تشديد إجراءات وطوارئ واستمرار تلقي اللقاحات.. العالم يستقبل العام الجديد باحترازات جديدة لمواجهة كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/02 الساعة 19:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/02 الساعة 19:35 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لأطباء/رويترز

في ظل انتشار فيروس كورونا بشكل كبير، بدأت سنة 2021 بتشديدات جديدة فرضتها دول عديدة، من بانكوك إلى أثينا، لمواجهة الجائحة التي لا تظهر أي بوادر تراجع في انتشارها، خصوصاً في الولايات المتحدة التي تخطت عتبة 20 مليون إصابة مثبتة بالوباء.

فبعد تخفيف التدابير بمناسبة أعياد رأس السنة، شددت فرنسا واليونان قيودهما، وحظرت بانكوك الحياة الليلية الشهيرة، وطالبت طوكيو بإعلان حالة الطوارئ.

من جانبها مددت الحكومة الفرنسية ساعات حظر التجوّل التي تشمل ستة ملايين فرنسي يعيشون في الجزء الشرقي من البلاد، ليصبح عند الساعة الـ18.00 بالتوقيت المحلي بدلاً من الساعة الـ20.00، اعتباراً من السبت، بناءً على طلب النواب القلقين من انتشار الوباء.

تشديد إجراءات ضد فيروس كورونا 

في حين تحدى مشاركون في احتفال موسيقيٍّ صاخب، القيود في غربي فرنسا، رغم الالتزام بها في عموم أرجاء البلاد، خصوصاً في رأس السنة الجديدة.

أما في منطقة ليورون جنوبي مدينة رين الفرنسية، فضمت حفلة صاخبة نُظمت بطريقة غير قانونية، 2500 مشارك وصلوا من فرنسا والخارج، مساء الخميس.

كذلك وبعد صدامات مع الشرطة، انفضَّ التجمع وفق تقرير وكالة فرانس برس 2 يناير/ كانون الثاني 2020 صباح السبت، وفرضت الشرطة غرامة على المحتفلين الذين غادروا المكان.

من جانبها مددت اليونان من جديد، الإغلاق الصارم الساري منذ شهرين، حتى 10 يناير/كانون الثاني الحالي، ولا يُسمح للمواطنين بالخروج إلا للذهاب إلى الطبيب أو الصيدلية أو التسوق لشراء الحاجات الأساسية أو ممارسة الرياضة، ويُسمح بفتح متاجر الأغذية والصيدليات فقط.

حيث قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، إن الوضع الوبائي في البلاد "سيجري تقييمه مرة أخرى خلال الأسبوع الثاني من يناير/كانون الثاني، قبل الإعلان عن توصيات جديدة بشأن النشاط الاقتصادي والاجتماعي".

ارتفاع الإصابات في لبنان

أما في لبنان، فساهمت احتفالات نهاية العام، إلى حد كبير، في ارتفاع عدد الإصابات ووصول المستشفيات إلى طاقاتها الاستيعابية. وأوصت اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس، السبت، بإاغلاق البلاد مجدداً ثلاثة أسابيع، على الأقل.

وفي آسيا، حيث يثير الوباء القلق، طلبت حاكمة طوكيو، يوريكو كويكي، السبت، من الحكومة اليابانية، إعلان حالة الطوارئ مرة أخرى، حيث سجلت العاصمة، هذا الأسبوع، عدداً قياسياً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

حيث أوصت كويكي بإغلاق المطاعم والحانات في الساعة الـ20.00، وعدم تقديم الكحول بعد الساعة الـ19.00.

كذلك تم تطبيق هذا الإجراء في بانكوك، حيث طال قرار الإغلاق الحانات والنوادي الليلية وصالونات التدليك والتجميل وصالات الألعاب الرياضية، بعد أن أدى ظهور إصابات في أكبر سوق للمأكولات البحرية بتايلاند، الشهر الماضي، إلى ارتفاع في عدد الإصابات.

