كشف تقرير نشرته صحيفة New York Times الأمريكية، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن فيروس كورونا تسبب في قتل عشرات الآلاف في موجته الأولى بإيطاليا، ثم ما لبث أن قتل آلاف المواطنين مرة أخرى في موجته الثانية، ما أدخل البلاد في أزمة صحية كبيرة.
فيما اضطر الإيطاليون نتيجة الأزمة الصحية الكبيرة في البلاد بسبب الفيروس، إلى بذل كل جهدهم للحصول على اللقاح الجديد لتناوله؛ لتجنب الإصابة أو الوفاة، وكذلك السعي من أجل فهم ما إذا كان يتحتم عليهم العزل في المنزل مرة أخرى أو اتخاذ إجراءات احتياطية أخرى.
إيطاليا تستعين بـ"زهرة الربيع" لتحفيز المواطنين
في المقابل سعت الحكومة الإيطالية للتخفيف عن المواطنين وإضفاء قليل من البهجة على الواقع المؤلم، من خلال الاستعانة بالمهندس المعماري الشهير ستيفانو بويري، لتصميم 1500 جناح مستوحاة من شكل زهرة الربيع، لكل المنشآت التي سوف يوزَّع فيها اللقاح؛ وذلك لإدخال السعادة على المواطنين.
يُذكر أن العاملين بالمجال الطبي في إيطاليا تلقوا اللقاحات الأولى يوم الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول، وذلك تحت ملصقات تحمل شعار البلاد الرسمي للبرنامج، "مع زهرة، إيطاليا تعود إلى الحياة". لكن النقاد وجدوا تركيز الحكومة على تصميم منشأة ميلانو في غير محله قليلاً، في ظل وجود جائحة.
خلاف حول تصميم منشأة ميلانو
التقرير نقل عن أحد أعضاء البرلمان الأوروبي من إيطاليا، قوله إن ما يحدث ما هو إلا عرض للمُهرِّجين، في حين وصف أحد المعلقين البارزين الفكرة بـ"البلهاء". كذلك احتج كارلو كوتاريلي، الاقتصادي الإيطالي الكبير، قائلاً: "لا أريد زهرة الربيع. أريد لقاحاً مضاداً لكوفيد!".
في المقابل رفض المهندس المعماري الشهير ستيفانو بويري، السخرية من تصميمه الذي نفذه من أجل إدخال البهجة والسعادة على المواطنين، وقال في تعليق على صفحته الشخصية بموقع التغريدات تويتر: " الزهور أمرٌ جاد".
كذلك وفي مقابلةٍ له أوضح سبب كون زهرة الربيع الشعار المثالي لبرنامج التطعيم الإيطالي الذي انطلق يوم الأحد، وقال بويري إن "الذهاب لتلقي اللقاح في حاوية أو في مستشفى عسكري ميداني شيء، والذهاب إلى مساحة مضيئة على شكل زهرة شيء آخر".
يُذكر أن مشروع بويري الخاص بتصميم المنشآت المستوحاة من زهرة الربيع، قد نشأ منذ نحو شهر، عندما تلقى بويري مكالمة من مفوض روما الخاص لحالة فيروس كورونا السيد دومينيكو أركوري، طالبه فيها بإنشاء أجنحة أضافية بجانب المستشفيات والصالات الرياضية الخالية؛ من أجل تطعيم المواطنين باللقاحات فيها.
في حين سيستمر برنامج تطعيم ما لا يقل عن 40 مليون إيطالي للوصول إلى مناعة القطيع، لمدة عام ونصف العام على الأقل. وعلى الفور، وافق بويري على تقديم المساعدة، حيث اتفق هو وأركوري على أنهما بحاجة إلى صورة واحدة لتحفيز المواطنين على المشاركة في تلقي التطعيمات.
تصميم زهرة الربيع وعلاقته بالتطعيم
من جانبه نقل التقرير عن بويري، قوله إنه وفريقه سعوا جاهدين على مدار أسبوعين، للتوصل إلى شيء ما، يبعث داخل الرجل أو الشاب أو الطفل كل البهجة والتحفيز للتطعيم.
كذلك فقد قال إنهم استبعدوا الصور المعبرة عن العداوة كرسم بسيط لشريط يشطب الفيروس الشائك، حيث كانوا حريصين على عدم الترويج لفكرة أن اللقاح سيحررك، لذا فقد ألغوا مقترحات مثل صورة شابين متعانقين، أو كمامة تطير بعيداً داخل المجال غير المصاب.
فيما أشار بويري إلى أن المدن الصغيرة سوف يتم تصميم أكشاك فيها على شكل زهور، مشيراً إلى أن زهرة الربيع ستشير إلى المكان الذي يمكن العثور فيه على اللقاحات. حتى إن البعض اقترح أن يرتدي القائمون على تطعيم المواطنين باللقاحات، دبابيس زهرة الربيع، مضيفاً أن زهرة الربيع هي رمز التلقيح، وأينما يتلقى المواطنون اللقاح سيجدون زهرة الربيع، على حد قوله.