وثقت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل 50 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام خلال عام 2020، غالبيتهم في دول لا تشهد حروباً، منوهة إلى أن هذا العدد يُمثل تحسناً طفيفاً مقارنة بعام 2019 الذي شهد مقتل 53 صحفياً بسبب عملهم.
المنظمة الدولية المدافعة عن حرية الصحافة، قالت، في تقريرها السنوي الذي نُشر اليوم الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الغالبية العظمى منهم قتلوا عمداً؛ لأنهم أجروا تحقيقات تتعلق بموضوعات مثل الفساد أو الجريمة المنظمة أو التدهور البيئي. كما قُتل العديد منهم أثناء تغطيتهم لاحتجاجات شعبية.
وكانت الدول الأخطر على الإعلاميين هذا العام، بحسب تقرير "مراسلون بلا حدود"، هي المكسيك، والعراق، وأفغانستان، والهند، وباكستان، والفلبين، وهندوراس.
وتُعد المكسيك هي الأكثر دموية، حيث قُتل 8 صحفيين، تليها أفغانستان (5)، والهند (4)، وباكستان (4)، والفلبين (3)، وهندوراس (3).
وأكدت المنظمة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، أن عدداً من هؤلاء الصحفيين والإعلاميين قُتلوا في ظروف وحشية.
حيث أشارت المنظمة إلى صورة الصحفي المكسيكي خوليو فالديفيا رودريغيس من صحيفة إل موندو دي فيراكروز الذي عُثر على جثته مقطوعة الرأس في شرق البلاد، وزميله فيكتور فرناندو ألفاريز تشافيز، مدير تحرير موقع إخباري محلي، عُثر على جثته مقطعة في مدينة اكابولكو.
أما في الهند، فقد تم إحراق الصحفي راكيش سينغ بعدما رُشت عليه مادة كحولية سريعة الاشتعال، فيما قُتل الصحفي إسرافيل موزيس مراسل محطة تلفزيونية في تاميل نادو، بالسواطير.
وفي إيران حكمت السلطات بالإعدام، ونفذت الحكم بحق "روح الله زم" الذي كان يدير قناة على تطبيق تليغرام تحمل اسم "أمد نيوز".
وقُتل قرابة 20 صحافياً استقصائياً هذا العام: 10 منهم كانوا يحققون في قضايا فساد محلية واختلاس أموال عامة، وأربعة يحققون في قضايا متعلقة بالمافيا والجريمة المنظمة، وثلاثة كانوا يعملون على مواضيع مرتبطة بمسائل بيئية.
وكذلك، قُتل سبعة صحفيين كانوا يقومون بتغطية تظاهرات في العراق، ونيجيريا، وكولومبيا، وهو "واقع جديد"، حسبما قالت "مراسلون بلا حدود".
وكانت "مراسلون بلا حدود" قد سجلت، في الجزء الأول من تقريرها السنوي الذي نُشر في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2020، في حصيلتها السنوية لعام 2020، سجن ما لا يقل عن 387 صحفياً بسبب عملهم في قطاع الإعلام، مقابل 389 في 2019، ما يعني أن عدد الصحفيين المحتجزين حول العالم ظل مرتفعاً على نحو قياسي، علماً بأن أكثر من نصف الصحفيين المحتجزين في العالم (61%) تم في خمس دول فقط.
وللعام الثاني على التوالي، تمثل الصين، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وفيتنام، وسوريا، أكبر خمسة سجون للصحفيين في العالم.
كما ارتفع عدد الصحفيات المحتجزات بما لا يقل عن 35% مقارنة بالعام الماضي: 42 في 2020، مقابل 31 في 2019، وتم تسجيل أغلب الحالات الجديدة في بيلاروسيا (4)، كما تم احتجاز (4) صحافيات في إيران، و(2) في الصين، حيث ازداد القمع مع تفاقم الأزمة الصحية، حسب تقرير المنظمة الدولية.