كشف رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن التحقيق في مئات الأطنان من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت بدأ قبل ساعات فقط من وقوع الانفجار الهائل الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص ودمار كبير في 4 أغسطس/آب الماضي.
وفي حديث لشبكة "CNN" الأمريكية، قال دياب، الذي استقال في أعقاب انفجار بيروت لكنه ظل رئيساً لحكومة تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، إنه في الليلة التي سبقت وقوع الحادث كلف وزير الأشغال العامة والنقل ووزير العدل في لبنان بالتحقيق في حوالي 2750 طناً مترياً من نترات الأمونيوم، التي وصلت إلى بيروت على متن سفينة في عام 2013.
تقول الوكالة إنها قد اطلعت على بعض الوثائق المرفقة في ملف أُرسل إلى وزارة الأشغال العامة في إطار التحقيق، والتي أظهرت مدى خطورة نترات الأمونيوم، وحذرت من أن "إشعال النيران سيؤدي إلى انفجار كبير وستكون نتيجته تدميراً شبه كامل للميناء". واطلعت CNN على بعض الوثائق المرفقة في ملف أُرسل إلى وزارة الأشغال العامة.
بحسب الوكالة، فقد راجع وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار الوثائق في وقت متأخر من يوم 3 أغسطس/آب، ووجه المسؤولين في الوزارة بمتابعة الأمر، بحسب ديوان رئيس حكومة تصريف الأعمال. وتم تأريخ ختم الوثائق التي تلقتها الوزارة في 4 أغسطس/آب 2020، وهو اليوم نفسه الذي دُمر فيه مرفأ بيروت عندما انفجرت نترات الأمونيوم.
الكشف عن سرقات من داخل المرفأ
الوثائق التي أُحيلت إلى وزارة الأشغال العامة قبل الانفجار، واطلعت عليها الشبكة، تشير إلى احتمال سرقة المواد المتفجرة من المستودع قبل الانفجار، كما ذكرت أن باباً للمستودع كان مكسوراً، حيث تم تخزين هذه المواد المتفجرة.
فيما أكد مسؤول في المخابرات اللبنانية، لشبكة CNN، أن 1300 طن من نترات الأمونيوم قد فُقدت من المستودع قبل انفجار بيروت.
وأقرت حكومة دياب بتلقي تحذيرات مسبقة حول المخاطر التي يشكلها تخزين المواد المتفجرة في المرفأ. وتم إخطار الحكومات السابقة أيضاً بشأن المستودع، لكن لم يعالج أحد المشكلة.
تحقيق ملتبس في انفجار بيروت
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر، لا يزال السبب الذي أدى لانفجار نترات الأمونيوم غير واضح، لكن المسؤولين الحكوميين قالوا إنهم لم يستبعدوا حدوث عمل تخريبي.
وقال دياب لشبكة CNN: "كل ما يحدث مريب… هناك شيء غير قابل للتفسير، توقيت ذلك، وما يحدث".
ووُجهت إلى دياب تهمة الإهمال الجنائي في إطار تحقيق قضائي في انفجار بيروت، فيما ينفي دياب التهمة، ويقول إنه تم اتهامه على الرغم من حقيقة أن المادة المتفجرة كانت مخزنة في المرفأ قبل سنوات من توليه المنصب.
ومنذ وصول نترات الأمونيوم إلى بيروت، كان للبنان 4 رؤساء وزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء المُكلف حالياً سعد الحريري، والذي استنكر اتهام دياب.
ورفض دياب، الذي قدم بالفعل إفادة خطية طواعية، أن يستجوبه القاضي الذي يقود التحقيق حول انفجار بيروت، قائلاً إنه يفتقر إلى أساس دستوري، فيما تم تعليق التحقيق، بعد أن طالب اثنان من الوزراء السابقين الذين يواجهون اتهامات بإبعاد القاضي من القضية.