أعلنت الحكومة في بنغلاديش، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، نقل أكثر من 1800 لاجئ من الروهينغا المسلمين الهاربين من الحملة العسكرية في بورما إلى جزيرة "باشان شار" النائية، التي تقع على مسافة ثلاث ساعات من البر الرئيسي، وذلك في أكبر مجموعة يتم نقلها لهذه الجزيرة، والثانية من نوعها، بعد الأولى التي بلغ تعداد اللاجئين فيها 1600 شخص، والتي تمت في وقت سابق من هذا الشهر.
حسب تقرير لوكالة "فرانس برس" للأنباء، الثلاثاء، فإن عمليات الترحيل هذه، لقيت معارضة شديدة وتنديداً من ناشطين حقوقيين، الذين أعربوا عن شكوك جديدة بشأن عمليات النقل.
معرضون للخطر
تريد حكومة بنغلادش في نهاية المطاف نقل مئة ألف من الروهينغا إلى الجزيرة التي تبلغ مساحتها 56 كيلومتراً مربعاً رغم انتقادات الجماعات الحقوقية لأن باشان تشار جزيرة معزولة كما أنها معرضة لفيضانات في خليج البنغال.
إذ تم إنشاء مجمعات سكنية للوافدين الجدد على الجزيرة التي قال وزير الخارجية أبوالكلام عبدالمؤمن إنها "منتجع جميل".
أكثر من 700 ألف من الروهينغا انضموا إلى 300 ألف يعيشون في مخيمات في بنغلاديش منذ العام 2017 بعد حملة التطهير التي أقامتها الحكومية البورمية على قراهم والتي قالت الأمم المتحدة إنها قد تكون إبادة جماعية.
وفيما تكافح بنغلاديش لإيجاد حل طويل الأمد للنازحين الروهينغا، قال مسؤولون حكوميون إن هناك مرافق معيشية أفضل وأكثر أماناً لهم في باشان شار.
"راحة البال"
في هذا السياق، قال وزير الخارجية لوكالة "فرانس برس" "إنهم ذاهبون طواعية. إنهم متحمسون جداً للذهاب إلى باشان شار لأنهم سمعوا من أقاربهم الذين سبقوهم إلى هناك (أنه) مكان ممتاز". ولفت إلى أن الجزيرة "أفضل 100 مرة" من المخيمات وأن اللاجئين "طلبوا" أن يتم نقلهم إلى هناك.
في تصريح للوكالة نفسها، قال أفراد من الروهينغا كانوا من ضمن المجموعة الأخيرة إنهم ذاهبون إلى الجزيرة طوعاً، إذ أكد "شافي علم" وهو على متن سفينة تابعة للبحرية أن "المخيم مكان صعب ومكتظ بالعيش والتحرك".
من جهتها، صرحت الجدة "مريم خاتون" (55 عاماً) بأنها تقوم بهذا التغيير هرباً من الجرائم المتعلقة بالمخدرات في المخيمات التي شهدت مقتل عشرات في السنوات الأخيرة. وقالت "أبحث عن راحة البال. مخيم اللاجئين ليس مكاناً لذلك".
ليس لديهم خيار
في الجهة المقابلة، أجرى ناشط حقوقي دولي مقابلات مع بعض الأفراد قال إنه ليس لديهم خيار بشأن هذه الخطوة.
وصرح هذا العامل لفرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته بأن "متطوعين يعملون لحساب السلطات المشرفة على المخيمات في بنغلاديش أغلقوا منازل بعض اللاجئين لإجبارهم على الموافقة على نقلهم". وأضاف "قيل لهم إنهم إذا لم يذهبوا فستظل منازلهم مغلقة".
وقال سعد حمادي الناشط في منظمة العفو الدولية في جنوب آسيا إن "مزاعم من داخل المجتمع حول حوافز نقدية يتم تقديمها لعائلات الروهينغا للانتقال إلى باشان شار إضافة إلى استخدام أساليب التخويف تجعل عملية النقل موضع شك".
ولفت ناشط حقوقي محلي إلى أن صحافياً من الروهينغا التقط صوراً للاجئين يستقلون حافلات من أجل النقل احتجز الإثنين. لكن الشرطة قالت لوكالة فرانس برس إنها ليست على علم بذلك.
وبعد نقل المجموعة الأولى في الرابع من ديسمبر/كانون الأول، قال العديد من الروهينغا لوكالة فرانس برس إنهم تعرضوا للضرب والترهيب للموافقة على الانتقال.
وقالت الأمم المتحدة إنها لم تشارك في العملية.