رجّح سكرتير ولاية جورجيا في أمريكا، الجمهوري براد رافنسبيرغر، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، فتح الادعاء العام في مقاطعة فولتون بمدينة أتلانتا تحقيقاً جنائياً بحق الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، على خلفية مكالمتهما المسربة بشأن الانتخابات.
مكالمة ورطت ترامب
استبعد رافنسبيرغر أن يطلق مكتبه تحقيقاً في مكالمة ترامب المسربة التي أحدثت ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، نهاية الأسبوع الفائت، لكنه قال إن تحقيقاً جنائياً قد يطلقه المدعي العام في عاصمة ولاية جورجيا.
رافنسبيرغر أضاف أنه نظراً إلى أن ترامب تحدث شخصياً مع رافنسبيرغر يوم السبت الماضي، وأجرى محادثة مع كبير المحققين في مكتب سكرتير الولاية الخارجية، "فقد يكون هناك تضارب في المصالح" من شأنه أن يمنع أي احتمال لفتح تحقيق.
في تصريحاته لبرنامج صباح الخير أمريكا على شبكة "أي بي سي"، أشار رافنسبيرغر إلى أن المدعي العام في مقاطعة فولتون سينظر في الأمر، "وربما هذا المكان المناسب للمضي في الدعوى".
وحول مكالماته مع ترامب، لفت رافينسبرغر إلى أنه لم يعتقد على الإطلاق أنه كان المناسب الحديث مع الرئيس ترامب حول نتائج الانتخابات، مضيفاً أن المكالمة جرت في نهاية المطاف، بعد أن دفع موظفو البيت الأبيض من أجلها، مستطرداً أنه "يفضل عدم التحدث إلى شخص ما عندما نكون في دعوى قضائية"، في إشارة إلى دعوى ترامب القضائية ضد جورجيا بشأن نتائج الانتخابات.
مكالمة ترامب المسربة
كان ترامب قد هاجم رافينسبرغر على تويتر، قائلاً إنه أجرى مكالمة معه، بيد أن سكرتير الدولة لم يكن "راغباً أو قادراً على الإجابة على أسئلتي"، ما دفع الأخير لتكذيبه قائلاً: "الحقيقة ستظهر".
جاء ذلك بعدما كشفت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب "ضغط على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا لإيجاد أصوات كافية، لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز"، وذلك طبقاً لمكالمة هاتفية مسجلة.
الصحيفة التي نشرت مكالمة ترامب المسربة، تضمنت مقتطفات عما دار بين ترامب وسكرتير ولاية جورجيا رافينسبرغر واستمرت ساعة، وقالت إن "ترامب راوح في حديثه ما بين الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية غامضة في محاولة لتغيير خسارته في جورجيا أمام الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن".
أضافت الصحيفة أن رافينسبرغر ومستشار مكتبه رفضا طوال المكالمة تأكيدات ترامب وأبلغا الرئيس بأنه يستند إلى "نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات التي جرت بنزاهة ودقة".
كان من بين ما قاله ترامب لرافينسبرغر والذي حمل لهجة لم تخل من التهديد: "أنت تعرف ما فعلوه ولا تتحدَّث عنه: إنّها جريمة. إنّها مخاطرة كبيرة بالنسبة إليك"، غير أنّ رافنسبيرغر لم يتراجع عن موقفه، وقال "نعتقد أنّ أرقامنا صحيحة".
من جانبهم، سارع الديمقراطيون إلى التنديد بما اعتبرت أنّها ضغوط "مستهجنة" بعد نشر مكالمة ترامب المسربة، وقال النائب آدم شيف إنّ "ازدراء ترامب للديمقراطية قد كُشِف".
من جهتها ندّدت زميلته ديبي واسرمان شولتز بهذا الفعل الذي أقدم عليه "رئيس يائس وفاسد".
كذلك سادت حالة من الاضطراب أيضاً صفوف الجمهوريين، ودعا النائب آدم كينزينجر أعضاء حزبه إلى عدم السير مع الرئيس في حملته هذه، قائلاً "لا يمكنكم فعل ذلك بضمير مرتاح".
جاء ضغط ترامب على سكرتير ولاية جورجيا، بينما يواصل الرئيس المنتهية ولايته، منذ شهرين، الزعم بأن خسارته لصالح الديمقراطي جو بايدن كانت نتيجة تزوير واسع النطاق للانتخابات، دون أن يقدم دليلاً على ذلك.
ووجدت مراجعات عدة للنتائج على مستوى الولايات ومستوى الحكومة الاتحادية، إلى جانب المحاكم أيضاً، أن تلك المزاعم لا تستند إلى أساس.