الأزمة من قِبل كافة الأطراف.
بينما شدد وزير الخارجية القطري على أنه "لا نستطيع أن نقول إن هذا نجاح لقطر أو للسعودية أو أي دولة أخرى، بل نجاح للجميع"، وأشار إلى أن العملية ستأخذ وقتها ولكنها بين الشعوب أسهل من الجوانب السياسية.
لم يتم طرح موضوع قناة الجزيرة
بخصوص قناة الجزيرة التي كانت ضمن الشروط التي وضعتها عام 2017 دول المقاطعة للعودة إلى العلاقات، أوضح وزير الخارجية القطري أنه لم يتم طرح موضوع قناة الجزيرة.
كما أضاف قائلاً: "هي مؤسسة نفخر بها وبإعلامييها وبوجودها في قطر، ونكفل حرية التعبير ويجب التعامل مع موضوع قناة الجزيرة بإيجابية وبشكل بناء".
وزير الخارجية القطري قال أيضاً، إن المشاكل بين قطر والدول الأطراف مختلفة في طبيعتها، وبالتالي التعامل معها مختلف، وأضاف: "وجدنا إرادة من الأطراف لحل الأزمة وكانت عبر تفويض السعودية لتمثيل بقية الدول".
المسؤول القطري أشار إلى أن لدول مجلس التعاون رؤى مختلفة مع إيران ونريد حلولاً لخفض التصعيد، وقال: "نرقب التصعيد بين أمريكا وإيران، ورسالتنا للطرفين نحن لا نريد تصعيداً أو عملاً عسكرياً".
ترحيب مجلس الوزراء بنتائج القمة الخليجية
من جهته، رحب مجلس الوزراء القطري، الأربعاء، بنتائج أعمال القمة الخليجية الـ41 التي عُقدت الثلاثاء، في مدينة العلا شمال غربي السعودية، بحضور أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني.
جاء ذلك خلال الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء القطري، بحسب وكالة الأنباء القطرية(قنا).
إذ أكد المجلس، أن قمة "العلا"، "أسست لمرحلة جديدة في مسيرة العمل الخليجي المشترك، عنوانها التضامن والتفاهم والثقة المشتركة والاحترام المتبادل والعمل المؤسسي لتحقيق أهداف المجلس، وتلبية طموحات وتطلعات أبناء دولة".
كما أشاد بـ"رؤية وحكمة" كل من الأمير تميم، والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، "التي كان لها أبلغ الأثر في انعقاد القمة ونجاح أعمالها".
فيما أعرب المجلس عن بالغ تقديره للجهود المثمرة التي بذلها أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، واستكملها الأمير الحالي نواف الأحمد الجابر، من أجل وحدة الصف الخليجي وتماسكه، وكذلك جهود الولايات المتحدة.
جاء انعقاد قمة "العلا" الخليجية، غداة إعلان الكويت توصل السعودية وقطر إلى اتفاق بإعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين البلدين، إضافة إلى معالجة تداعيات الأزمة الخليجية.