ولا يُظهر وباء كوفيد-19 أي بوادر تراجع في انتشاره، خصوصاً في الولايات المتحدة التي سجلت أعلى حصيلة وفيات، من جراء الفيروس، تخطت 346.400 وفاة.

تفشي الوباء في أمريكا

كانت حصيلة الولايات المتحدة بلغت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، عشرة ملايين إصابة، وتسارعت منذ ذلك الحين وتيرة الإصابات الجديدة، إلى أن تخطى العدد الإجمالي 19 مليون إصابة، الأحد، أي ما يوازي عدد سكان ولاية نيويورك برمتها.

وما ساهم في هذا التسارع الحاد في تفشي الوباء منذ الخريف، إقبال ملايين الأمريكيين على السفر لقضاء عيد الشكر مع عائلاتهم في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، واحتفالات أعياد رأس السنة، وذلك رغم دعوة السلطات المواطنين مراراً وتكراراً، إلى لزوم منازلهم.

من جهة أخرى، خفتت الآمال في القضاء أخيراً على المرض بعدما تم التوصل إلى لقاحات ضده، مع بطء حملات التلقيح في الولايات المتحدة، بسبب صعوبات لوجيستية واستنفاد المستشفيات طاقاتها.

فيما لم تشمل عمليات توزيع الجرعة الأولى من اللقاح سوى 2.8 مليون أمريكي حتى الجمعة، بعيداً عن الهدف الذي حددته إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتلقيح 20 مليون شخص بحلول نهاية العام.

انتقادات لحملات التلقيح 

من ناحية أخرى، تتعرض حملات التلقيح لانتقادات أيضاً في أوروبا، حيث ندد أطباء ألمان بعدم إعطاء الأولوية في التحصين للفرق الطبية، فيما تتركز الانتقادات في فرنسا على بطء الحملة.

حيث قال الطبيب مهدي مجدوبي بمستشفى فالنسيان (شمال)، في تصريح لقناة "بي إف إم تي في"، السبت: "إن مجتمع الرعاية الصحية بأكمله لا يدرك سبب وجود مثل هذه الفجوة مع ألمانيا"، موضحاً: "تقوم ألمانيا بتطعيم 20 ألف شخص يومياً، ونحن 50 شخصاً يومياً!".

من جانبها أجرت الهند، السبت، محاكاة لعملية التطعيم في جميع أنحاء البلاد، حيث تم تدريب العاملين بالرعاية الصحية على دُمى، في المراكز التي تم إنشاؤها خصوصاً لحملة التطعيم القادمة في جميع أنحاء البلاد، بانتظار الحصول هذا الأسبوع، على الموافقة النهائية لهيئة تنظيم الأدوية الهندية. وتطمح الهند، أكثر الدول في العالم تضرراً من فيروس كورونا المستجد بعد الولايات المتحدة والبرازيل، إلى تطعيم نحو 300 مليون شخص بحلول منتصف عام 2021.

كذلك وعلى نطاق أضيق، أعلن الفاتيكان، السبت، أن حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد ستبدأ "في الأيام القليلة المقبلة"، وستستهدف بالدرجة الأولى، اعتباراً من منتصف يناير/كانون الثاني، "العاملين في الصحة والأمن وكبار السن والموظفين الذين هم على تواصل دائم مع العامة".

فيما تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاة مليون و827 ألفاً و565 شخصاً، وإصابة أكثر من 84 مليون شخص في العالم، منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض، في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية، السبت، عند الساعة الـ11.00 ت.غ.

إلى ذلك وفي لفتة تحيي الأمل، تستعد دار الأوبرا في سيدني لإعادة فتح أبوابها أمام الجمهور، للمرة الأولى منذ مارس/آذار 2020، بعد أشهر من الإغلاق بسبب الجائحة، لكن مع اعتماد تدابير وقائية تشمل فرض وضع الكمامة.

تحميل المزيد