في أول اجتماع عقدته الحكومة عقب عودتها إلى عدن، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، اتهم رئيس الحكومة اليمنية الجديدة معين عبدالملك، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، خبراء إيرانيين بالمساهمة في الهجوم على مطار عدن جنوبي البلاد.
والمؤشرات الأولية للتحقيقات في الهجوم على مطار عدن تشير إلى وقوف "ميليشيا الحوثي الانقلابية وراء ذلك"، طبقاً لما أورده عبدالملك الذي قال إن "الهجوم تم من خلال صواريخ موجهة، وهناك معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين لتولي هذه الأعمال".
وحسبما نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، شدّد عبدالملك على "ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة".
وتأتي اتهامات عبد الملك للحوثيين، رغم أن محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للجماعة، نفى في تصريحات إعلامية أي علاقة لجماعته بالهجوم.
وبينما لم يصدر تعليق إيراني حتى الساعة على اتهامات بالمساهمة في هجوم مطار عدن، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الهجوم، معرباً عن تعاطفه مع أسر الضحايا.
واعتبر زاده في بيان أن "مثل هذه الممارسات العنيفة وقتل المدنيين هي نتيجة وجهة نظر المحتلين الذين جلبوا الدمار والانقسام، وأبشع كارثة بشرية إلى كافة الأراضي اليمنية تحت عنوان ما يعرف بالتحالف".
وارتفعت حصيلة تفجيرات مطار عدن التي وقعت، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، تزامناً مع وصول الحكومة الجديدة من العاصمة السعودية الرياض، إلى 26 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وفق بيان حكومي الخميس.
وعقدت لجنة تحقيق حكومية أول اجتماع لها في عدن اليوم، وبحثت ملابسات الهجوم، في محاولة لتحديد الجهة المسؤولة عنه.
وتواصلت، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، الإدانات الأممية والدولية والعربية لتفجيرات مطار عدن.
"التحالف السعودي يقصف أهدافاً حوثية"
إلى ذلك، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية أهدافاً في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، اليوم الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، رداً على هجمات على مدينة عدن.
واتهم التحالف جماعة الحوثي التي يقاتلها منذ ست سنوات بشن الهجوم على مطار عدن وهجوم آخر على القصر الرئاسي.
ووفقاً لشهود عيان، أصابت ضربات التحالف أصابت مطار صنعاء وعدة مواقع أخرى في المدينة وما حولها، وسُمع دوي انفجارات، وحلقت طائرات حربية في السماء لبضع ساعات.
وتشهد مدينة عدن الجنوبية الساحلية، التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي، أعمال عنف بسبب خلاف بين الانفصاليين وحكومة هادي التي اتخذت من المدينة مقراً بعدما أخرجها الحوثيون من العاصمة في عام 2014.
وكانت حكومة مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب أدت اليمين الدستورية، أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، وهي تتألف من 24 حقيبة وزارية، حصل المجلس الانتقالي الجنوبي على 5 منها ضمن حصة الجنوب.
ويهدف تشكيل الحكومة الجديدة، وفق مراقبين، إلى إنهاء الخلاف بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي والتفرغ لمواجهة الحوثيين، الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد.
ويشهد اليمن، منذ 6 سنوات، حربا بين القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.