قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، مساء الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، إن دول الخليج أمام قمة تاريخية سوف تعيد اللُّحمة الخليجية، في إشارة إلى القمة الخليجية الـ41 المقررة الثلاثاء بمدينة العُلا السعودية.
جاء ذلك في تغريدة لـ"قرقاش"، في أول تعليق إماراتي على اتفاق فتح الحدود بين الدوحة والرياض للمرة الأولى منذ أزمة 2017، وعشية انعقاد القمة الخليجية في السعودية بمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
قمة تاريخية بين قادة الخليج
كما غرد قرقاش على تويتر، قائلاً: "نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العُلا، نعيد من خلالها اللُّحمة الخليجية، ونحرص عبرها على أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى". وأضاف: "أمامنا المزيد من العمل، ونحن في الاتجاه الصحيح".
يُذكر أنه وفي مساء الإثنين، أعلن وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر الصباح، في خطاب متلفز، أنه تم الاتفاق على إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتباراً من "مساء الإثنين".
وبالتزامن مع هذا الإعلان، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه من المرتقب أن توقع السعودية وقطر ودول خليجية أخرى اتفاقاً، غداً الثلاثاء، يُنهي الأزمة. وفيما لم يصدر على الفور إعلان رسمي من الدوحة، أعلنت الرياض موافقتها على فتح الأجواء والحدود مع الدوحة، حسب "الإخبارية" السعودية.
الأمير تميم على رأس وفد بلاده في السعودية
فيما أعلن الديوان الأميري القطري، مساء الإثنين، أن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيترأس وفد بلاده في القمة الخليجية بمدينة العُلا شمال غربي السعودية، وفق بيان.
وفيما لم تعلن الإمارات عن مستوى تمثيلها بالقمة، تأكَّد غياب ملك البحرين وسلطان عمان عن المشاركة وسيُنيبان ممثلاً عن كل منهما، وسط تأكيد كويتي قطري بحضور أميري البلاد.
الإعلان عن اتفاق بين دول الخليج
ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
كما قال "الصباح"، في بيان متلفز، إن أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أجرى اتصالاً هاتفياً مع كل من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من أجل توقيع بيان القمة الخليجية التي تستضيفها مدينة "العُلا" شمال غربي السعودية.
وأضاف أنه تم تأكيد حرص الجميع على وحدة الصف ولمّ الشمل وجمع الكلمة، من خلال توقيع بيان "العُلا"، الذي يعد إيذاناً باستهلال صفحة مشرقة في العلاقات الأخوية الخالية من أي عوارض تشوبها.
وتابع أنه بناء على اقتراح أمير الكويت، تم الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة وقطر، اعتباراً من مساء هذا اليوم (الإثنين).
فتح الحدود بين السعودية وقطر
فيما لم يصدر على الفور إعلان رسمي من الدوحة، أعلنت الرياض موافقتها على فتح الأجواء والحدود مع الدوحة، حسب "الإخبارية" السعودية.
في حين شدد "الصباح" على أنه تم الاتفاق أيضاً على معالجة المواضيع كافة ذات الصلة، في إشارة إلى تداعيات الأزمة الخليجية.
يُذكر أنه منذ سنوات، تتوسط الكويت من أجل إنهاء أسوأ أزمة خليجية منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، والذي يضم السعودية، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان.
انفراجة بإشراف أمريكي
من جهته قال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه تم تحقيق انفراجة في النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام، بين قطر وكل من السعودية وثلاث دول عربية أخرى، وإنه من المقرر توقيع اتفاق في السعودية لإنهاء الخلاف، غداً الثلاثاء.
حيث أضاف المسؤول الذي تحدَّث لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته: "حققنا انفراجة في الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي".
كذلك قال المسؤول، إن جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض والذي كلفه ترامب العمل على حل الخلاف، ساعد في التفاوض على الاتفاق، وظل يُجري اتصالات هاتفية من أجل ذلك حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
كان وزير خارجية السعودية قال في ديسمبر/كانون الأول، إن حل الخلاف يبدو قريباً. وحينها قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على تويتر، إنه يأمل أن تسهم المصالحة الخليجية "في تحقيق الاستقرار والتنمية السياسية والاقتصادية لجميع شعوب منطقتنا".
في حين فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظراً دبلوماسياً على قطر، وقطعت روابط التجارة والسفر معها منذ منتصف عام 2017، متهمةً إياها بدعم الإرهاب. ونفت قطر ذلك قائلةً إن الحظر يهدف إلى تقويض سيادتها.
حضور كوشنر لتوقيع الاتفاق
كوشنر وحسب المسؤول الأمريكي، سوف يتوجه إلى مدينة العُلا السعودية برفقة مبعوث الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش وبرايان هوك المستشار الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية؛ لحضور مراسم الاتفاق.
كما أوضح المسؤول الأمريكي، أنه بموجب الاتفاق الوشيك ستُنهي الدول الأربع الحصار المفروض على قطر، على أن تتخلى قطر في المقابل عن الدعاوى القضائية المتعلقة بالحصار.
في المقابل قال المسؤول: "عند التوقيع في يوم الخامس (من يناير/كانون الثاني)، ستجتمع قيادات من مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر، لتوقيع اتفاق يُنهي الحصار ويُنهي الدعاوى القضائية القطرية". وأضاف: "إنها حقاً انفراجة هائلة. سيُرفع الحصار، وسيتيح ذلك، السفرَ بين الدول وكذلك نقل البضائع. وسيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة".
تطورات إيجابية بخصوص ملف الحصار، في ظل مساعٍ من أطراف كثيرة لإغلاق هذا الملف الذي استغرق أكثر من ثلاث سنوات.