في سابقة بالتلفزيون البريطاني، استخدمت قناة Channel 4 البريطانية، الملكة إليزابيث، من أجل التوعية بمخاطر الأخبار الزائفة، فقد رقصت الملكة إليزابيث "المزيفة "على شاشات التلفزيون في عيد الميلاد ضمن خطاب صُنع باستخدام تقنية "التزييف العميق" (Deepfake) بثته إذاعة بريطانية، واعتبرت القناة أن الفيديو صُنع ليكون "تحذيراً صارخاً" من التكنولوجيا وانتشار الأخبار الكاذبة.
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن هذا الخطاب الذي بُث الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول، على الساعة الـ3 مساء، والذي تلاه مقطع مزيف رقمياً للملكة، مع تسجيل ممثلة للصوت المرفق به، حمل تنبيهاً للمشاهدين حول أهمية التساؤل عما إذا كان ما يرونه ويسمعونه حقيقياً دائماً كما يظهر.
وحسب التقاليد، تلقي ملكة بريطانيا الحقيقية خطاباً في يوم عيد الميلاد يُبث حول العالم.
كيف حدث ذلك؟
قالت الإذاعة إن المراد من المقطع تقديم "تحذيرٍ صارخ من التكنولوجيا المتطورة التي تتيح نشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة في عصر رقمي".
تُلحق القناة سنوياً مع خطاب الملكة التقليدي "رسالة عيد ميلاد بديلة"، وما زالت هذه الرسالة تُبث منذ عام 1993، ولطالما أثارت الجدل.
فمن بين الذين ألقوا الخطاب البديل في السابق: محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني السابق. ومن بين المدعوين البارزين الآخرين، إدوارد سنودن مسرب الوثائق الأمريكي، وجيسي جاكسون، والأطفال الناجون من حريق برج غرينفيل عام 2017.
لكن نسخة 2020 كانت مختلفة نوعاً ما، إذ استأجرت القناة هذا العام استوديو VFX Framestore لإنشاء صورة الملكة إليزابيث المزيفة، التي تحدثت بصراحة عن أمور شخصية.
كما حصل التلاعب بالمقطع باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
قدرة مخيفة على تزييف الواقع
فقي هذا "الخطاب"، ناقشت الملكة المزيفة بتقنية التزييف العميق انتقال الأمير هاري وميغان إلى أمريكا الشمالية، قائلةً: "هناك أشياء قليلة تؤلم أكثر من أن يخبرك أحدهم بأنه يفضِّل رفقة الكنديين".
كما أدت الملكة المزيفة روتين رقص شهيراً على تطبيق تيك توك.
بهذا الخصوص، قال إيان كاتز، مدير برامج القناة، في بيان: "تقنية التزييف العميق هي الموجة الجديدة المخيفة في المعركة بين المعلومات المضللة والحقيقية. إن خطاب عيد الميلاد البديل لهذا العام، الذي ألقته- على ما يبدو- إحدى أكثر الشخصيات المألوفة والموثوقة في البلاد، تذكير قوي بأنه لم يعد بمقدورنا الوثوق بأعيننا".
لكن سام غريغوري، مدير البرامج في WITNESS، وهي مجموعة تدرب النشطاء في جميع أنحاء العالم على استخدام الفيديو بأمان، حذَّر من تضخيم تهديد تكنولوجيا التزييف العميق.
إذ كتب غريغوري على تويتر، في 24 ديسمبر/كانون الأول، رداً على أنباء الخطاب البديل: "تبالغ الضجة المثارة حول التزييف العميق في الخطر المفترض (حالياً) لاستخدام التزييف العميق السياسي بشكل مثالي… على حساب التهديدات الحقيقية".
وفي رسالتها الحقيقية بمناسبة أعياد الميلاد، أثنت الملكة على العاملين في الخطوط الأمامية للمواجهة خلال الوباء، وقدمت تعازيها للعائلات التي لم تتمكن من الاحتفال معاً، بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا.
الخطاب الحقيقي للملكة
قالت فيه إن ما يريده كثيرون كهديةٍ هذا العام هو مجرد العناق.
كما أضافت أن الاحتفالات ستكون وقتاً عصيباً لمن فقدوا أحبّاءهم بسبب جائحة كوفيد-19، ومن لم يتمكنوا من ملاقاة ذويهم بسبب القيود المفروضة لمكافحتها.
وفي خطابها المعتاد المسجل الموجَّه لبلادها في يوم عيد الميلاد، ذكرت الملكة البالغة من العمر 94 عاماً، مراراً، الأمل في المستقبل، بينما اعترفت بأن ملايين البريطانيين لن يتمكنوا من الاستمتاع باحتفالاتهم المعتادة هذا العام.
وقالت: "بالطبع بالنسبة لكثيرين، هذا الوقت من العام سيشوبه الحزن والحداد على فقد أحباء لهم. وآخرون سيفتقدون أصدقاءهم وعائلاتهم، بسبب المسافات التي تفصلهم كإجراءات سلامة، بينما كل ما يريدونه حقاً هو معانقة فحسب أو مصافحة حارة".
قبل أن تتابع قائلة: "إن كنت واحداً منهم فلست وحدك. دعني أؤكد لك أنك في قلبي ودعواتي".
حتى الملكة لم تُقم احتفالاتها المعتادة بأعياد الميلاد، وستقضي العطلة في هدوء بقلعة وندسور مع زوجها الأمير فيليب (99 عاماً).
وقالت: "على نحو رائع، العام الذي أجبر الناس على البقاء بعيدين بعضهم عن بعض قرَّبنا بطرق شتى"، مشيرة إلى أن أفراد العائلة المالكة شعروا بالإلهام عبر قصص من تطوعوا لمساعدة المحتاجين.