حذر جان جاك مويمبي تامفوم، وهو الطبيب وعالم الميكروبات الكونغولي الذي ساعد في اكتشاف مرض فيروس إيبولا عام 1976، من أن عديداً من الأمراض الخطيرة توشك أن تنتشر، وقد تنتشر بنفس سرعة انتشار فيروس كورونا، بل سوف تكون أشد فتكاً مثل فيروس إيبولا، وذلك في حوار له مع شبكة مع شبكة CNN الأمريكية.
وفق تقرير لموقع Firstpost الهندي، الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2020، فإن العالم الكونغولي كشف عن كيفية توقع ظهور عدد من الفيروسات الجديدة، في إطار حدث يصفه بأنه يمثل "تهديداً على البشرية"، إذ يقول إن هذه الفيروسات تظهر من الغابات الاستوائية في إفريقيا وقد تتمكن من الانتشار سريعاً، وقريباً سوف تفتك بالجنس البشري.
"المرض إكس"
خلال حديث له مع الشبكة الأمريكية، اعتبر المتحدث ذاته أنه سوف تظهر في العالم الآن ما وصفها بـ"مسببات الأمراض الجديدة". وأوضح كذلك أنه يعتقد أن أي مرض جديد يمكن أن يصير مروعاً أكثر من كوفيد-19.
جاء هذا التحذير العلمي بعد أن ظهرت لدى امرأة من جمهورية الكونغو الأعراض الأولى للحمى النزفية.
ومع أن هذه المرأة خضعت لاختبار إيبولا، يخشى الباحثون من أن تكون المريض الأول لهذا المرض الافتراضي الحامل لاسم "المرض إكس"، الذي ينتشر أسرع من كوفيد-19، ولديه معدلات وفيات مماثلة لمرض إيبولا، التي تتراوح بين 50% و90%.
بحسب منظمة الصحة العالمية، يعد المرض إكس فرضية لوباء عالمي يمكنه الانتشار من مسبب مرض غير معروف بعد الانتقال إلى البشر. ووُضع المرض على قائمة الأمراض ذات الأولوية عن طريق المنظمة، ويرى الخبراء أنه من المهم التأهب لانطلاق أي مسبب مرض جديد، والخشية من هذه الفرضية.
بحسب ما شوهد في حالة هذه المرأة، حيث ثبتت سلبية الاختبارات لعديد من الأمراض المحتملة الأخرى ذات الأعراض المماثلة، يتوقع مويمبي أن عديداً من الأمراض حيوانية المصدر سوف تظهر في المستقبل.
دق ناقوس الخطر
تنتشر الأمراض حيوانية المصدر، مثل الحمى الصفراء وداء الكلب والحمى المالطية وداء لايم، عند الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، وقد تسببت في أوبئة وجوائح من قبل.
بينما ظهر فيروس نقص المناعة البشرية من أحد أنواع الشمبانزي ثم تحور إلى مرض فتاك، فإن مرض سارس-كوف-2 (كوفيد-19)، بجانب مرض سارس (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) ومرض ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، تعد جميعها نتاجاً لفيروسات تاجية انتقلت فجأة من الحيوانات إلى البشر.
ولذا فإن الاحتمالية المرعبة لزيادة الأمراض حيوانية المصدر التي تهاجم البشر، تعد احتمالية قائمة.
ما هو فيروس إيبولا؟
يسبّب فيروس إيبولا مرضاً وخيماً وغالباً ما يكون قاتلاً. وتبدأ سراية العدوى ما إن يظهر أول الأعراض على المصابين بالفيروس.
وقد تظهر الأعراض في أية لحظة بعد التعرض للفيروس في مدة تتراوح بين يومين وواحد وعشرين يوماً ولكن الأكثر شيوعاً بين اليومين الثامن والعاشر.
ويستهدف الفيروس خلايا جهاز المناعة التي تلتقط الجراثيم وتهضمها لتدافع عن الجسم. في العادة يعزز جهاز المناعة دفاعاته ليواجه أي هجوم.
إلا أن فيروس إيبولا يتغلب على خلايا المناعة ويدمرها. ويشمل أول أعراض فيروس إيبولا الحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والتهاب الحلق.
من ثَم يهاجم الفيروس الخلايا التي تحمي الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى نزيف وجفاف وانخفاض غير طبيعي لضغط الدم.
إلى ذلك ينمو الفيروس في الكبد بسرعة، ما يعني أن المصاب سيعاني من آلام في المعدة وإسهال وقيء.
قد تشمل الأعراض لدى بعض المصابين احمرار الأعين والطفح الجلدي والفواق وصعوبة التنفس وأخيراً النزيف حتى الموت.