أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021، أن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" ستبقى في الخليج، بسبب "التهديدات الأخيرة" من جانب إيران، وذلك عقب تقارير أشارت إلى أنها ستعود إلى قاعدتها بالولايات المتحدة، فيما كان البعض اعتبره مؤشراً إلى خفض التصعيد.
حاملة الطائرات نيميتز تتأهب
تجري حاملة الطائرات نيميتز دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكنّ وسائل إعلام أمريكية كانت قد قالت هذا الأسبوع إن كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي أمر بعودة حاملة الطائرات إلى قاعدتها.
صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نقلت أيضاً عن مسؤولين أمريكيين أن هذه الخطوة هي إشارة لـ"خفض التصعيد" موجّهة لطهران تجنباً لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في منصبه.
غير أن ميلر أصدر، أمس الأحد، بياناً معاكساً قال فيه إنه "بالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، فقد أمرتُ حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة انتشارها الروتينية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ميلر أشار في البيان إلى أن حاملة الطائرات نيميتز ستبقى الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية. لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزم الولايات المتحدة الأمريكية".
يأتي هذا البيان بعد عام على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس "الثوري" الإيراني اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
أثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاماً بين طهران وواشنطن، بالإضافة لمخاوف من مواجهة في العراق حيث تملك كلتاهما نفوذاً واسعاً.
كان آلاف العراقيين قد تظاهروا، أمس الأحد، في الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، مرددين هتافات، من بينها "كلا كلا أمريكا" و"الانتقام"، كما أقيمت في إيران فعاليات عدة إحياءً لذكرى مقتل سليماني.
اتهامات متبادلة
وعشية ذكرى مقتل سليماني، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة، إن "عملاء استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق" لوضع الرئيس الأمريكي دونالد "ترامب في مأزق بسبب حرب ملفقة".
كذلك اعتبر ظريف، مساء أمس الأحد، أن الرئيس الأمريكي هو "الإرهابي الرئيسي".
إلا أن وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، رفض تصريحات إيران بأن إسرائيل تحاول خداع الولايات المتحدة لشن حرب على طهران، ووصفها بأنها "هراء".
أيضاً اتهمت طهران الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير بعد ولاية شن خلالها حملة "ضغوط قصوى" على طهران.
وكان ترامب قد اتهم طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد في 20 كانون الأول/ديسمبر 2020.
يُشار إلى أن المواقف المتشددة لطهران وواشنطن، طوال العام الماضي، أثارت مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحاً له.